اليوم: بناءً على طلب إنزاجي.. الهلال يبدأ المفاوضات مع سافيتش لتجديد تعاقده    كرة يد - يحيى خالد يسجل 9 أهداف بخسارة سان جيرمان.. وانتصار برشلونة في غياب الدرع    بمناسبة التأهل لكأس العالم.. تأجيل الجولة السابعة من الدوري القطري    تركيب القضبان والفلنكات.. شاهد معدلات تنفيذ القطار السريع    طائرة وزير الدفاع الأمريكي تهبط اضطراريا في بريطانيا    ألمانيا وأوكرانيا توقعان اتفاقية لتعزيز التعاون في مجال الدفاع    بلدية مدينة غزة: نعيش واقعا كارثيا ونحتاج جسرا إغاثيا عاجلا    مبعوث ترامب غير الرسمي في مفاوضات غزة «بشارة بحبح» ل« المصري اليوم»: ترتيبات السيسي ب «قمة شرم الشيخ» أعادت مصر للقيادة العربية (الحلقة 45)    عمرو موسى: قمة شرم الشيخ لحظة دقيقة ومرحلة إيجابية لإنهاء الحرب في غزة    ترشح 417 على المقاعد الفردية فى اليوم الأخير لتقديم الأوراق بانتخابات النواب    موعد صرف مرتبات شهر نوفمبر 2025    معرض باص وورلد أوروبا 2025 يشهد المزيد من المفاجآت والأرقام القياسية    الاتحاد السعودي يحسم مصير رينارد    أوسكار يجتمع مع حكام تقنية الفيديو بعد عودته من تشيلي    أحمد الجندى: هدفى ذهبية أولمبياد لوس أنجلوس.. وهذا سبب اعتذارى عن انتخابات الشمس    رياضة ½ الليل| هنا ملكة أفريقيا.. أول قائمة لتوروب.. سجن فينيسيوس.. وكواليس اجتماع الزمالك    مصرع مسجل خطر في تبادل النيران مع الشرطة بقنا    نجاة 3 أشخاص بعد سقوط سيارتهم في ترعة المريوطية وانتشالها بجهود الحماية المدنية    خشية الفضيحة.. تقتل رضيعتها وتلقيها في صندوق قمامة والمحكمة تعاقبها بالمشدد    السيطرة على حريق أتوبيس ركاب دون خسائر بشرية فى القناطر الخيرية    عمرو موسى: مصر تعاني من تحديات داخليا وخارجيا بسبب سوء إدارة الحكم ل70 عاما    اليوم.. آمال ماهر تفتتح مهرجان الموسيقى العربية على مسرح النافورة    تعرف على أسعار تذاكر زيارة المتحف المصرى الكبير بعد الافتتاح الرسمي للمصريين والسائحين    غادة عبد الرازق تعود بقوة في رمضان 2026 ب«عاليا»    أحدث ظهور.. سهر الصايغ في لحظات روحانية مؤثرة أثناء أداء العمرة    ليلى علوي رئيسا للجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بمهرجان الجونة السينمائي    محافظة الإسماعيلية تستعد لإقامة لمهرجان الإسماعيلية الدولي للفنون الشعبية    هيئة الدواء:أهمية التعاون بين الطبيب والصيدلي في ترشيد استخدام الدواء    طبيب قلب يوجه تحذير عاجل لمن هم فوق ال 40 عامًا    خبير تربوي يكشف أسباب التعدي على المعلمين وكيفية معالجته    ترامب يهدد بنقل مباريات كأس العالم من مدن أمريكية «غير آمنة»    تركيب القضبان والفلنكات بالخط الأول من شبكة القطار الكهربائى السريع..فيديو    رئيس هيئة الدواء: مصر تمتلك منظومة رقابية متكاملة تغطي صناعة وتوزيع الدواء    فتح باب الترشح للعمل بلجان مراقبة امتحانات الدبلومات الفنية بالمنيا والمحافظات    «قصور الثقافة» تشارك في معرض الأقصر الرابع للكتاب ب200 عنوان من أحدث إصداراتها    هل يجوز شراء شقة بنظام التمويل العقاري بقصد الاستثمار؟.. أمين الفتوى يجيب    هل الألعاب الإلكترونية التي تدر أرباحًا مالية حلال أم حرام؟.. أمين الفتوى يوضح    حسين هريدي: القمة المصرية السودانية بحثت جهود وقف حرب السودان والتحضير لاجتماع واشنطن    ميسرة بكور: أوروبا