كلما أوغلت إسرائيل فى عدوانها الهمجى، أظهرت للعالم وجهها النازى القبيح، وأكدت لشعوب المنطقة أنها الخطر الأكبر على استقرار وأمن بلادهم والعالم كله (!!) وكلما ظنت إسرائيل (ومن يدعمونها) أن القوة الغاشمة ستوفر لها الأمن وتضمن لها السيطرة، تصدمها الحقيقة التى لا حقيقة غيرها وهى أنها تصبح أكثر ضعفاً مهما ارتكبت من جرائم، وأنها فى حقيقة الأمر غير قادرة على حماية نفسها إلا بالدعم الذى تقدمه لها قوى كبرى، والذى سيتوقف حتماً حين ترى هذه القوة الثمن الفادح الذى تدفعه من مصالحها الأساسية بسبب انحيازها غير القانونى وغير الإخلاقى لجرائم إسرائيل!! لم تعد إسرائيل قادرة على بيع أكاذيبها وتغطية جرائمها، ولم تعد القوى التى تدعمها (بالصمت أو بالتواطؤ أو بالمشاركة) قادرة على مواجهة شعوبها بعد أن سقطت الأقنعة، وعرفت شعوب العالم حقيقة هذا الكيان العنصرى وحجم جرائمه فى حق الفلسطينيين والعرب والانسانية كلها. يتفاخر قادة إسرائيل بأنهم قضوا على المقاومة فى غزة وفى لبنان، ويقول قادتهم العسكريون إن الحرب بالنسبة لهم انتهت.. ومع ذلك يزداد التوحش فى قتل الأطفال وقصف المنازل والمستشفيات وفرض حصار الجوع على غزة التى لم تتلق مدن الشمال فيها شحنة غذاء واحدة منذ خمسين يوماً!!. ما يحدث فى غزة من جرائم يترافق مع تنفيذ سريع لمخطط إعادة الاحتلال والتهجير القسرى للفلسطينيين، وينذر بامتداد الخطر الى الضفة الغربية بصورة أكبر، فى ظل تصور اسرائيلى بأن الصمت الدولى سيدوم، وأن المسار القادم سيمضى نحو المزيد من التطبيع المجانى والهيمنة الصهيونية وفرض الأمر الواقع بالقوة على حساب فلسطين والعرب، يرفع مجرم الحرب نتنياهو خرائطه الوهمية عن شرق أوسط لا يعرفه، ويتحدث بعنجهية فارغة لا تناسب رجلاً لا يستطيع النوم فى بيته خوفاً من الصواريخ، ولا تناسب كياناً مصطنعا سيظل يبحث عن الأمان الذى لم يجده إلا عندما يحصل عليه شعب فلسطين فى دولته المستقلة وقدسه المحررة!! كل ما أثبتته إسرائيل بحروب الإبادة وغطرسة القوة أنها الخطر الأكبر على المنطقة، وأن الصمت الدولى على جرائمها (أو التواطؤ معها) لا يمكن أن يستمر، وأن مستقبل الشرق الأوسط تصنعه شعوبها، وأن ما تملكه الدول العربية والإسلامية من أوراق القوة قادر أن يفرض سلام العدل وأن ينهى غطرسة القوة، وأنه لا طريق أمام الكيان الصهيونى إلى الأمان إلا بقدس عربية عاصمة لفلسطين المستقلة!!