الأونروا: تبرئة الوكالة من إدعاءات إسرائيل رسالة قوية للمانحين    حسام المندوه رئيساً لبعثة الزمالك في مباراة دريمز الغاني بالكونفيدرالية    «الإحصاء»: زيادة عدد دور الكتب والمكتبات إلى 1409 دار خلال 2022    «الهندسية للانشاء والتعمير-مصر» توقع اتفاقية مع «أكسا مصر»    رئيس جامعة المنصورة يهنئ الأنبا أكسيوس لتجليسه أسقفًا على إيبارشية المنصورة    مؤشر الأسهم السعودية يغلق منخفضا    الغرف التجارية: استمرار انخفاض أسعار السلع الأساسية خلال الفترة القادمة    سبورت: بيرناردو سيلفا يقاتل من أجل الانتقال إلى برشلونة    افتتاح المرحلة الأولى من تطوير القطاع السكني الفندقي بالمدينة الشبابية بالعريش    الدفع ب 4 سيارات إطفاء.. حريق يلتهم مخزن أدوية في جاردن سيتي    مدير مكتبة الإسكندرية: الخريطة لها دور إستراتيجي ومهم في العلوم الاجتماعية    أحمد زاهر يكشف سبب خسارة وزنه    مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة يحتفي بالسينما الفلسطينية    "كانت ناقصك يا تايسون".. أبطال فيلم "شقو" يحتفلون بالعرض الأول في الرياض    إبداعات فنية وحرفية في ورش ملتقى أهل مصر بمطروح    هل التوت الأسود يرفع السكر؟    وزير الدفاع الروسي: القوات الأوكرانية خسرت نصف مليون عسكري منذ بداية الحرب    ولادنا عايزين يذاكروا| الأهالي يطالبون بعدم قطع الكهرباء عن المنازل أسوة بالمدارس    النسب غير كافية.. مفاجأة في شهادة مدير إدارة فرع المنوفية برشوة الري    الإسماعيلية تتزين استعدادا للاحتفال بأعياد الربيع (صور)    حماة الوطن: التحالف الوطني نموذج فريد في تقديم الدعم الإنساني للأشقاء بفلسطين    ندوة تثقيفية بجامعة الأزهر عن مبادئ القانون الدولي الإنساني.. صور    بيان عاجل وزارة البيئة بشأن تأثير العوامل الجوية على جودة الهواء خلال الفترة المقبلة    أبو عبيدة: الاحتلال الإسرائيلي عالق في غزة    فانتازي يلا كورة.. سون رهان رابح.. وأفضل لاعبي توتنهام في آخر 6 جولات    جمال علام: أزمة «صلاح» و«العميد» «فرقعة» إعلامية.. و«مو» سيتواجد في معسكر المنتخب القادم| حوار    أحمد بلال البرلسي يطالب بضوابط واضحة لتغطية الجنازات والعزاءات (تفاصيل)    «الرعاية الصحية»: المرحلة الثانية للتأمين الصحي الشامل تبدأ في دمياط ومطروح    إحالة بيان الحكومة بشأن الموازنة إلى لجنة "الخطة".. ورفع الجلسة العامة حتى 7 مايو    فيديو| فتح باب التصالح على مخالفات البناء.. أبلكيشن لملء البيانات وتفاصيل استعدادات المحافظات    موجة حارة وعاصفة ترابية- نصائح من هاني الناظر يجب اتباعها    وزير العدل: تشكيل لجنة رفيعة المستوى لوضع مشروع قانون ينظم استخدامات الذكاء الاصطناعي    التصريح بدفن جثة طفلة سقطت من أعلى بأكتوبر    محافظة الجيزة تزيل سوقا عشوائيا مقام بنهر الطريق بكفر طهرمس    فتح أبواب متحف السكة الحديد مجانا للجمهور احتفالا بذكرى تحرير سيناء    محافظ بوسعيد يستقبل مستشار رئيس الجمهورية لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية    رئيس جامعة عين شمس يبحث مع السفير الفرنسي سبل تعزيز التعاون الأكاديمي    الجريدة الرسمية تنشر قراري مجلس الوزراء بشأن إجازة شم النسيم وعيد العمال    محافظ المنيا: تنظيم قافلة طبية مجانية في مركز أبو قرقاص غدا    دار الإفتاء: شم النسيم عادة مصرية قديمة والاحتفال به مباح شرعًا    هل يحق للزوج التجسس على زوجته لو شك في سلوكها؟.. أمينة الفتوى تجيب    مصرع سائق في حادث تصادم بسوهاج    رئيس الوزراء يحدد موعد إجازة شم النسيم    سيدات سلة الأهلي يواجه مصر للتأمين في الدوري    محافظ كفر الشيخ ونائبه يتفقدان مشروعات الرصف فى الشوارع | صور    نستورد 25 مليون علبة.. شعبة الأدوية تكشف تفاصيل أزمة نقص لبن الأطفال    السفير طلال المطيرى: مصر تمتلك منظومة حقوقية ملهمة وذات تجارب رائدة    الغزاوي: الأهلي استفاد كثيرا من شركة الكرة    خلال الاستعدادات لعرض عسكري.. مقتل 10 أشخاص جراء اصطدام مروحيتين ماليزيتين| فيديو    مجلس النواب يحيل 23 تقريرًا برلمانيًّا للحكومة -تعرف عليها    وزير الأوقاف من الرياض: نرفض أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني وتصفية قضيته    قطاع الدراسات العليا بجامعة القناة يعلن مواعيد امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني    جيش الاحتلال الإسرائيلي يقصف مناطق لحزب الله في جنوب لبنان    الرئيس السيسى يضع إكليلا من الزهور على النصب التذكارى للجندى المجهول    توفيق السيد: غياب تقنية الفيديو أنقذ الأهلي أمام مازيمبي.. وأرفض إيقاف "عاشور"    مستدلاً بالخمر ولحم الخنزير.. علي جمعة: هذا ما تميَّز به المسلمون عن سائر الخلق    الإفتاء: التسامح في الإسلام غير مقيد بزمن أو بأشخاص.. والنبي أول من أرسى مبدأ المواطنة    علي جمعة: منتقدو محتوى برنامج نور الدين بيتقهروا أول ما نواجههم بالنقول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإخوان جماعة إرهابية في أمريكا
نشر في أخبار اليوم يوم 03 - 05 - 2019


قرار القرن
يستحق اتجاه البيت الأبيض لإدراج جماعة الإخوان المسلمين علي قوائم الإرهاب الأمريكية لان يطلق عليه قرار القرن، فهو القرار الوحيد - حال صدوره- الذي يدعم الحرب الحقيقية علي الارهاب بشكل مباشر وسليم، ويقدم للبشرية رسالة اعتذار عن سنوات طويلة من غض الطرف عن جرائم الجماعة وتمدد أفكارها وشبكاتها حول العالم، رغم علم الجميع انها الحاضنة لكل التنظيمات الارهابية بداية من القاعدة ووصولا »لداعش»‬ تحرك البيت الابيض اثار حالة من الفزع لدي اركان الجماعة والدول الداعمة لها، وتتلهف الدول العربية واوروبا لصدوره من اجل ما يوفره من دعم للمواجهة الفكرية مع عناصر الجماعة، فضلا عن ملاحقته لكل مصادر تمويلها وهو ما يضمن تحقيق انتصار حقيقي علي الارهاب.
