◄ إكرام بدر الدين: قمة شرم الشيخ للسلام أكدت قوة مصر كدولة فاعلة في الشرق الأوسط ◄ أحمد يوسف: التاريخ سيذكر كيف ساهمت الخبرة المصرية في القضية الفلسطينية في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، برزت مصر من جديد كصوت العقل والاتزان في منطقة تموج بالاضطرابات، فلم يكن دورها مجرد وسيط يسعى إلى تهدئة عابرة، بل موقف استراتيجي ثابت يقوم على رفض التهجير القسري، وصون الحقوق الفلسطينية، وحماية الأمن القومي العربي والمصري على حد سواء. من شرم الشيخ إلى معبر رفح، ومن غرف التفاوض المغلقة إلى ساحات الإغاثة المفتوحة، قادت القاهرة جهوداً مكثفة ودقيقة لإنهاء الحرب في غزة، وتثبيت وقف إطلاق النار، وتهيئة الطريق نحو إعادة الإعمار والحياة. إنه دور مصري ريادي لا ينبع من المصادفة، بل من إرث تاريخي وحنكة سياسية جعلت مصر «صمام أمان الشرق الأوسط»، ومرجعية دولية في الوساطة الدبلوماسية. ◄ جهود الوساطة الدبلوماسية قادت الدبلوماسية المصرية جهوداً مضنية ومكثفة على مختلف المستويات السياسية لإنهاء التصعيد ووقف نزيف الدم، ويمكن تلخيص أبرز ملامح هذا الدور فيما يلي: قادة مصر المفاوضات واستضافت القاهرة العديد من جولات التفاوض الشاقة والسرية، بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بمشاركة شركاء دوليين مثل قطروالولاياتالمتحدة وتركيا، وذلك بهدف التوصل إلى صيغ توافقية لوقف إطلاق النار وتنفيذها على مراحل. قادت مصر، الاتفاق الأخير «قمة شرم الشيخ»، لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب في غزة، والذي أُعلن عنه من شرم الشيخ، تتويجًا لجهود مصرية استمرت على مدار فترات طويلة، مؤكداً للعالم ريادة مصر الإقليمية وثقة الأطراف الدولية في قدرتها على إدارة، وحسم هذه الملفات الشائكة والمعقدة. ◄ رفض التهجير تمسكت القيادة السياسية المصرية، بموقف حاسم وثابت برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء بشكل قسري أو طوعي، واعتبرت ذلك تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري وتصفية للقضية الفلسطينية. كما عملت مصر على حشد الرأي العام والمجتمع الدولي، بما في ذلك التنسيق مع القوى الكبرى، لدعم جهود وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات، والمطالبة بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية. ◄ الدعم الإنساني كان لمصر دور إنساني حيوي ومباشر في تخفيف المعاناة عن سكان قطاع غزة، ولم يقتصر دور مصر على المسار السياسي فحسب، حيث استمرت مصر في العمل على «فتح معبر رفح»، وتسهيل دخول كميات ضخمة، من المساعدات الإنسانية والطبية والوقود إلى القطاع، وكذلك إجلاء الجرحى والمصابين للعلاج في المستشفيات المصرية، لتكون بذلك هي «السند الإنساني» الأكبر للشعب الفلسطيني. أعلنت مصر استعدادها لعقد «مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة»، فور تثبيت وقف إطلاق النار، وشددت على أهمية استقرار القطاع أمنيًا واجتماعيًا. ◄ الأهمية الاستراتيجية للدور المصري نجاح قمة شرم الشيخ للسلام، التي دعت تبناها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمشاركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وزعماء وقادة العالم، تؤكد على مكانة مصر ك «صمام أمان للاستقرار» في الشرق الأوسط، ويعكس إدراك القيادة المصرية العميق لديناميكيات المشهد الإقليمي، وضرورة استخدام صوت العقل والحكمة في مواجهة الأزمات، حفاظاً على الأمن القومي العربي والمصري. اقرأ أيضا| قمة شرم الشيخ.. ردود الأفعال العربية والعالمية تُشيد بدور مصر في تحقيق السلام من جانبه، أكد إكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسة، أن مصر كانت ترفض رفضاً قاطعاً لفكرة التهجير أو التوطين تحت أي مسمى وإلى أي مكان، موضحًا أن قمة شرم الشيخ للسلام، أكدت قوة مصر كدولة فاعلة في الشرق الأوسط، وتبادلت فيه الرؤى مع العديد من الدول الإقليمية والعالمية، وبالتالي، ظل الفلسطينيون في أرضهم وفي أماكنهم دون ترحيل. وأضاف أن مصر طرحت فكرة إعادة الإعمار والتنمية في قطاع غزة، بالاشتراك مع الدول الإقليمية ودول مختلفة في العالم، موضحًا أن أول ما طلبته مصر، أن يحدث بعد إيقاف إطلاق النار هو بقاء الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم. ◄ تفاهمات واتفاقات وكشف عن أن الوساطة المصرية، كا لها دور مهم أيضاً في عملية تقريب وجهات النظر وسد الفجوات في الفترات اللاحقة، واستقبلت مصر وفوداً إسرائيلية وأخرى فلسطينية، وتم الاتفاق على وقف إطلاق النار. وتابع: «في فترات سابقة، كانت هناك تفاهمات واتفاقات، ولكن إسرائيل كانت تخل بما تم التوصل إليه من اتفاقات، أو تلتزم بمرحلة ولا تُكمل مرحلة أخرى. أما الآن، فنحن أمام المقترح الأمريكي الذي أيده رئيس الولاياتالمتحدة، وهو مقترح يتكون من العديد من النقاط، ويشكل أيضاً أفكاراً إيجابية للغاية، ومنها رفض التهجير، وإعادة البناء، ووقف إطلاق النار». ومن جانبه، أوضح أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه لا يمكن تأريخ الدور المصري انطلاقاً من اليوم أو الأمس أو ما قبله، بل إن دور مصر كان واضحًا منذ اللحظة الأولى لاندلاع عملية السابع من أكتوبر، ونحن جميعاً ندرك أبعاد هذا الدور. ◄ الدبلوماسية المصرية وأضاف أن هذا الدور هدف إلى السعي أولاً لإدانة السلوك الإسرائيلي، وثانياً ل إنهاء الحرب، وثالثاً في الوساطة القوية والقيام بدور بالغ الأهمية، وهي الوساطة التي أفضت إلى التوصل إلى هدنتين سابقتين؛ إحداهما في نوفمبر 2023 والأخرى في يناير 2024، وقد قامت إسرائيل بانتهاكهما كلتيهما دون أي داعٍ أو مبرر. وتابع: «أنا على يقين، بأن التاريخ سيذكر كيف ساهمت الدبلوماسية المصرية بالقضية الفلسطينية عامة وملف غزة خاصة على إنهاء الحرب»، حيث كان لها دور كبير في وقف إطلاق النار على وجه الخصوص.