يرتبط التدخين لدى الكثيرين بفكرة خاطئة مفادها أنه وسيلة فعالة للتهدئة وتخفيف التوتر، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة تثبت أن هذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة. وفي توضيح علمي مهم، تؤكد أ.د. أسماء محمود، أستاذ الطب البيئي وبحوث التدخين وأمراض الصدر بالمركز القومي للبحوث، أن التدخين بأنواعه التقليدية والإلكترونية لا يخفف التوتر، بل يعد أحد الأسباب الرئيسية لزيادته. اقرأ أيضًا | ابعد عن التدخين.. حسام موافي يشرح أسباب تصلب الشرايين وتشير إلى أن تأثير السيجارة يبدأ بمجرد استنشاقها، حيث يصل النيكوتين سريعًا إلى المخ، محفزًا إفراز مواد كيميائية مثل الدوبامين التي تمنح إحساسًا مؤقتًا بالراحة، إلا أن هذا الشعور سرعان ما يتلاشى خلال دقائق قليلة، ليهبط مستوى النيكوتين في الدم مجددًا، مما يدفع الجسم إلى الشعور بالتوتر والعصبية والقلق. وتوضح أن هذا النمط من الارتفاع والانخفاض السريع في مستوى النيكوتين يُدخل الشخص في دائرة مغلقة من الاعتماد النفسي والجسدي، فيلجأ للتدخين مرة أخرى لاستعادة ذلك الإحساس القصير بالهدوء، بينما يتفاقم التوتر الحقيقي بداخله. وتؤكد الدراسات أن الإقلاع عن التدخين يساعد الجسم والمخ على استعادة توازنهما تدريجيًا خلال أسابيع قليلة فقط، ومع اختفاء تأثيرات النيكوتين المضطربة، يصبح الشخص أكثر هدوءًا واستقرارًا وقدرة على التعامل مع الضغط العصبي دون الاعتماد على أي محفز خارجي. وبذلك يتضح أن التدخين ليس وسيلة للهروب من التوتر، بل هو أحد أهم الأسباب التي تصنعه وتُبقي صاحبه عالقًا فيه، ليبقى الحل الحقيقي هو الإقلاع واستعادة التوازن الطبيعي للجسم والعقل.