ترامب يعيد فتح الملف الأسود.. وعقوبات وقيود متوقعة علي عناصر »‬المحظورة»
يؤكد المراقبون داخل وخارج الولايات المتحدة ان الرئيس الامريكي دونالد ترامب جاد في تحركه لادراج جماعة الاخوان الإرهابية علي القوائم الأمريكية للتنظيمات الارهابية وهو ما يعني فرض مجموعة كبيرة من العقوبات والقيود علي حركة عناصر هذه الجماعة الارهابية والمؤسسات التابعة أو الداعمة لها داخل وخارج الولايات المتحدة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الابيض »‬سارة ساندرز» قد أعلنت منتصف الاسبوع الماضي أن الرئيس ترامب تشاور مع أعضاء فريقه للأمن القومي وزعماء المنطقة العربية الذين يشاركونه القلق من النشاط الإرهابي للجماعة التي يسعي ترامب الي تصنيفها كجماعة إرهابية عبر سلسلة من الإجراءات الداخلية.
وفي حال تم تصنيف الاخوان جماعة ارهابية فإن ذلك سيجعلها هدفا للعقوبات والقيود الأمريكية علي الفور، بما فيها حظر السفر وقيود قانونية، ويحظر علي المواطنين الامريكيين تمويل أي انشطة للجماعة سواء داخل أو خارج الولايات المتحدة، كما سيتم حظر تقديم أي خدمات مصرفية للجماعة وعناصرها عبر النظام المصرفي الامريكي وكذلك منع من يرتبطون بالجماعة الارهابية من دخول الاراضي الامريكية.
ويري »‬بشار جرار» المحلل السياسي والمدرب غير المتفرغ في برنامج الدبلوماسية العامة لوزارة الخارجية الامريكية ان قرار ترامب تصنيف »‬الاخوان جماعة إرهابية سيكون قرار القرن لما له من أهمية كبيرة في الحرب العالمية علي الارهاب والتطرف، مشيرا الي ان الموقف الشخصي للرئيس الامريكي، من الجماعة الارهابية معروف ومعلن قبل وصوله للرئاسة حيث يري انها مصدر كل الافكار الارهابية والمتطرفة في العالم الاسلامي بحسب ما قاله »‬جرار» في مقال علي موقع شبكة »‬سي إن إن» التليفزيونية الأمريكية.
ويقول المحلل الأمريكي »‬ديفيد أندلدمان» إن سجل جماعة الإخوان والعديد من التنظيمات التابعة لها والمنتشرة في أكثر من 70 دولة متورطة بالفعل في انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان، كما أنها لا تعترف بحق معارضيها في حرية الرأي والتعبير، غير أن وجود فروع للجماعة في عشرات الدول وبعضها لا يحمل اسم الجماعة الارهابية يضع عقبات قانونية ودبلوماسية أمام إعلانها جماعة إرهابية بالكامل، وهو ما يعزز الاحتمالات بإدراج الادارة الامريكية لبعض فروع أو عناصر الجماعة علي قوائم الإرهاب.
في الوقت نفسه تنظم مؤسسة »‬كلاريون بروجيكت» الأمريكية حملة شعبية لجمع توقيعات تطالب الرئيس ترامب بتصنيف »‬الإخوان» جماعة إرهابية وحظر أي وجود لها داخل الولايات المتحدة وتحمل هذه الحملة شعار »‬السيد ترامب» قل لا لوجود الإخوان المسلمين في امريكا مشيرة الي ان هذه الجماعة تسعي إلي اسقاط الدستور الامريكي، وتطبيق أفكارها المتطرفة عن الشريعة الإسلامية علي المجتمع الامريكي، الي جانب دعمها الدائم للمنظمات والجماعات الارهابية في مختلف مناطق العالم ولذلك لا يجب ان يكون لها وجود علي الاراضي الامريكية.
وتقول المنظمة الامريكية المعنية بكشف المخاطر التي تمثلها الجماعات الاسلامية المتطرفة علي المجتمع الامريكي وعلي الانسانية ككل »‬اطلقنا حملة لكي نقول للرئيس دونالد ترامب انه لا لمكان لجماعة الاخوان المسلمين ولا لمن يريد فرض الشريعة الاسلامية علينا في أمريكا.