تسعى لاستقلال أمنى عن واشنطن فى ظل التباعد عبر الأطلسى    الصحة العالمية: نموذج برنامج التطعيم الإجباري فى مصر يحُتذى به على مستوى العالم    «تجهز في 5 دقايق».. حضري طبق «السبانخ بالكريمة» وتمتتعي بالمذاق الشتوي (الطريقة والخطوات)    محافظ جنوب سيناء يبحث آليات البدء في تنفيذ مشروع محطة إنتاج الطاقة والهيدروجين الأخضر بمدينة الطور    بعد دعوته للانعقاد.. تعرف على الضوابط التنظيمية للجلسة الافتتاحية لمجلس الشيوخ    جامعة قناة السويس تنفذ برنامجًا تدريبيًا توعويًا بمدرسة الجلاء الابتدائية    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 15-10-2025 في محافظة الأقصر    من قلب غزة: تحيا مصر.. ويحيا السيسى    صحة المنوفية تواصل استعداداتها للاعتماد من هيئة الاعتماد والرقابة    وزير العمل يلتقي رئيس غرفة تجارة وصناعة قطر لتعزيز التعاون بالملفات المشتركة    شريف حلمي: الأكاديمية العربية شريك أساسي في إعداد كوادر مشروع الضبعة النووية    وزير المالية: تحسن أداء الاقتصاد المصرى خلال الربع الأول من 2025-2026    سلوك عدواني مرفوض.. «خطورة التنمر وآثاره» في ندوة توعوية ل«الأوقاف» بجامعة مطروح    إيفاد: الحلول القائمة على الطبيعة تحسن رطوبة التربة وتزيد كفاءة أنظمة الري    متحدث الحكومة: تمويل 128 ألف مشروع بالمحافظات الحدودية ب4.9 مليار جنيه    حكم تشغيل القرآن الكريم عبر مكبرات الصوت قبل الفجر والجمعة    الجامع الأزهر يقرر مد فترة التقديم لمسابقة بنك فيصل لذوى الهمم حتى 20 أكتوبر الجارى    القومي لحقوق الإنسان يشارك في مؤتمر الحوكمة ب كيب تاون    ب 20 مليون جنيه.. «الداخلية» توجه ضربات أمنية ل«مافيا الاتجار بالدولار» في المحافظات    عاجل- مجلس الوزراء يشيد باتفاق شرم الشيخ للسلام ويؤكد دعم مصر لمسار التسوية في الشرق الأوسط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصنّاع المهرة |الحرف اليدوية أقوى من الزمن

لم تعد الحرف اليدوية مجرد بقايا من الماضى، تحولت إلى صناعة واعدة تقودها الدولة المصرية وتفتح لها أسواقًا جديدة داخل البلاد وخارجها ومن خلال معارض كبرى مثل «ديارنا»، تتألق منتجات النحاس والخيامية والفخار والجلود أمام جمهور عالمى، لتصبح عنوانًا للأصالة والابتكار معًا.
أكدت الدكتورة مايا مرسى، وزيرة التضامن الاجتماعى، أن الدولة تولى اهتمامًا بالغًا بالحرف اليدوية والتراثية باعتبارها جزءًا أصيلًا من الهوية المصرية، وركيزة اقتصادية قادرة على المنافسة محليًا وعالميًا. وقالت إنها تحرص منذ توليها الوزارة على تقديم الرعاية والدعم اللازم للعاملين فى هذا القطاع، بدءًا من توفير فرص المشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية، وحتى فتح أسواق جديدة لمنتجاتهم.. وأوضحت الوزيرة أن الحرف المصرية تتميز بخصوصية فنية تجعلها تحظى بقبول واسع، لكونها مستوحاة من البيئة التراثية المحلية ومصنوعة بخامات عالية الجودة تضاهى المعايير العالمية، إلى جانب التصاميم العصرية التى تواكب الأذواق الحديثة.. وأشارت إلى أن معارض «ديارنا» جسدت هذا التوجه بوضوح، حيث شهدت إقبالًا كبيرًا على منتجات النحاس والمفروشات اليدوية واللوحات الفنية والإكسسوارات المصنوعة من الأحجار والخزف، إضافة إلى أشغال الكروشيه والزجاج المعشق والخيامية والتطريز اليدوى والجلود والخوص وأعمال الأخشاب