كلما تمادت إسرائيل فى جرائمها فإنها لا تفعل شيئا إلا أن تجعل سقوطها النهائى أمرا حتميا!!وكلما أوغل مجرم الحرب نتنياهو فى الحماقة والوقاحة فإنه لا يفعل شيئا إلا أن يضاعف أزمته!!.. جرائم إسرائيل أصبحت أكبر من أن يحتويها هوس يمين متطرف فى الداخل، أو دعم قوى فقدت مصداقيتها فى الخارج. لا تريد إسرائيل أن تدرك أن سنوات طويلة من تزييف التاريخ وتزوير الحقائق وترويج الرواية الصهيونية الكاذبة قد سقطت إلى الأبد، وأن الحقيقة الفلسطينية تفرض نفسها بالدم وبالشرعية وبأغلى التضحيات وأنه لا بديل عن الإقرار بالحق الفلسطينى وتحمل تبعات كل الجرائم التى ارتكبتها إسرائيل.. ومازالت!! بيان مصر الحاسم للرد على الأكاذيب الوقحة من جانب نتنياهو والتصعيد الخطير فى العدوان على غزة جاء ليحذر من تجاوز خطوط حمراء تعرفها إسرائيل جيدا وتعرفها كل دول العالم. تهجير الفلسطينيين من أرضهم جريمة لن تسمح بها مصر مهما كانت الضغوط أو التهديدات. غزة كانت وستبقى جزءا عزيزا من دولة فلسطين التى تضمها مع الضفة والقدس العربية التى ستظل عاصمة أبدية لفلسطين، وكل ما عدا ذلك هو رهان على المستحيل!! بعد قرابة عامين من حرب الإبادة يدخل مجرم الحرب مغامرته الأسوأ وربما الأخيرة!! فى غزة الجريمة مستمرة لكن الجديد هو الوقاحة فى إعلان أن الهدف الرسمى هو التهجير، وفى استخدام أحدث طائرات «الفانتوم»، الأمريكية فى قصف الأبراج السكنية وخيام النازحين على حد سواء. لو كان شعب فلسطين لا يناضل من أجل وطن حر مستقل لما وجد جيش إسرائيل مليون فلسطينى فى مدينة غزة يرفضون الرحيل إلى الجنوب، ويتمسكون بالبقاء فى مساكنهم وخيامهم التى أصبحت هدفا لإسرائيل ومن يدعمونها!! ورغم تعقيدات الموقف، فإن الطريق واضح عند مصر: الأولوية لإيقاف العدوان الإسرائيلي، وتطبيق الصفقة الجزئية المقترحة لهدنة الشهرين كبداية للحل الذى ينهى حرب الإبادة ويفتح الباب أمام التسوية القائمة على حل الدولتين، موقف مجرم الحرب نتنياهو وحكومته الفاشية لا يحتاج لسؤال ولا ينتظر إجابة مختلفة.. السؤال الآن إلى الإدارة الأمريكية، والإجابة المنتظرة منها لم تعد تحتمل الرهانات الخاطئة، أو الصفقات المضروبة التى أصبح يرفضها حتى ضحايا سلام إبراهام، ولا يقبل بها عالم بأكمله يطلب رفع الظلم التاريخى عن شعب فلسطين.