كما اطلقت المنظمة التي تأسست في البداية تحت اسم »‬مؤسسة كلاريون» حملة توقيعات تطالب الإدارة الامريكية باتخاذ مواقف قوية ضد نظام حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الداعم للإرهاب.
جدير بالذكر ان السيناتور والمرشح السابق في سباق الانتخابات الأمريكية »‬تيد كروز» قد سبق وتقدم بمشروع قانون داخل مجلس الشيوخ الأمريكي يطالب فيه الخارجية بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية، ولكن تم إحباط المشروع في الكونجرس، كذلك سبق وألمح الرئيس ترامب فور توليه السلطة عن تصنيف الإخوان جماعة إرهابية ولكن تعرقل المشروع أيضا بسبب البيروقراطية الأمريكية وتعدد جهات اتخاذ القرار.
جوناثان شانزر مستشار وزارة الخزانة الأمريكية السابق ل »‬أخبار اليوم»: وزارتا الخزانة والخارجية تجمع أدلة الإدانة
بعد إعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب،عملية تستهدف إعلان جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، سألت “اخبار اليوم” الخبير الاستراتيجي الأمريكي جوناثان شانزر، والمستشار السابق لوزارة الخزانة الامريكية، عما إذا كان اعتبار “الإخوان” جماعة إرهابية يخدم المصالح العليا للولايات المتحدة الأمريكية، كانت اجابته إن إقدام الإدارة الأمريكية علي تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية لن يخدم المصالح الأمريكية فقط بل سيخدم مصلحة العالم ككل في إطار الحرب علي الأيديولوجيات التي تغذي التطرف والإرهاب حول العالم، غير أن الإدارة الأمريكية لم تتخذ قرارا نهائيا باعتبار الجماعة المتطرفة تنظيما إرهابيا محظورا، وإنما بدأت دراسة إصداره، في ضوء الصعوبات والعقبات العديدة التي ستواجهها قبل الوصول إلي إصدار مثل هذا القرار.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تحركت فور وصول ترامب للحكم في يناير 2017 من أجل إدراج الجماعة الإرهابية علي قوائم الإرهاب الأمريكية، لكن هذه المحاولة تعثرت بسبب ضغوط اللوبي الموالي للجماعة الإرهابية والعواصم الداعمة لها، فما هو الاختلاف الذي يمكنه تعزيز فرص نجاح الإدارة الأمريكية في الوصول إلي توافق بشأن الجماعة الإرهابية التي تجيد المراوغة والتعامل مع دول العالم بأكثر من وجه.
ويقول شانزر نائب رئيس قسم الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات البحثية الأمريكية إن التركيبة البيروقراطية للإدارة الأمريكية الآن مازالت نفس تركيبة عام 2017 عندما تعثرت جهود إعلان “الإخوان” جماعة إرهابية، كما أن الصعوبات التي تواجه مثل هذه الخطوة مازالت كما هي. وسيحتاج الرئيس ترامب إلي تكليف وزارتي الخزانة والخارجية بجمع الأدلة والوثائق التي تؤكد تورط الجماعة في أعمال عنف وإرهاب وارتباط العديد من المنظمات الإرهابية بأفكار ومبادئ الجماعة. وبعد ذلك سيتم مراجعة هذه الأدلة في ضوء المعايير الأمريكية المنظمة لاعتبار أي جماعة أو تنظيم جماعة إرهابية.
ويضيف “شانزر” أن المشكلة الأساسية التي تواجه أي محاولة لإدراج “الإخوان” علي قوائم الإرهاب هي أن هذه الجماعة عبارة عن شبكة بالغة الاتساع وتضم العديد من التنظيمات الفرعية المنتشرة في العديد من مناطق العالم وبعضها لا يعلن تأييدا للعنف ولا يمارسه بصورة صريحة.
في الوقت نفسه فإن وجود قوي سياسية داخل وخارج الولايات المتحدة تعارض أي تحرك لإدراج “الإخوان” علي قوائم الإرهاب، رغم أن أفكار وأدبيات هذه الجماعة كانت ومازالت هي المنبع الرئيسي لكل افكار العنف والتطرف التي يعاني منها العالم علي يد تنظيمات إسلامية متشددة. ولكن شانزر يري أن مثل هذه القوي الداخلية والخارجية المؤيدة للجماعة لن يكون لها تأثير حقيقي إذا ما نجحت وزارتا الخزانة والخارجية والدوائر المؤمنة بالطبيعة الإرهابية لجماعة “الإخوان” في تقديم الأدلة الدامغة علي تورط الجماعة في أعمال العنف والإرهاب وعلي انطلاق الكثير من التنظيمات الإرهابية والمتشددة من أيديولوجياتها.
ويرجح المحلل الأمريكي أن تصل الإدارة الأمريكية في نهاية المطاف إلي إعلان بعض أفرع المنظمات التابعة لجماعة الإخوان كمنظمات إرهابية، في ظل صعوبة الوصول إلي قرار بشأن هذا التنظيم ككل، خاصة أن أفرعا للتنظيم تشارك في الحكم او تمارس الحكم في عدد من الدول وهو ما يعني خلق مشكلات معقدة بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية.
في كل مرة يثور فيه الحديث حول تعامل الولايات المتحدة مع خطر جماعة الإخوان الإرهابية وضرورة التصدي له داخل وخارج الولايات المتحدة تتعالي الأصوات الموالية للجماعة سواء في واشنطن أو خارجها لكي تحذر من تأثير مثل هذه الخطوة علي العلاقات الأمريكية مع بعض الدول الحليفة ذات الصلات الوثيقة بالجماعة الإرهابية مثل تركيا وقطر. ويقول جوناثان شانزر مؤلف كتابي “حماس في مواجهة فتح: الكفاح من أجل فلسطين” و”جيوش القاعدة: الجماعات الفرعية في الشرق الأوسط والجيل الجديد من الإرهاب”، إن إدراج جماعة “الإخوان” علي قوائم الإرهاب الأمريكي سيؤدي بدون شك إلي توتر العلاقات بين واشنطن وكل من أنقر والدوحة، لكن في الوقت نفسه فإن الإدارة الأمريكية تأخرت كثيرا في المواجهة العلنية لأنشطة الجماعة الإرهابية وللعواصم الداعمة لها.