المبتكرة ومنتجات أخميم المتميزة.. وتابعت: الدولة تعمل على تسجيل المنتجات الحرفية والعلامات التجارية الخاصة بالمصممين لتصبح «براند» معتمد يحمل هوية الصانع المصرى، وهو ما يضيف قيمة كبيرة لهذه المشروعات ويسهم فى إدخال العملة الأجنبية عبر التوسع فى الأسواق الخارجية، كما شددت مرسى على أن الوزارة تحرص على تمثيل الحرفيين رسميًا فى كافة المعارض والمؤتمرات الدولية، لتسهيل وصول منتجاتهم إلى جمهور أوسع وتدعيم فرص تسويقها عالميًا، بما يعزز مكانة الحرف اليدوية كصناعة واعدة تسهم فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
اقرأ أيضًا | صناعة خشب السرسوع والفخار.. جناح قنا في معرض الحرف التراثية واليدوية
مدير التسويق والمعارض: النحاس والفخار والكليم.. كنوز مصرية تعود للحياة عبر معارض التضامن
أكدت ماجدة أحمد نور الدين، مدير عام الإدارة العامة للتسويق والمعارض بوزارة التضامن الاجتماعى، على الدور المحورى الذى تقوم به الوزارة تحت قيادة د. مايا مرسى للحفاظ على الحرف التراثية المصرية من الاندثار، وأشارت إلى أن الوزارة لا تدخر جهداً فى إقامة المعارض المتنوعة مثل «ديارنا» لتوفير منافذ تسويقية حيوية للحرفيين، مما يمكنهم من عرض منتجاتهم التى تلقى إقبالاً كبيراً محلياً ودولياً، وأضافت نور الدين أن هذه المعارض أصبحت جسراً يعبر من خلاله المنتج اليدوى المصرى إلى العالمية.
ما الدور الذى تقوم به وزارة التضامن الاجتماعى للحفاظ على الحرف التراثية؟
- الوزارة بقيادة د. مايا مرسى تولى اهتماماً كبيراً بالحرف التراثية من خلال دعم العارضين فى معارض مثل «ديارنا»، حيث توفر منافذ تسويقية لمنتجات مثل الفخار والمنسوجات والسجاد والتطريز والحلى والزجاج والخوص، بما يتيح لهذه المنتجات الوصول إلى السوق المحلى والعالمى.
لماذا تلقى المنتجات النحاسية إقبالاً كبيراً فى المعارض؟
- النحاس رغم ندرته ما زال يجذب الجمهور لكونه يحمل طابعاً فرعونياً وعربياً مميزاً، ويتم تشكيله فى فوانيس وأوانٍ تعكس الأصالة والعصرية، ما يجعله مطلباً للزوار المحليين والأجانب.
كيف تساعد الوزارة العارضين على التسويق؟
- نركز على اختيار أماكن ذات كثافة زوار مثل الأندية والبنوك والبازارات السياحية، ونوفر تدريبات عبر خبراء متخصصين لتمكين العارضين من اكتساب مهارات التسويق ومواكبة التطوير.
ما سبب إقبال العارضين على المشاركة فى معارض الوزارة؟
- لأن إيجارات الأجنحة رمزية، والوزارة توفر شراكات مع بنوك ومؤسسات كبرى لتسهيل البيع، إضافةً إلى النجاحات السابقة حيث نظمنا أكثر من 35 معرضاً هذا العام مقارنة ب27 فى العام الماضى.
هل توجد نماذج بارزة حققت نجاحاً؟
- نعم، مثل العارضة علياء التى عرضت السجاد البدوى فى «سوق الدار» بالرياض وحققت مبيعات كبيرة توسعت بها لمشروع يوظف أكثر من 20 شخصاً. كذلك شهد جناح مصر فى معرض البحرين إقبالاً واسعاً على الإكسسوارات الحريمى.
ما أبرز أدوار الإدارة العامة للتسويق والمعارض؟
- نساعد الأسر المنتجة على تطوير وتسويق منتجاتها، نكتشف المواهب، نوفر التدريب، ننظم المعارض الداخلية والخارجية، ونعمل مع شركاء داعمين لضمان استمرارية الإنتاج والتسويق.
ما أنواع المعارض التى تنظمها الوزارة؟
- معارض موسمية ودائمة مثل «ديارنا» فى القاهرة والأقصر والإسكندرية، إضافة إلى المشاركة فى معارض دولية لدعم التصدير وجلب العملة الصعبة.
