كان ولا يزال المشهد الجارى على مرأى ومسمع من العالم كله فى غزة طوال ما يقارب العامين الماضيين، مثيرًا لموجات عارمة من الغضب والألم والأسى، وداعيًا للاستنكار والرفض والإدانة، لعمليات القتل والدمار والإرهاب، التى تمارسها قوات الاحتلال الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى بكل أطفاله ونسائه ومواطنيه العزل. ولكن المشهد كان ولا يزال فى ذات الوقت كاشفًا عن مدى الكذب والخداع والتضليل، الذى تمارسه الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى ظلت طوال الأيام والأسابيع والشهور الماضية تؤكد أنها تسعى للوصول إلى توافق لوقف إطلاق النار وبدء هدنة مؤقتة فى غزة، يمكن أن تمتد إلى التوافق على وضع نهاية للحرب الإسرائيلية اللاإنسانية الدائرة هناك منذ أكتوبر 2023 وحتى اليوم. ومضت الأيام والأسابيع والشهور لتصل إلى عامين تقريبًا ولم يحدث أن توقف إطلاق النار، أو أوقفت إسرائيل عدوانها الهمجى واللاإنسانى ضد الشعب الفلسطينى وعلى العكس من ذلك ثبت للجميع وبالدليل الحى فى كل يوم على طول العامين مخالفة هذه الادعاءات الأمريكية للحقيقة وللواقع، حيث لا تزال إسرائيل تقتل وتدمر وتمارس حرب الإبادة وعملها الإجرامى فى هدم المنازل والمنشآت على رؤوس مواطنى غزة وتدمر كل صور الحياة فى القطاع، وأمريكا التى هى الدولة الأكبر والأقوى لا تتحرك ولا تبذل جهدًا لوقف الحرب وتوقف الإبادة الجماعية. بل والأكثر من ذلك أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قامت بمنع كل المحاولات لإدانة العدوان الإسرائيلى اللاإنسانى فى مجلس الأمن، وهو ما أدى إلى تعطيل المجلس عن القيام بمهامه الأساسية فى حماية الأمن والسلم الدوليين. هذا للأسف هو ما قامت به الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث إنها استخدمت حق الفيتو للاعتراض ولمنع مجلس الأمن من اتخاذ قرارات لوقف العدوان، وإيقاف الحرب وإنقاذ الشعب الفلسطينى ووضع نهاية لجرائم الإبادة الجماعية التى تقوم بها إسرائيل ليس هذا فقط، بل وقامت وتقوم أيضًا طوال العامين الماضيين بمساعدة إسرائيل فى عدوانها ووفرت لها كل ما تحتاجه من المال والسلاح والدعم التكنولوجى،..، وهو ما يؤكد شراكتها الكاملة مع إسرائيل فى كل ما تقوم به من عدوان وجرائم.