وفي حين لم تتضح تماما الرؤية بالنسبة للقرار الأمريكي المنتظر بشأن حظر جماعة الإخوان الإرهابية، تتجه الأنظار إلي أوروبا التي تنشط فيها الجماعة الإرهابية بصورة ملحوظة خاصة في ظل وجود جاليات مسلمة ضخمة في القارة العجوز. وتترقب الكثير من الدوائر في أوروبا وخارجها القرار الأمريكي وتداعياته علي الموقف الأوروبي من الجماعة.
ويقول شانزر إن الموقف الأوروبي من أي قرار أمريكي بشأن اعتبار “الإخوان” جماعة إرهابية سيتوقف علي طبيعة العملية الأمريكية التي قادت إلي هذا القرار. كما سيتوقف الأمر أيضا علي طبيعة العقوبات الأمريكية التي سيتم فرضها علي الجماعة وعناصرها وفروعها، فإذا تم فرض عقوبات أولية فإنها ستلزم فقط المواطنين والمؤسسات الأمريكية، أما إذا تم فرض عقوبات ثانوية علي الجماعة الإرهابية فسيكون علي دول الاتحاد الأوروبي وكل الشركاء التجاريين للولايات المتحدة الالتزام بها وإلا فإنهم سيواجهون عقوبات أمريكية مباشرة.
يذكر أن نظام العقوبات الخارجية الأمريكية يتضمن نوعين من العقوبات التي يتم فرضها علي الدول والمنظمات والمؤسسات التي تعتبرها الولايات المتحدة “مارقة” أو “غير قانونية”، وهما العقوبات الأولية والتي تلزم المواطنين والشركات والمؤسسات الأمريكية بعد التعامل مع الدولة أو المنظمة أو الجهة الخاضعة للعقوبات الأمريكية. أما العقوبات الثانوية فتعني أن إقدام أي دولة أو مؤسسة أجنبية علي التعامل مع الدولة أو المنظمة الخاضعة للعقوبات الأمريكية سيعرض هذه الدول أو المؤسسات لعقوبات أمريكية بسبب انتهاكها للحظر المفروض علي هذه الدولة أو المنظمة.
وبحسب جوناثان شانزر، فإن نتائج التحقيق الذي ستجريه وزارتا الخزانة والخارجية بشأن تورط “الإخوان” في دعم العنف والإرهاب هي التي ستحدد طبيعة العقوبات التي سيتم فرضها عليها وهل ستكون “أولية” أو “ثانوية”.
دايلي كولر الأمريكية: حان الوقت للتخلي عن أسطورة الإخوان المعتدلين
مي فرج الله
في مقال بعنوان “ مصر نبذت الاخوان المسلمين وعلي واشنطن ان تحذو حذوها” انتقدت صحيفة” دايلي كولر” الأمريكية الخبراء والساسة الغربيين الذين دافعوا عن جماعة الإخوان المسلمين وممارساتهم المسيئة في ظل نظام محمد مرسي بحجة جلب “الديمقراطية” إلي الشرق الأوسط. وقالت انه بسبب هذه الدفاعات يعيش سكان البلدان التي يهيمن فيها الاخوان في خوف وهلع، بينما يحاول البعض في الغرب احتواء التطرف.وتقول الصحيفة إن العديد من قادة الإخوان المسلمين وحماس تلقوا تعليمهم وتطرفوا في الجامعات الأمريكية حيث تم تجنيد محمد مرسي نفسه في جماعة الإخوان المسلمين بجامعة جنوب كاليفورنيا، وليس في مصر. وبفضل المقالات والاراء الموجهة سرعان ما أصبحت أسطورة الإخوان المسلمين “المعتدلين” محل إجماع في دوائر واشنطن. وقد غذت هذه الأسطورة الكثير من السياسة الخارجية المتهورة والمتناقضة في الشرق الأوسط تحت إدارة أوباما حيث شهد العالم تغافل الادارة الامريكية في ذلك الوقت عن انتهاكات الاخوان في ظل حكم محمد مرسي.
بيد أن الشعب المصري انتفض وخرج عشرات الملايين إلي الشوارع في 30 يونيو للتخلص من طغيان وإرهاب جماعة الإخوان المسلمين.
واختتمت الصحيفة بقولها انه قد حان الوقت لواشنطن للتخلي عن أسطورة الإخوان المسلمين “المعتدلين”.
ضربة قاصمة لبيزنس الجماعة
أماني عبدالرحيم
وفقاً لوكالة بلومبرج فإن قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بإدراج تنظيم جماعة الاخوان المسلمين علي قوائم الارهاب، سيكون له مردود اقتصادي كبير علي تمويل التنظيم الارهابي الدولي، فقد كشفت الوكالة ان التنظيم يتلقي امواله التي يضخها في تنفيذ مخططاته حول العالم من اكثر من جهة منها القانونية وغير القانونية، وتشمل نشاطات واعمال تجارية يحرص التنظيم علي اقامتها بكل الدول المنتشر فيها ويحرص دائما علي استمراريتها لكسب المزيد من المال وكغطاء لاعماله.