كيف يشترك العارض فى معارض «ديارنا»؟
- عبر التسجيل فى الوحدة الاجتماعية التابع لها، ثم التوجه للإدارة العامة للتسويق والمعارض بالعجوزة لتقديم المستندات وصور المنتجات.
ما معايير اختيار العارضين والمنتجات؟
- الجودة والابتكار والدمج بين الأصالة والمعاصرة، عرض مميز داخل الجناح، تسعير مناسب، وأن يكون المنتج يدوياً بخامات عالية. يتم التنويع بين المشاركين لضمان تمثيل كافة الفئات بينهم ذوو الهمم والمرأة المعيلة.
متى بدأ مشروع الأسر المنتجة وما أهدافه؟
- منذ عام 1964 بهدف تحويل الأسر محدودة الدخل إلى وحدات إنتاجية تستغل خامات البيئة وتوفر دخلاً إضافياً، بما يسهم فى خفض البطالة والحد من الفقر.
ما أبرز التحديات أمام المنتفعين بالمشروع؟
- صعوبة التسويق، المنافسة مع المنتجات الجاهزة، ضعف التدريب والخدمات، وعدم الاستفادة الكاملة من الخامات البيئية المتاحة.
هدى.. من خمسة آلاف جنيه إلى مصنع ب150 عاملًا
بدأت رحلة هدى عبد الرازق منذ المرحلة الإعدادية، حين كانت تهوى الرسم على المفروشات وتطريز الأقمشة بمبلغ لا يتجاوز خمسة آلاف جنيه حصلت عليه من الصندوق الاجتماعى عام 2000، بدأت مشوارها بماكينة خياطة واحدة، تصمم بها مفروشات منزلية صغيرة.
بإصرارها وموهبتها، انضمت إلى مشروع «الأسر المنتجة» التابع لوزارة التضامن، وبدأت فى تطوير منتجاتها من مفروشات مطرزة وأغطية بأسلوب عصرى مستوحى من التراث وسعت نشاطها عبر تدريب فتيات للعمل من منازلهن، متكفلة بتوفير الخامات والتسويق للمنتجات، لتصبح موزعة معتمدة لدى محلات كبرى بالمحلة.
مع الوقت، وبمساعدة صندوق دعم المشروعات الصغيرة، توسعت حتى امتلكت مصنعًا فى العبور يضم أكثر من 150 عاملًا، وأسست براند «غازى إم آند إتش» الذى أصبح علامة تجارية معروفة فى سوق المفروشات. قصة هدى مثال حى على قدرة الإصرار والموهبة على تحويل الحلم إلى صناعة كبرى.
«تراث خان».. بين الأصالة والمعاصرة
شيما مصطفى، خريجة التجارة وحاصلة على تمهيدى ماجستير إدارة الأعمال، وجدت فى الفنون اليدوية شغفها الحقيقى بعد سنوات من العمل كمضيفة جوية وصاحبة جاليرى سياحى، ودفعتها دراستها الحرة فى تاريخ الفن وصياغة المعادن لتأسيس مشروع «تراث خان»، الذى يجمع بين التصميم العصرى والطابع التراثى.
اختارت الاسم ليعكس رسالتها: كلمة «تراث» لإحياء الفنون المصرية القديمة، وكلمة «خان» لتذكير بالأسواق التقليدية مثل خان الخليلى. منتجات مشروعها تشمل حقائب ومحافظ وأحزمة جلدية، كل منها يحمل حكاية من العصور الفرعونية والفاطمية والرومانية والفارسية، إلى جانب إكسسوارات مطعمة بالأحجار الكريمة وشبه الكريمة.
شيما لم تكتفِ بالإنتاج، بل نظمت ورش تدريبية فى مناطق مختلفة، لنقل خبرتها لسيدات يسعين إلى مصدر دخل مستقل. كانت تدربهم على أساسيات صناعة الجلود والحُلى، وتعرّفهم على مصادر الخامات، بل ساعدتهم فى التواصل مع التجار وأصحاب الورش.. تسويق منتجاتها يعتمد على وسائل التواصل الاجتماعى والمعارض التراثية، إلى جانب التعاون مع جاليريهات فنية.
رغم التحديات، ترى شيما أن كل عقبة فرصة للتطوير، وأن رسالتها الأساسية هى الحفاظ على هوية الفن المصرى وتقديمها بروح عصرية تفهمها الأجيال الجديدة.
