◄ إكرام بدر الدين: مصر تسير بخطى ثابتة نحو الحفاظ على حقوق الفلسطينيين ورفض التهجير ◄ أحمد يوسف: دور مصر الرائد في التوسط من أجل السلام يشهد إشادة دولية تعتبر مصر منذ عقود حجر الزاوية، في أي محاولة لتحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خصوصًا في القضية الفلسطينية التي تمثل محورًا رئيسيًا في سياستها الخارجية، وفي ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر 2023، تجدد دور مصر التاريخي في دعم الحقوق الفلسطينية.، حيث برزت بشكل واضح كقائدة للجهود الدولية الهادفة لوقف إطلاق النار، وعدم السماح بتهجير الفلسطينيين من أراضيهم. لم يكن دور مصر مقتصرًا على الوساطة السياسية فحسب، بل كان شاملًا على الأصعدة الإنسانية والدبلوماسية، إذ تبنت موقفًا رافضًا لأي محاولات تهجير قسري، وضغطت على كافة الأطراف لتوفير ضمانات حقيقية لحقوق الفلسطينيين. وقد تكللت هذه الجهود بإشادة واسعة من المجتمع الدولي، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي اعترف بدور مصر القيادي في إرساء الهدنة وإنهاء الحرب في غزة. «بوابة أخبار اليوم» تلقي الضوء على دور مصر، وجهودها المبذولة من أجل إنهاء الحرب في غزة، من خلال آراء الخبراء المتخصصين في الشأن السياسي. ◄ دور مصر المحوري والرافض للتهجير في البداية يوضح إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر تلعب دوراً محورياً منذ بداية العدوان على غزة، موضحًا أن الدور المصري يظهر في مناصرة القضية الفلسطينية والأشقاء الفلسطينيين، مشيرًا إلى أن أزمة غزة الأخيرة التي استمرت لنحو عامين، لكن مصر كان لها دور مستمر منذ عام 1948 وحتى الآن، مؤكدًا أن هذا الدور تجلى سواء في فترات الحروب والمواجهات العسكرية أو في أوقات السلم. وخاضت مصر عدة حروب نصرة للقضية الفلسطينية «حرب 48، 56، 67، و73»، كما خاضت معركة السلم أو السلام، التي كانت معركة حقيقية حيث كانت مصر أول من اتجه نحو السلام، وهو ما يعُد بمثابة حرب سياسية ودبلوماسية، وفتح الطريق أمام إمكانية التوجه نحو السلام. وفيما يخص أزمة غزة الأخيرة، تحركت مصر على عدة مستويات: - المستوى الإنساني في إنفاذ المساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين ومعالجة المرضى والجرحى كذلك فتح معبر رفح من الجانب المصري طوال فترة الحرب، رغم العرقلة التي كانت تأتي من الجانب الإسرائيلي. المستوى الدبلوماسي «خصوصاً دبلوماسية القمة»: كانت مصر تدعو دائماً، عبر لقاءات الرئيس السيسي مع قادة ورؤساء الدول، إلى إيجاد حل سلمي للأزمة، كما طالبت ب إيقاف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات. - المستوى السياسي: دعت إلى إطلاق وتنفيذ حل الدولتين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، كذلك العمل على إقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي التي احتُلت عام 1967، على أن تكون عاصمتها القدسالشرقية. ◄ الرفض المطلق للتهجير وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر أعلنت رفضها للتهجير منذ بداية الإعلان عن المخطط الصهيوني، وهذه نقطة مهمة تتوافق فيها وجهة النظر المصرية مع وجهة نظر الأشقاء الفلسطينيين. اقرأ أيضا| رفض التهجير ودعم غزة.. مصر «حائط صد» أمام مخطط تصفية القضية الفلسطينية وأشار إلى أن مصر رفضت قضية تهجير الفلسطينيين، لأي مكان وليس فقط إلى سيناء، مشيراً إلى أن هذه ثوابت في الموقف المصري، وحتى عندما دعت مصر للمشاركة في إعادة البناء والتعمير في غزة، بالتعاون مع دول إقليمية ودولية، كان الشرط هو بقاء الأشقاء الفلسطينيين على أرضهم، دون أي تهجير ولو مؤقت. ◄ نتيجة الجهود والإشادة الأمريكية وتابع أستاذ العلوم السياسية: «كل هذه العوامل كانت تحكم الدبلوماسية والدولة المصرية في هذا الشأن، وكافة المبادرات ومحاولات الوساطة التي بُذلت لاحقاً، بما فيها مقترح الرئيس الأمريكي مؤخراً، تضمنت النقاط التي كانت تركز عليها مصر وهي «رفض التهجير، وقف إطلاق النار، عملية تهدئة تؤدي إلى حقوق سياسية»، مشيرًا إلى أن الجهود التي بذلتها مصر، نالت إشادة من الرئيس الأمريكي ترامب، والتي خص بها الرئيس عبد الفتاح السيسي. وفي ذات السياق، أوضح أحمد يوسف، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر كان لها موقف ثابت ورافض لتهجير الفلسطينيين منذ بداية الأزمة، وقد عبّرت عن هذا الموقف الحاسم رسميًا، حتى في «القمة العربية»، التي انعقدت، حيث أكدت مصر رفضها القاطع لأي عملية تهجير للفلسطينيين. وأضاف أن مصر بدور محوري وعظيم في هذا الإطار، يتمثل في رفضها التام لأي مخططات للتهجير والنزوح، وظلت صامدة على موقفها رغم كافة الضغوط التي تعرضت لها. وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن إشادة الرئيس الأمريكي «ترامب» بالرئيس السيسي، أقل ما يجب أن يقال، موضحًا أن مصر كان لها دور كبير، في محاولات التوصل إلى سلام، منذ تفجرت أحداث السابع من أكتوبر، وهو دور رائد وقيادي بامتياز. وكشف عن أن مصر قامت بجهود غير مسبوقة في الوساطة، بالتعاون مع دولة قطر الشقيقة، والذي أسفر عن التوصل إلى هدنتين، إحداهما كانت في شهر نوفمبر من عام 2023، والأخرى في شهر يناير من عام 2024، ولم تستمرا بسبب التعنت في السياسة الإسرائيلية. متابعاً «لا يجوز أن نغفل أن مصر، بالتعاون مع قطر، نجحت في إقناع حركة حماس بالموافقة على الصيغة التي تقدم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخرًا من أجل التوصل إلى "اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين (الصفقة)، لكن إسرائيل هي التي رفضت هذه الصيغة». وأضاف «ثم انتقلنا بعد ذلك إلى الفكرة التي طرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أولاً، وهي الإفراج عن كافة المحتجزين مقابل وقف الحرب تمامًا، وهي الفكرة التي تبناها الرئيس ترامب بعد ذلك في مبادرته الأخيرة». واختتم أستاذ العلوم السياسية: «شُكر ترامب للرئيس السيسي يعد بمثابة اعتراف واجب، لكنه أقل بكثير مما تستحقه الجهود الجبارة التي بذلتها مصر في محاولات التوصل إلى تسوية سلمية للحرب الدائرة».