فوفقا لمراكز بحثية فإن الجماعة المنتشرة في 76 دولة في العالم لديها العديد من المنظمات والمؤسسات الخيرية تعمل علي تلقي التبرعات من الداعمين للجماعة. ففي بريطانيا وسويسرا مثلا يوجد 23 جمعية خيرية وشركة أسسها أعضاء التنظيم تترأسها قيادات إخوانية، وفي العاصمة البريطانية أسس الإخوان 13 جمعية، بخلاف عدد كبير من الجمعيات في واشنطن ابرزها مؤسسة ماس »‬MAS» وهي المؤسسة الممثلة لجماعة الإخوان المسلمين كما يوجد منظمة الشباب المسلم، وهي نفس المؤسسات التي تعتمد الجماعة عليها في دعم مرشحيها علي الاراضي المتواجدة بها.. وبإدراج الجماعة علي قائمة الارهاب فإنه بالتبعية ستعتبر تلك المؤسسات داعمة للإرهاب وسيتم حظرها وتجميد تعاملاتها المالية.
كما تعتمد الجماعة علي الدخل الشهري لأعضاء الجماعة والذي يتم التبرع بجزء منه اجباريا، حيث تصل قيمة الاشتراك الشهري الذي تحدده لائحة الجماعة إلي 8% من الدخل الشهري للعضو يقوم بسدادها أول كل شهر. وكان الصحفي الأمريكي “دوجلاس فراه “، الذي عمل في السابق مديرا لمكتب صحيفة “واشنطن بوست” في غرب إفريقيا، ويشغل حاليا منصب مدير مركز “إي بي إي”، قد كتب تقريرا بعنوان “اكتشاف جزء صغير من إمبراطورية شركات الأوف شور لجماعة الإخوان المسلمين الدولية”، وكشف فيه كيف ان الإخوان المسلمين نجحوا مع بداية ظاهرة البنوك الإسلامية، التي عرفها العالم في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، في امتلاك مؤسسات مصرفية اهمها بنك التقوي - الذي اسسه قياديون من جماعة الإخوان المسلمين في 1988 أبرزهم رجل الأعمال المصري الإيطالي يوسف ندا. ويقول دوجلاس في تقريره ان التنظيم تمكّن من بناء هيكل متين من شركات “الأوف شور”، في بنما وليبيريا، وجزر فيرجن البريطانية، وجزر كايمان، وسويسرا وقبرص ونيجيريا، والبرازيل والأرجنتين وباراجواي وأصبحت جزءا لا يتجزأ من قدرتها علي إخفاء ونقل الأمول حول العالم.
ماكرون يعد بمواجهة حازمة لجماعات الإسلام السياسي
باريس - إيهاب علي
لم يكن يتوقع أحد أن يتناول خطاب إيمانويل ماكرون للشعب الفرنسي الأسبوع الماضي تنامي خطر جماعة الإخوان المسلمين في المجتمع الفرنسي، ورغم أنه لم يذكر الجماعة بالاسم، إلا أن إيمانويل ماكرون أكد بصورة لا تقبل الشك، أن حكومته ستكون أكثر حزماً في مواجهة جماعات الإسلام السياسي التي تنشر الأفكار المتطرفة وتهدد وحدة المجتمع الفرنسي.
وفاجأ إيمانويل ماكرون جميع المراقبين بطرح هذا الموضوع رغم أن المؤتمر الصحفي الذي عقده كان مخصصاً في الأساس للحديث عن نتائج الحوار الوطني الذي أجري للرد علي مطالب متظاهري السترات الصفراء، إلا أنه خصص جزءا كبيرا من حديثه عن خطر جماعات الإسلام السياسي، مما يدل علي أن السلطات الفرنسية تضع في أولوياتها مواجهة الجماعة الإرهابية، خاصة بعد الجدل الذي أثاره نشر كتاب »‬أوراق قطرية» الذي كشف عن تنامي نفوذ الإخوان في فرنسا بمساعدة الدعم المالي القطري.
وكانت الأحزاب اليمينية واليسارية علي السواء قد انتقدت طريقة تعامل الرئيس الفرنسي مع هذا الملف واعتبرت ماكرون متساهلاً في مواجهة خطر تنامي نفوذ جماعة الإخوان المسلمين رغم الكشف عن تلقيها دعما خارجيا. وهو ما دفع الرئيس الفرنسي للتأكيد علي أنه يراقب جيداً تحركات الجماعات المتأسلمة، وأنه لن يسمح باستغلال قوانين الجمعيات الأهلية لإنشاء مجتمعات موازية ومغلقة بعيدة عن التقاليد الفرنسية، وأشار في حديثه الي أنه تم بالفعل إغلاق مدارس ومؤسسات ومراكز ثقافية تابعة لجماعات الإسلام السياسي والتي لا تحترم القوانين الفرنسية.
وقال ماكرون »‬عندما أتناول في حديثي العلمانية الفرنسية، أهدف أولاً إلي تجنب وقوع المجتمع في مخاطر الطائفية وانفصال جزء من المواطنين عن النسيج الفرنسي، ونحن نري بعض المؤشرات التي تقلقنا في بعض المناطق والأحياء البعيدة والفقيرة والتي قد تكون الجمهورية الفرنسية لم تقم بواجبها الكامل نحوها، وهذا فتح الطريق لجماعات تتحدث باسم الدين وتسعي إلي تنفيذ مشروع سياسي هو مشروع »‬الإسلام السياسي» الذي يريد الانفصال عن جمهوريتنا» وقد أشار ماكرون في معرض حديثه عن برامج جديدة لدمج الأحياء والمناطق المهمشة، كما أكد علي تشديد الرقابة علي التمويل الخارجي الذي يمول مشروع الإسلام السياسي.