مريم.. من الصحافة إلى تصميم الحُلى
لم تكن مريم رأفت، التى أحبت الصحافة تتخيل أن هوايتها البسيطة فى صناعة الإكسسوارات ستتحول إلى مشروع متكامل يحمل اسمًا أصبح علامة فنية معروفة.
بدأت القصة من أيام الجامعة، حين رغبت فى استغلال وقت الإجازة بصناعة إكسسوارات من الخرز وبيعها مع صديقاتها فى المعارض الصيفية، ورغم عملها بالصحافة بعد التخرج، ظل شغفها بالفن أقوى من أى شىء آخر.
كانت خطواتها الأولى نحو الاحترافية حين اعتادت شراء الأحجار والدلايات النحاسية من أسواق الحسين، لتجلس ساعات طويلة تصمم العقود والأساور. ومع الوقت، التحقت بورش متخصصة لتتعلم تقنيات أكثر احترافية مثل تشكيل النحاس والصلصال الحرارى والجلد الطبيعى، كما تعلمت الميكرومكرمية عبر قنوات «يوتيوب»، وهى تقنية لم تكن منتشرة فى مصر.
عام 2014 أطلقت صفحتها الخاصة «عشق Artwork»، ومنذ ذلك الوقت وهى تطور نفسها ومشروعها بالبحث المستمر ودمج الخامات والتقنيات المختلفة لإنتاج قطع فريدة.
نجاحها دفعها أيضًا لتقديم ورش تدريبية للمبتدئين وللاجئين عبر هيئات دولية، لتمنحهم فرصة الاعتماد على أنفسهم اقتصاديًا، كما حصلت على منحة من وزارة التجارة والصناعة وأكاديمية البحث العلمى، مكّنتها من تعلم النقش على النحاس وإكسسوارات المنازل، إضافة إلى محاضرات فى إدارة الأعمال.
بالنسبة لها، الحرفة ليست مجرد بيع وشراء، بل حالة من الشغف تنتقل من الفنان إلى العميل، وهى تحلم أن تنتشر أعمالها عالميًا وأن تساعد آخرين على تأسيس مشروعات تُغير حياتهم.
«مولا».. إلتقاء الجمال بالأصالة
من الإسكندرية، أطلقت أمل مسعد علامتها التجارية «Moola»، لتصميم الملابس التراثية بروح عصرية تناسب الأذواق العالمية. شغفها بالتطريز والحرف المصرية القديمة دفعها إلى تطوير نفسها بدورات تدريبية فى التصميم وريادة الأعمال، فاستطاعت أن تؤسس مشروعًا ناجحًا يصدر للخارج وينافس الأسواق العالمية.
تقول أمل إن التحديات لم تكن سهلة، بدءًا من البحث عن حرفيات موهوبات، وصولًا إلى تنظيم العمل عن بُعد. لكنها وجدت ضالتها فى سيدات من سيوة وسيناء وأسوان وسوهاج والإسكندرية، ليشكّلن معًا شبكة إنتاج متماسكة تعمل بروح الفريق.
وتفتخر بأن كل قطعة فى مشروعها تحكى حكاية مصرية بألوانها ونقوشها، مع قصّات حديثة مثل الكيمونو والبليزر والعباية والشال.
تعتمد «مولا» على وسائل التواصل الاجتماعى، خاصة «إنستجرام» و«فيسبوك» و«تيك توك»، لعرض منتجاتها وقصصها، إضافة إلى المشاركة فى معارض الحرف اليدوية.
منتجاتها تتنوع بين ملابس تقليدية بتصميم عصرى، وإكسسوارات مطرزة يدويًا مثل الحقائب والأحزمة. فى كل غرزة تطريز رسالة واضحة: الحفاظ على التراث المصرى وإعادة تقديمه بروح تنافس عالم الموضة.
كريم خلف.. خيامية تحكى الهوية
فى أزقة القاهرة، تواصل حرفة «الخيامية» حكايتها عبر كريم خلف، الشاب الذى تعلمها منذ الطفولة على يد جده.
بدأ بعين تلتقط الألوان وخيطًا يحوك به قصصًا من التاريخ المصرى ورغم أن أدوات الحرفة بسيطة، فإنها تحتاج لمهارة عالية فى دمج الألوان وصناعة الأشكال.
شارك كريم منذ 2011 فى معارض فنية، حتى أصبح مدربًا معتمدًا فى وزارة التضامن وهيئة قصور الثقافة مشروعه لا يقتصر على إنتاج الخيامية، بل يشمل تدريب الأرامل والمتسربين من التعليم على هذه الحرفة، ليوفر لهم مصدر دخل كريم. أدخل على الخيامية لمسات فرعونية وزهور اللوتس، لتظل القطعة مزيجًا بين الفن المصرى القديم والمعاصر.
