عامان مضيا على الحرب التي بدلت وجه المنطقة، وها هو الشرق الأوسط يقف اليوم على أعتاب تحول تاريخى بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يضع حدا للنار. بين ركام غزة ودهاليز التفاوض، خسر الجميع شيئا وربح البعض شيئا آخر.. من إسرائيل التي دفعت كلفة غير مسبوقة، إلى حماس التي تواجه اختبار البقاء، ومن واشنطن وطهران الغارقتين في سباق النفوذ، إلى السلطة الفلسطينية التي تبحث عن دور جديد في واقع متغير. أما مصر، فكانت على الدوام في قلب الحدث، تدير الأزمة بصبر وحنكة، وتحافظ على ثوابتها تجاه القضية الفلسطينية، فيما تتحول شرم الشيخ إلى مسرح لاتفاق ينتظره العالم. في هذا الملف، يرصد مصراوي، عبر تقارير وتحليلات ورسوم تفاعلية وفيديوهات، خريطة الخسائر والمكاسب بعد عامين من الحرب: من الاقتصاد إلى السياسة، ومن الميدان إلى طاولة المفاوضات، كيف انتهت جولات النار؟.. ومن خرج بأكبر رصيد.. ومن دفع الثمن؟ خسائر إسرائيل ومستقبل نتنياهو في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم على الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس، المزمع توقيعه الإثنين في مدينة شرم الشيخ بمصر، وذلك برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والوسطاء من مصر وقطر وتركيا، تتصاعد الأسئلة حول مستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السياسي ومدى قدرته على تجاوز تداعيات حرب غزة التي لم تحقق أهدافها المعلنة، حيث إن الحرب التي خاضها ضد فصائل المقاومة في القطاع فتحت بابًا واسعًا لمعركة داخلية يواجه فيها نتنياهو ملفات فساد واتهامات بالمسؤولية عن الإخفاقات العسكرية، إلى جانب عزلة دولية غير مسبوقة.. للتفاصيل (هل تكون معركة غزة آخر معارك نتنياهو السياسية؟) الموقف الأمريكي اتسم الموقف الأمريكي من حرب غزة بتناقض واضح؛ فبينما واصلت واشنطن دعمها العسكري والدبلوماسي لإسرائيل، مستخدمة حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد قرارات وقف إطلاق النار، وأيضًا دعمها القوي في توفير السلاح المستخدم في الحرب، كانت في الوقت نفسه تحاول التوسط لإنهاء الحرب وتخفيف الأزمة الإنسانية لأهالي قطاع غزة.. للتفاصيل ("مسرح دبلوماسي".. هل لعبت أمريكا دور وسيط التناقضات في حرب غزة؟) السلطة الفلسطينية بعد فترة وصفها المتحدث باسم حركة "فتح" منذر الحايك ب"أهوال يوم القيامة" التي عاشها سكان غزة لمدة عامين منذ بدء حرب 7 أكتوبر 2023، أكد أن السلطة الفلسطينية رحبت بتوقيع المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل لإنهاء حرب غزة. وبيّن أن بقاء السلطة في غزة خلال المرحلة المقبلة يعتمد على الدور الدبلوماسي لمصر والدول العربية، مؤكدًا على ضرورة دعم السلطة الفلسطينية وترسيخ وجودها في القطاع.. للتفاصيل (السلطة الفلسطينية.. بين التهميش والعودة إلى الواجهة) الرئيس السيسي وموقف مصر 24 قمة ومؤتمرًا وفعالية رسمية، ترأسها أو شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، سواء داخل الأراضي المصرية أو خارجها، وذلك منذ أحداث السابع من أكتوبر عام 2023، التي مثّلت شرارة الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة، وصولًا إلى اتفاق وقف إطلاق النار ضمن اتفاق إيقاف الحرب على القطاع. جميع كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي، في مختلف هذه المناسبات، لم تخلُ من عبارات بعينها رسمت موقف مصر الثابت من الحرب على غزة وسبل تحقيق السلام للشعب الفلسطيني والمنطقة بأسرها. وأجرى "مصراوي" حصرًا رقميًا يتضمن عينة من أبرز 7 كلمات متكررة في أحاديث الرئيس في الفعاليات ال24.. للتفاصيل (كلمات للسيسي رسمت موقف مصر من حرب غزة - تحليل خطاب 24 فعالية رسمية) تأثير حرب غزة على قناة السويس تراجعت إيرادات قناة السويس بنسبة تقارب 60% خلال العامين الماضيين، نتيجة الحرب الإسرائيلية على غزة وما تبعها من توترات في البحر الأحمر. ووفقا لبيانات البنك المركزي المصري، انخفضت إيرادات القناة من 8.8 مليار دولار خلال العام المالي 2022-2023 إلى نحو 3.6 مليار دولار خلال العام المالي المنتهي في يونيو 2025.. للتفاصيل (بسبب حرب غزة.. إيرادات قناة السويس تهبط بنسبة 60% خلال عامين (رسم تفاعلي) ومع وقف الحرب الإسرائيلية في غزة، يرى الخبراء أن هذا سيفتح الباب أمام عودة إيرادات قناة السويس إلى نشاطها المعتاد بشكل تدريجي حتى تعود الإيرادات إلى مستوياتها الطبيعية.. للتفاصيل (خبراء: وقف الحرب في غزة ينعش إيرادات قناة السويس تدريجيًا) اقرأ أيضا: كيف تعاملت مصر للحد من التأثيرات الاقتصادية للحرب في غزة؟ خبير يوضح الموقف الشعبي المصري لعب الموقف الشعبي المصري، دورا كبيراً في دعم القضية الفلسطينية على مدار التاريخ، وخاصة خلال الحرب على غزة، على مدار عامين كاملين، شهد خلالهما الحشد الشعبي مواقف لا تخطئها عين. وبينما كانت الحكومات تتحرك على مستوى الدبلوماسية، كان الشارع المصري يكتب فصلًا آخر من فصول تضامنه مع غزة.. للتفاصيل (من بائع البرتقال إلى اعتصام المعبر.. محطات رحلة الموقف الشعبي المصري لدعم غزة) التحول الأهم في أزمة غزة ومنذ اندلاع أحداث السابع من أكتوبر 2023، واشتداد المواجهات والصراع في قطاع غزة، قرأت مصر المشهدَ بعين الخبير الذي يدرك أبعاده التاريخية والسياسية والإنسانية، وأعلن فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، بوضوح، أن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة خط أحمر، وأن مصر لن تشارك في ظلم أو تُسهم في إفراغ الأرض من أهلها؛ اتخذت القاهرة موقفًا استراتيجيًّا مبكرًا رسم ملامح التعامل مع الأزمة. ووقفت مصر في وجه بعض الأطروحات التي كانت تميل إلى حلول تتضمن التهجيرَ أو نقلَ السكان، قائلةً عبر رئيس الجمهورية "نرفض تهجير الفلسطينيين، ولن نسمح به"، واختارت مسارًا دبلوماسيًّا مكثفًا غيَّر وجهَ النقاش تمامًا، لتحوِّله من أفكار الاقتلاع والإزاحة والتهجير إلى رؤية شاملة لإعادة الإعمار؛ تضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، وتؤسس لمرحلة جديدة من إعادة البناء والاستقرار في القطاع... للتفاصيل (إعمار لا تهجير.. كيف قادت مصر التحول الأهم في أزمة غزة؟) المفاوض المصري وما إن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن خطته للسلام، حتى سارعت القاهرة بالتعاون مع الوسطاء للبناء عليه، وهو ما توّج في نهاية المطاف بالاتفاق على وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في شرم الشيخ قبل أيام، والذي من المنتظر التوقيع عليه رسمياً خلال قمة تستضيفها "مدينة السلام" يوم غدٍ الإثنين، بحضور ترامب وقادة دوليين. وشهدت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات التي أعقبت إعلان اتفاق شرم الشيخ موجة واسعة من الإشادات بالمفاوض المصري وفريقه، حيث تداول مغردون صورًا للواء حسن رشاد ولفريق الوساطة المصري مرفقة بعبارات تقدير لما وصفوه ب"الصبر الاستراتيجي والدبلوماسية الهادئة" التي جنبت المنطقة فصلاً جديدًا من الدمار.. للتفاصيل (سر إشادة ويتكوف.. ماذا فعل "المفاوض المصري" لإنجاح اتفاق غزة؟) شرم الشيخ.. أيقونة السلام وتتجه الأنظار الآن نحو أيقونة السلام على أرض سيناء لتوقيع اتفاق وقف الحرب.. هكذا كانت شرم الشيخ بمثابة منصة دولية للحوار و"إطفاء الحرائق" بين أطراف متنازعة.. للتفاصيل (شرم الشيخ.. أيقونة السلام على أرض سيناء) إعادة إعمار غزة ومع وقف الحرب وعودة النازحين، قال مكتب الإعلام الحكومي بغزة، إن نسبة الدمار الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وصلت إلى 90%. قال وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني عاهد فائق بسيسو، إن الحكومة الفلسطينية تعمل على حصر شامل للأضرار التي ألحقتها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وذلك بالتعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية العاملة على الأرض. وأضاف الوزير الفلسطيني، أن مؤسسات دولية مثل البنك الدولي والاتحاد الأوروبي كانت قد قدرت تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بحوالي 53 مليار دولار قبل ثلاثة أشهر، ولكن التكلفة الآن تتجاوز ال 70 مليار دولار نتيجة الأضرار الإضافية، بحسب بسيسو. الاقتصاد المصري بعد وقف الحرب أكد خبراء اقتصاديون ومصرفيون ل"مصراوي" أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة من المتوقع أن يحقق مكاسب متعددة للاقتصاد المصري، تشمل زيادة الاستثمارات وتحسين التصنيف الائتماني، واستعادة إيرادات قناة السويس، إلى جانب تعزيز دور مصر الإقليمي والدولي.. للتفاصيل (التصنيف والاستثمارات.. كيف يستفيد الاقتصاد المصري من وقف إطلاق النار في غزة؟) كما أكد خبراء سواق المالي الذين تحدثوا ل "مصراوي" أن هدوء الأحداث الجيوسياسية بالمنطقة سينتج عنه نتائج إيجابية للبورصة وتسريع برنامج الطروحات الحكومية خاصة في ظل التحسن الملحوظ في المؤشرات الاقتصادية المحلية.. للتفاصيل (كيف يؤثر وقف النار في غزة على البورصة المصرية وبرنامج الطروحات؟) ومنذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، بدأت مظاهر الحياة تعود تدريجيًا إلى قطاع غزة، بعد فتح الطرق أمام عودة النازحين إلى مناطقهم التي هجّروا منها قسرًا خلال الحرب الدائرة منذ عامين. وتصدرت الأعلام المصرية مشهد عودة النازحين، في مشهد يعكس صمود الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم الدمار الواسع الذي خلّفته الحرب.