وقال الكاتب حكيم القروي مستشار الرئيس الفرنسي في الموضوعات المتعلقة بالإسلام في فرنسا »‬إن خطاب ماكرون أكد علي أن فرنسا انتهت من مرحلة الكلام وستبدأ في مرحلة الفعل في مواجهة خطر جماعة الإخوان،، وتحدث عن محاور أساسية ستهتم بها السلطات هي التمويل الأجنبي ومراقبة أنشطة الجمعيات الأهلية والمدارس التي تنشئها الجماعات المتأسلمة، وهي إجراءات هامة جداً لمواجهة هذا الخطر»
فيما رحب أنور كبيش الرئيس السابق للمجلس الفرنسي للعقيدة الإسلامية في فرنسا بدعوة الرئيس الفرنسي لمواجهة محاولة البعض تقسيم المجتمع الفرنسي وتمزيق النسيج الوطني مؤكداً أن هذه معركة يؤيدها كل مسلمي فرنسا، وشدد علي أن ماكرون شخص مثقف ويعرف جيداً الفرق بين »‬الإسلام»وجماعات الإسلام السياسي، ويجب الحرص علي عدم الخلط بين الأمرين.
الصحافة والمنظمات الحقوقية الأمريكية.. خط الدفاع الأول عن الفاشيست
محمود بسيوني
عقب إعلان إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بحثها ادراج جماعة الاخوان المسلمين علي قوائم الارهاب الامريكية وتوقيع عقوبات علي الشركات والافراد المتعاونين مع الجماعة، بدأت الصحف الامريكية والبريطانية تحت ضغط المال السياسي الاخواني القطري وحلفائهم في الجماعات اليسارية والحزب الديمقراطي في تخويف الادارة الامريكية من اتخاذ القرار والدفاع المستميت عن الاخوان الفاشيست.
هجوم الصحافة الامريكية والمنظمات الحقوقية علي القرار كان متوقعا بل واكد ان الاخوان نجحوا في اختراق تلك المؤسسات وحولتها الي مؤسسات داعمه للإرهاب والفاشية الدينية، وهو موقف اصبح واضحا منذ هجومها الحاد علي ثورة الشعب المصري في 30 يونيو علي حكم الجماعة الارهابية واسقاطها، واصبح من السهل توقع ماذا ستقول تلك الصحف وتحديد الاسماء التي ستدافع باستماتة عن الاخوان.
صحيفة نيويورك تايمز انفردت بنشر الخبر وتصريحات المتحدثة باسم البيت الابيض سارة ساندرز، ويمكننا القول ان تسريب الخبر قبل اتخاذ القرار كان مقصودا لإعطاء الفرصة لجماعات الضغط المختلفة المتحالفة مع الاخوان وربما مؤسسات حكم في الولايات المتحدة ان تتحرك لمنع ترامب من اصدار القرار، واعقبت ذلك بنشر مقال لديفيد كيركباتريك مراسل الجريدة السابق في القاهرة والقريب من الجماعة، زعم فيها ان الاخوان يختلفون عن داعش وانهم جماعة معارضة ملتزمة بالديمقراطية وهي مزاعم كاذبة تحاول ان تضع مساحيق التجميل الفاسدة علي وجه الجماعة الدميم مستغلة جهل الكثيرين داخل الولايات المتحدة بحقيقة الجماعة، وتورطها في صناعة كيانات إرهابية عديدة بداية من النظام الخاص ووصولا الي حسم ولواء الثورة، وان اجيالها المهاجرة في الغرب كانوا الحاضنة الاولي لذئاب داعش المنفردة.
النشر في النيويورك تايمز كان بمثابة صفارة البداية في حملة محمومة تشارك فيها كل المؤسسات التي تمكنت الجماعة باختراقها لتحذر الولايات المتحدة من اتخاذ القرار، و تحركت شعلة الدفاع المستميت عن الفاشيست من صحافة نيويورك الي واشنطن، وخرج احد الكتاب المتهمين بالحصول علي تمويل قطري وهو ماكس بوت والذي دافع باستماتة عن الجماعة الارهابية وحذر الولايات المتحدة من أن ذلك القرار سيؤثر علي علاقة امريكا بقطر وتركيا.
وعلي نفس النغمة جاء دفاع صحيفة هافنجتون بوست وشبكة سي ان ان عن الجماعة وقالوا انها تخلت عن العنف، وكانت جزءا من الربيع العربي وجاءت بتصريحات كلها منحازة للجماعة مثل ميشيل دن الباحثة في مركز كارنيجي ثم حذرت ان القرار سيتسبب في فوضي بالشرق الاوسط.
الغريب أن هذه التغطيات تجاهلت تضامن إيران الرسمي مع الجماعة وهو ما يكشف العلاقة الوثيقة بين الجماعة ونظام الملالي في ايران، وهو ما يؤكد علي منهج التدليس الذي تتبعه الصحف الأمريكية في الدفاع عن الفاشية الدينية.
وسارت علي نفس الطريق الصحف البريطانية بقيادة الجارديان والتي نشرت سطورا متطابقة تقول ان الجماعة تتعاون مع الغرب في تضييق الخناق علي داعش والقاعدة وهو امر يتناقض تماما مع حقيقة خروج أسامة بن لادن زعيم القاعدة وأبوبكر البغدادي زعيم داعش من رحم الاخوان كما اكد يوسف القرضاوي مفتي الاخوان المقيم في قطر.
لم يتوقف الامر علي وسائل الاعلام الغربية بل تحركت منظمات حقوقية مثل هيومان رايتس فريست وهيومان رايتس ووتش وجددت تحذيراتها للبيت الابيض من اتخاذ ذلك القرار، ودافعت بدورها عن الجماعة الارهابية وهو ما يؤكد الشكوك والاتهامات التي تلاحق تلك المنظمات من انها اصبحت لاتعمل لصالح حقوق الانسان خاصة ان الجماعة الإرهابية تمارس جرائم الكراهية ضد الآخر الديني ومتورطة في عمليات ارهابية استهدفت قوات الجيش والشرطة وهناك احكام قضائية مصرية تؤكد ذلك وهو ما يضع تلك المنظمات في مرمي الاتهام بتسييس ملف حقوق الانسان وحماية جماعة دينية متطرفة تهدد الحق في الحياة وهو الحق الاهم في منظومة حقوق الانسان الدولية.