اليوم يعمل معه أكثر من 30 حرفيًا، وتحظى منتجاته بإقبال محلى وخارجى. بالنسبة له، الخيامية ليست مجرد قماش مطرز، بل سردية بصرية للهوية المصرية عبر الأجيال.
مدير صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية :من صفر التمويل إلى براند عالمى.. أسرنا المنتجة تكتب قصة نجاح
أكدت إنجى اليمانى مدير صندوق دعم الصناعات الريفية والبيئية أن دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب لا يقتصر على التمويل فقط، بل يقوم على بناء مجتمع قادر على تحقيق طفرة تنموية حقيقية انطلاقاً من الميزة النسبية لكل منطقة، عبر دراسة مواردها وإمكاناتها ثم اختيار المشروعات المناسبة لها. وأضافت أن الصندوق يعمل بالشراكة مع الوزارات والجهات المعنية لتوفير الدعم الفنى والتدريب والتسويق، مع التركيز على تحويل منتجات الأسر المنتجة إلى علامات تجارية قادرة على المنافسة محلياً وعالمياً، بما يسهم فى تحسين مستوى معيشة المواطنين وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.
كيف يدعم الصندوق المشروعات الصغيرة والمتوسطة للشباب؟
- الصندوق يقدم أنشطة تمويلية وتوعوية، لكنه يركز بالأساس على تمكين المجتمع من تحقيق تنمية قائمة على استغلال الموارد المحلية. نحن نحدد الميزة النسبية لكل منطقة، ثم ندعم المشروعات التى تناسبها لضمان حياة كريمة للسكان.
ما أبرز المبادرات الجديدة التى أطلقها الصندوق؟
- من أهمها مبادرة «ازرع» بالتعاون مع وزارة الزراعة لدعم صغار المزارعين فى محصول القمح، حيث وفرنا لهم الدعم الفنى والإرشاد لزيادة الإنتاجية وضمان سعر مجزٍ. ووسعنا المبادرة لتشمل محصول القطن باعتباره محصولاً استراتيجياً، مع توفير خدمات فنية وتسويقية تساعد المزارعين على تحسين دخولهم.
كيف يمكن للمنتج المصرى أن يتحول إلى براند عالمى؟
- نقدم التدريب للعارضين على تطوير منتجاتهم وتحسين الخامات وفق معايير عالمية، ثم تسجيل العلامة التجارية بأسمائهم. كثير من الأسر بدأت بمبالغ بسيطة وبتمويلات من الصندوق، وأصبحت تمتلك مصانع وورشاً توفر فرص عمل وتحقق مبيعات كبيرة. الحرف اليدوية المصرية مطلوبة فى الأسواق العربية والأجنبية، وبعض العارضين انطلقوا من الصفر حتى صار لهم جمهور يطلب منتجاتهم.
ما دور منصة «أيادى مصر» فى التسويق؟
- المنصة تتيح للمنتجين المشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية، وتساعد على زيادة المبيعات والحفاظ على الحرف التراثية. كما نعمل على إدخالها ضمن المنظومة المالية الاستراتيجية للتمكين الاقتصادى عبر بروتوكولات تعاون مع وزارات ومؤسسات، إضافة إلى خطة جديدة للتسويق وجذب عارضين جدد، مع وجود 38 معرضاً دائماً فى 27 محافظة تضم أكثر من 2000 أسرة منتجة.
هل هناك تجارب دولية استفدتم منها؟
- نعم، درسنا تجربة الصين التى دعمت الأسر المنتجة منذ أواخر السبعينيات، فحولت المنازل إلى ورش صغيرة تدعم المصانع الكبيرة وتلبى احتياجات المواطنين، ما ساعد على خفض الفقر وتحقيق معدلات نمو مرتفعة. هذه التجربة تمثل نموذجاً نسعى لتطبيقه بما يناسب ظروفنا.
ما أبرز المشكلات التى تواجه الأسر المنتجة؟
- ضعف التسويق والمنافسة مع المنتجات الجاهزة، إضافة إلى نقص التدريب وعدم الاستفادة من الخامات البيئية، وضعف المتابعة الفنية والاجتماعية. كما تفتقر بعض المشروعات إلى الوعى بالاشتراطات الصحية والبيئية، وهو ما نعمل على معالجته عبر برامج للتأهيل والتوعية.
