فى تقرير لقناه القاهرة الاخبارية، فقد سجل الاقتصاد الهندي نمواً فاق التوقعات، إذ ارتفع بنسبة 8.2% مدفوعاً بالإنفاق الاستهلاكي القوي والتصنيع، رغم التحديات التي تفرضها التعريفات الجمركية الأمريكية. وقد أوضح البروفيسور بيار الخوري، خبير الشؤون الآسيوية، أن هذا الارتفاع القياسي هو نسبة نمو غير عادية إطلاقاً وحالة استثنائية لن تستمر في الفصول اللاحقة. وربط الخبير هذا النمو المفاجئ بظاهرة التصدير المسبق (Preloading)؛ حيث كثفت الهند من صادراتها قبل أن يبدأ مفعول التعريفات الأمريكية، ما أدى إلى إرتفاع الإنتاج بمستوى عالٍ للاستفادة من فرصة ما قبل التعريفات. وأشار البروفيسور الخوري إلى أن هذا التضخم في الأرقام لا يلغي أن الهند كانت متحسبة لمثل هذه الإجراءات. اقرأ أيضا | القائم بأعمال السفير الياباني : نتعاون مع اليونسيف لتأهيل 220 مدرسة في السودان الاستهلاك الداخلي والجاليات: حائط صد ضد الصدمات الخارجية رغم طبيعة النمو العارضة، تمتلك الهند آليات اقتصادية قوية تشكل حائط صد محتملاً ضد الصدمات الخارجية على المدى الطويل، خاصة مع التهديد بزيادة حدة حرب ترامب التجارية. وأشار خبير الشؤون الآسيوية إلى أن الهند لديها أكبر سوق محلي يتميز بمستوى تشغيل عالٍ جداً للشباب والكفاءات، مما يخلق طلباً داخلياً قوياً. كما تعتمد الدولة بشكل كبير على تحويلات جالياتها المنتشرة في الخارج، والتي تعمل كجسر في وقت الأزمات الكبرى، بالإضافة إلى نجاح رئيس الوزراء الهندي مودي في النفخ في الروح الوطنية للشعب الهندي لتعزيز إحلال الصادرات بالإنتاج المحلي، وهي أهداف مبادرة Make in India. وقد أشار البروفيسور بيار الخوري إلى أن هذا يعوض جزئياً ما قد تخسره الهند بسبب التعريفات. مقارنة مع الصين: الهند أقل حساسية للضغوط الأمريكية وفي مقارنة لمدى تأثر القوتين الآسيويتين بالرسوم الجمركية، أكد البروفيسور بيار الخوري أن الصين هي أكبر المتضررين بدون أدنى شك، نظراً لكونها الاقتصاد العالمي الأكثر اندماجاً بالاقتصاد الأمريكي. وعلى النقيض، يرى الخبير أن الشركات المستثمرة الأجنبية في الهند تعتقد أن درجة حساسية أمريكا تجاه الهند هي أقل بكثير من درجة حساسيتها تجاه الصين. كما أن الهند لديها قاعدة اقتصادية متينة تسمح لها بالتنفس من الضغوط، خاصة وأنها تعمل على تكتلات اقتصادية جديدة وتملك أسواقاً قوية في آسيا والشرق الأوسط وآسيا الوسطى، مما يسمح لها بالتعويض عن خسارة أسواق أخرى. استدامة النمو: المصالح الجيوسياسية والتكتلات الجديدة شدد الخبير في الشؤون الآسيوية على أن استمرار النمو على المدى الطويل غير مضمون، لكنه أشار إلى أن المصالح الجيوسياسية الكبرى قد تحد من السياسة المتشددة للرئيس الأمريكي ترامب، إذ لا يوجد مصلحة لواشنطن في قتل الاقتصاد الهندي لتقوية الصين. ورأى البروفيسور الخوري أن العالم سيشهد تكتلات اقتصادية جديدة إذا أصرت الولاياتالمتحدة على عزل نفسها عن الشركاء الكبار، بما في ذلك الإتحاد الأوروبي. وختاماً، لفت الخبير إلى إرتفاع أسهم البنوك والمقرضين بنسب تراوحت بين 2.6% و4%، وقطاع السيارات بنسبة 3.6%، مما يدل على أن الهند عندها أساس متين يسمح لها بالمرونة والتنافسية العالية.