د.أشرف سينجر.. رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة بورسعيد : السياسة الخارجية المصرية تنتصر
محمد رياض
يري الدكتور أشرف سينجر، رئيس قسم العلوم السياسية بكلية التجارة بجامعة بورسعيد في قرار إدراج الولايات المتحدة لجماعة الاخوان الإرهابية علي قوائم الإرهاب انتصارا للدبلوماسية المصرية التي استطاعت بدأب ومثابرة اثبات رؤيتها الثاقبة لحقيقة الجماعة الارهابية التي تنبثق منها كل التنظيمات الارهابية الاخري.
ويري الدكتور اشرف سينجر ان معاودة الادارة الامريكية الاعلان عن هذه النية يؤكد ان في جعبتها الآن من الادلة الدامغة ما يكفي لتتقدم به لمؤسسات الدولة لدعم موقفها والحصول علي موافقة وتأييد للقرار، حيث ان امريكا كدولة مؤسسات، تحتاج في قرار كهذا الي موافقة أطراف عدة منها وزارة الدفاع (البنتاجون)،ووزارة الخارجية والكونجرس، بالاضافة الي البيت الابيض. مشيراً الي تقلص فرص اجهاض المشروع في مؤسسات كوزارة الخارجية والبنتاجون من فلول الادارة الامريكية السابقة للرئيس باراك اوباما، حيث ثبت ان الفكر الذي كانوا يتبنوه من تمكين جماعات الاسلام السياسي كالإخوان كوسيلة لمجابهة الفكر المتطرف، ثبت فشله التام، بعد ما تبين تماهي الخطوط الفاصلة بين جماعة الاخوان والجماعات المتشددة والتي تتبني نفس عقيدة اللجوء للعنف والتدمير في حالة الخلاف معها.
فتجربة الاخوان في الحكم ثبت فشلها في الحفاظ علي الدولة الموحدة في الوقت الذي تحب فيه واشنطن التعامل مع قوة علي الارض تكون قادرة علي العمل والنجاح.
وفيما يخص الكونجرس، يري الدكتور أشرف، ان الاصوات الديمقراطية المناهضة لفكر جماعة الاخوان بدأت تتخلي عن افكارها القديمة وهذا يعطي الرئيس ترامب قوة دفع جديدة لتقديم ادلته بأن الجماعات المتشددة وراء كل الافكار العنيفة التي هزت وستهز في المستقبل الامن القومي الامريكي بل وامن الدول الاوروبية التي ترتبط بأمن الولايات المتحدة.
واعتبر الدكتور سينجر بيان البيت الابيض الامريكي خطوة هامة بالنسبة لمصر التي سبق وحذرت مرارا وتكراراً من خطورة تنظيم الاخوان الدولي، ودفعت ثمناً باهظا لاحتضان ودعم دول بعينها لقيادات الجماعة وكوادرها كبريطانيا في البداية، وبعدها تركيا الباحثة عن دور اقليمي، وقطر التي لعبت دورا في استضافة وتمويل كوادر الجماعة والتيارات التابعة لها نكاية في الدولة المصرية. موضحاً ان تبني امريكا لقرار يدعم الرؤية المصرية هو انتصار للدبلوماسية المصرية والسياسة الخارجية للرئيس السيسي الذي لم يكلّ او يملّ من توضيح حقيقة الدور الذي يلعبه »‬أهل الشر» في العبث بالامن العالمي.
وفي هذا النطاق توقع ان تنضم كثير من الدول الاوروبية للولايات المتحدة في هذه الخطوة، مؤكداً ان الأوروبيين رغم الاختلافات الطفيفة مع واشنطن في بعض القضايا، الّا انهم في العموم لا يحيدون عن الخط السياسي لواشنطن، خاصة انهم يعوون ان التخلي عن واشنطن سيتيح الفرصة لتمدد دول أخري علي الساحة الدولية، وهو ما يخشوه، ومن غير المتوقع اتخاذ موقف مضاد لرؤية ترامب، والاقرب حدوث تغيير في مواقف دول مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا.. بل وقد يدفع تبني واشنطن لهذه الخطوة الي تقديم اجهزة الاستخبارات بهذه الدول المزيد من الادلة التي تدعم القرار الامريكي، وتدفعهم للتعاون الوثيق مع الدول التي تتبني مواقف مناهضة لهذه القوي وتستشعر خطرها وعلي رأسهم مصر.
وعن تأثير تلك الخطوة علي علاقات امريكا بدول داعمة لجماعة الاخوان كقطر وتركيا، أكد الدكتور أشرف انه من الصعب سواء علي الدوحة او انقرة مشاكسة او معاندة دولة كبيرة كالولايات المتحدة، والدليل علي ذلك ان المواقف التي اتخذها الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من قبل في مواجهة الرئيس ترامب كان لها تأثير مدمر علي الاقتصاد التركي وانتهت بخضوعه وتراجعه. كما ان الداخل السياسي التركي وما يعانيه حزبه من انشقاقات وانقلابات ضده تقلل من فرص جنوحه الي مواقف راديكالية ضد امريكا تزيد عزلته وتعيد الاقتصاد التركي الي قاع الهاوية مرة اخري.
كما توقع الدكتور أشرف ان تبدأ قطر في تغيير آلية تعاملاتها مع الجماعة مع صدور القرار الامريكي، خاصة ان قطر تعاني حاليا بالفعل من شبه عزلة دولية بعد ان انكشف كثيرا من الأدوار التي تلعبها ضد الامن والاستقرار العالميين.
قطر »‬تبيع» الجماعة وتوقف تمويلها في سويسرا
جنيف - ماجدة طنطاوي
استباقا للحظر الامريكي للجماعة الإرهابية، تقدم اتحاد الجمعيات الاسلامية في سويسرا بطلب رسمي للسلطات السويسرية للاعتراف بها كمؤسسة تعمل من اجل الصالح العام. ويضم هذا الاتحاد 17 منظمة اخوانية . ويتمثّل الهدف الأساسي لهذه الجمعيات ان يكون فكر الاخوان هو مرجعية المسلمين في اوروبا.