«الخيامية» جمال مصرى يستغيث لاستعادة أمجاده
الخيامية هى واحدة من أقدم الفنون التراثية والحرف اليدوية المصرية، تمارس بشكل خاص فى منطقة «الخيامية» بالقاهرة القديمة، بالقرب من باب زويلة. تتمثل هذه الحرفة فى صناعة وتصميم أقمشة مزخرفة يدوية باستخدام القماش الملون المُخيَّط معًا بطريقة فنية تُعرف بالتطريز اليدوى أو «الرقع».
وبكلمات بسيطة قال أحمد على زكى ( 56 سنة) أن صناعة الخيامية قادرة على مواجهة المصانع المعتمدة على الآلات الحديثة، مضيفا «نقوم بعمل لوحات فنية من الخيمية على أقمشة قطنية مخلوطة «بوليستر» ، وكلما مر وقت على المنتج ارتفع سعرها عند بيعها فى شارع الخيامية وهذا بالطبع عكس المنتجات الحديثة بالمصانع.. ولخص احد صناع فن الخيامية مشكلات هذه الصناعة فى عدم التدريب عليها وكذلك صعوبة تسويقها فى مصر حاليا.
واضافت أحمد على أن والده كان يعمل فى تلك الحرفة وتعلم على يده وكان عمره 10 سنوات وحصل على معهد فنى مؤكداً أن المشكلة الحالية تتمثل فى عدم وجود تسويق لفن الخيامية ملمحا الى ان الاشتراك فى المعارض أسعاره مرتفعة خاصة الأماكن السياحية لأن أغلب اعمالنا تعتمد على السياحة - وأوضح على الرغم من ان نجله تخرج فى معهد سياحة وفنادق الا انه لا يرغب فى العمل بالورشة التى يمتلكها.
بينما يقول خالد محمود، أحد الحرفيين بشارع الغورية: «نحتاج نظرة لأوضاع المهنة والمشكلات التى تعانى منها الصناعة وأسباب هجرة بعض الحرفيين إلى مهن أخرى، خاصة بعد دخول الخيامية فى مجال تصنيع الفوانيس وزينة رمضان من القماش لأن أسعار الأقمشة المرتفعة كانت سبب هجرة الكثيرين للمهنة التى تأثرت أيضا بغياب الحرفى الماهر»، مضيفا: «الشباب الذى يرغب فى العمل بيدور على السهلة ولا أحد يرغب فى التعلم ويصبر ويحمى حرفته اللى ورثها عن أبيه وجده».
«الفخار» سبائك من الطين تشكّل هوية أقدم الحرف
قرية الفخار فى الفسطاط بمصر القديمة هى واحدة من أقدم وأشهر مراكز صناعة الفخار فى مصر الذى يعود تاريخه الى العصر الإسلامي، حيث ارتبطت منطقة الفسطاط بصناعة الفخار منذ تأسيسها كأول عاصمة إسلامية فى مصر وهذه الحرفة التقليدية لا تزال مستمرة حتى اليوم - مما يجعلها وجهة فريدة تجمع بين التراث والحرفة اليدوية .
ينتشر العمال داخل الورش، فيما يروج أصحابها لمنتجاتهم على الطرقات وأمام محلاتهم يقول الشيخ كرم السنى 67 عاما أحد أقدم الرجال فى الخزف هو من قرية الفخارين يعمل فى المهنة منذ 60 عاما و هو عمره 7 سنوات - كانت بداية طفولته بين النحت على الطين، عمل فى بداية حياته صابى لمدة 15 سنة لظروف المعيشة وتعلمت عن طريق جاره، لديه غيرة على الشغل والنحت على الطين، موضحا أن اليومية كانت 150 جنيها عدد الساعات من 8 صباحا الى 6 المغرب «بنخمر الطين من الليل لوقت الصبح بقوم بعمل التشكيل، واعمل فى سنى ولم أكل من العمل و كنت فى الورشة بمفردى وبقوم من الليل عمل عجينة طين تكفى شهر».
ويقول كرم: الورشة مسكنى الذى أعيش فيه، تحتوى على ثلاجة مليئة بالجبنة القديمة وعلى قلبى أحلى من الشهد، أضاف الشيخ كرم السنى، انه يخشى من اندثار المهنة، بسبب يومية العامل (150 جنيها) ما يجعله يفر من العمل، ويضيف: نفسى أعلم أجيالا جديدة، ترث هذه المهنة، ويتمنى دفع أقساط فرن الغاز (60 الف جنيه) لتوفير الجهد والوقت، وأنه فى حاجة إلى آلات لمساعدته، موضحا أنه يقوم بعمل جميع أشكال الفخار: طواجن طهى الطعام، تحف منزلية وغيرها.