من ناحية أخري بدأت قطر الترويج لقطع تمويلها للاخوان في اوروبا بشكل عام وفي سويسرا بشكل خاص. حيث أعلن التونسي محمد كرموز وهو مؤسس اتحاد الجمعيات الاسلامية الذي يمثل الجماعة في سويسرا، والمسئول عن ادارة مشروعاتها بتمويل من قطر، ان موسسة قطر الخيرية أوقفت تمويلها لمشروعات الاتحاد. ومن بين هذه المشروعات متحف للحضارة الاسلامية في مدينة لا شو دوفون بتكلفة 22 مليون دولار، وثلاثة مساجد في مدن بيرلي وبيان ولوجانو، اضافة الي حمام سباحة غير مختلط .
إشراف من الدولة علي الجمعيات التابعة للتنظيم في إسبانيا
مدريد- شيماء بكر
تنتشر جماعة الاخوان المسلمين في مدن مدريد وبرشلونة وفالنسيا، بأسبانيا. وكنوع من المراقبة انشأت رابطة للجمعيات الاسلامية في اسبانيا وهو تجمع يضم كل الجمعيات والروابط الاسلامية ويشرف عليه إسباني بالاضافة الي ان جميع المراكز الثقافية أصبحت تشرف علي المساجد التابعة للاخوان المسلمين في كل مدينة في إسبانيا.
ويعود ظهور الإخوان المسلمين الأول في إسبانيا إلي الخمسينيات من القرن الماضي، حيث ظهرت منظمات منها »‬مجلس المساجد الأوروبية» و»‬اللجنة الإسبانية الإسلامية» والاتحاد الإسباني للهيئات الدينية الإسلامية» واتحاد الجماعات الإسلامية في إسبانيا». لم يكن هناك اهتمام بشكل كبير من الجهات الحكومية الاسبانية تجاه هذه الجماعات حتي الحادث الإرهابي الذي استهدف 3 قطارات وراح ضحيتها 200 مواطن إسباني لتذوق إسبانيا مرار العمليات الإرهابية للجامعات المتطرفة.
معهد بروكينجز: قانونية القرار شرط لأن يكون فاعلاً
واشنطن - مني العزب
يري بنجامين وايتس الخبير في معهد بروكينجز بواشنطن أنه لابد من وجود أحكام قضائية تثبت ممارسة جماعة الإخوان المسلمين لأعمال ارهابية والاّ سيتم تصنيفها علي أساس أيديولوجي فقط، وهو غير قانوني. واضاف ان الإدارة الأمريكية تدرك ما تحتاجه جيدا لهذا القرار قبل إصداره حتي يكون قرارا فاعلا ولا يكون مجرد قرار لا يترتب عليه أية أوضاع مختلفة.
وأضاف أنه في حال تم تصنيف الإخوان جماعة إرهابية فإن ذلك سيجعلها هدفا للعقوبات والقيود الأمريكية علي الفور، بما فيها حظر سفر أي من أعضائها الي الولايات المتحدة بجانب قيود قانونية أخري منها حظر تمويل أية أنشطة للجماعة من قبل مواطنين أمريكيين، سواء داخل أو خارج الولايات المتحدة كما يحظر كذلك علي البنوك أية معاملات مالية لها مع أي من الكيانات التابعة للجماعة. كما سيؤثر ذلك بدوره علي مشاركة عدد من قادة جماعة الإخوان في الخارج في فعاليات دورية تشهدها واشنطن وتنظمها مؤسسات بحثية أمريكية.
ثورة 30 يونيو كشفت حقيقة الجماعة
رشا صبيح
يري د. طه علي الباحث والمحلل السياسي ان ترامب يتبني رؤية مناهضة للتطرف منذ ترشحه للرئاسة، وهي الرؤية التي حرص علي اتخاذ كل الاجراءات التي تدعمها متغلبا علي كل الصعاب، ولكن هناك مخاوف من البيروقراطية التي تهيمن علي عملية صنع القرار في امريكا، والتي تعد الاكثر تعقيدا في العالم حيث يمر القرار عبر عدة مؤسسات قد تؤثر في اتخاذ القرار ولكن ايمان ترامب بخطورة الاخوان يدعم تمريره.
وعن جدوي هذا القرار بالنسبة لمصر، يري د. طه أن ملاحقة الاخوان المالية والسياسية وفرض عقوبات علي جميع الدول التي تتعامل معهم وحظر سفرهم سيسهم في كبح جموحهم ويكون بمثابة الانتكاسة لهم، فهو العدو الأول للدولة المصرية.
ويوضح د. طه ان مصر لعبت دورا في اتخاذ هذه الخطوة، من خلال ما اتخذته من اجراءات منذ ثورة 30 يونيو في مواجهة عنف الاخوان وسعيهم لتدمير البلاد وكشف مخططاتهم للعالم كما قامت مصر من خلال الدبلوماسية الشعبية بإيفاد الكثير من الوفود الي الولايات المتحدة وأوروبا للمشاركة في ندوات مختلفة من اجل كشف الدور التحريضي الذي تقوم به الجماعة، والاصول الفكرية الداعمة للعنف بين الاخوان، وتقديم الادلة التي تثبت دعمها للعنف ولداعش وممارسات العنف ضد الدول المصرية.
ونجد بالفعل أن قناعات بعض الدول تغيرت مؤخرا فنجد امريكا وفرنسا والنمسا اصبحت تهاجم بقوة التطرف وتحذر من خطورة الاخوان المسلمين، من تصاعد اليمين المتطرف ليقاوم الاسلام مما يؤدي الي اشتعال العالم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.