فيما يقول محمود مسعد صاحب ورشة فخار أن صناعة الفخار تحتاج لبعض التحديثات وتوفير الخدمات من غاز وكهرباء لتطوير الأفران، حيث إنه يقوم بحرق خارج المكان مما يكلفه مبلغا باهظا ، مؤكدا على أنهم يحتاجون معرضا دائما لتسويق منتجاتهم.
أوتار «النول» صنّاع السجاد اليدوى فى مواجهة النسيان
صناعة السجاد اليدوى من أعرق وأجمل الحرف اليدوية التى تحمل فى طياتها التاريخ والثقافة والفن، تتميز هذه الحرفة بالاهتمام بالتفاصيل والدقة العالية، حيث يتم نسج السجاد يدوياً باستخدام تقنيات متوارثة عبر الأجيال ويُعتبر السجاد اليدوى رمزاً للذوق الرفيع وثقافة الشعوب، حيث يجمع بين الفن والحرفة والجمال فى قطعة واحدة.
وقالت هايدى محمد البالغة من العمر 19 سنة أنها تعلمت شغل السجاد اليدوى خلال 6 أشهر فقط، كانت تعمل فى البداية بتجميع خرز وعرفة وعن طريق الصدفة عملت على المنوال على يد عم «جابر» الذى لم يبخل عليها بأى معلومة حتى أصبحت تصنع السجادة بمفردها، ولكنها تشعر أنها ما تزال فى حاجة إلى الكثير فى التعليم حتى تستطيع أن تخرج من تحت يدها جميع الرسومات السجاد الفاخرة .
يقول « عم جابر» أحد صناع السجاد اليدوي: قريتى كفر الشيخ وقرية كفر الحمام كانتا ضمن أشهر قرى فى مصر لصناعة السجاد اليدوى لافتا إلى أنه يعمل فى تلك المهنة منذ أن كان عمره الحادية عشرة الى أن حتى بلغ 65 عاما، وأنه ورث المهنة عن آبائه وأجداده، وجاء ليعمل بها مؤكدا أن تلك الصناعة كانت ضمن أعرق الصناعات اليدوية.
وأوضح: رغم أن هذه المهنة على وشك الانقراض إلا أنها كالدم يجرى فى العروق ولا يستطيع الابتعاد عنها، وقد سبق أن طالبه أبناؤه بتركها ليستريح من متاعبها إلا أنه رفض ويحرص على مواعيد عمله، وهناك عشرات الأسر يحافظون على تلك الصناعة التى تعد ضمن أقدم الحرف اليدوية وتتميز بقيمتها الفنية والمادية، مطالبا الجهات المعنية بضرورة الاهتمام بالمهنة والتأمين عليهم؛ كونهم فصيلا منسيا، وفق قوله .
«الشفتشى» المهنة الصعبة فى حارة النحاسين
«الشَّفْتَشى» إحدى المهن التراثية التى كانت تُمارس فى الماضى ومهددة بالاندثار وذلك بسبب قلة العاملين فيها وصعوبتها التى تتطلب جهدًا ووقتًا كبيرين، إضافة إلى الحاجة إلى مهارة وحرفية عالية لملء الفراغات الدقيقة بالزخارف النحاسية.
يقول سيد إمام، البالغ من العمر 71عامًا وصاحب ورشة لصناعة الشفتشى فى مدرسة «الجمالية للحرف التقليدية» بحارة النحاسين، إنه تعلم هذه المهنة على يد صنايعية حارة اليهود عندما كان فى التاسعة من عمره كان يذهب صباحا لمشاهدتهم، ثم بدأ فى تقليدهم حتى تمكن من إتقان المهنة، وتمكن من إخراج العمل اليدوى بدقة واحترافية نالت إعجاب الجميع.
وأضاف «سيد» أن الشفتشى عملية «يدوية بالكامل» ولا تدخل فيها أى آلات حديثة وأن العديد من الأشخاص من مختلف الدول يأتون خصيصًا لحضور دورات تدريبية فى هذه المهنة كما أنه سافر للعديد من الدول العربية والأجنبية لنشر إبداعه هناك .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.