قالت الأممالمتحدة إن حولى 800 شخص قد سقطوا ضحايا الرصاص الإسرائيلى وهم ينتظرون المساعدات، وإن معظمهم سقطوا عند مراكز تديرها «مؤسسة غزة الإنسانية» التى ترعاها إسرائيل والولايات المتحدة فى محاولة مستميتة لإنهاء دور المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة وفى مقدمتها مؤسسة الأونروا، وفى تجسيد كامل لجريمة حرب اسمها استخدام الطعام سلاحًا ضد شعب فلسطين الصامد فى وجه حرب الإبادة ومخططات التهجير وكل الجرائم النازية التى يرتكبها الاحتلال الصهيونى. تعلن الأممالمتحدة أرقامها التى تجسّد جانبًا من المأساة، فى نفس الوقت الذى تتعثر فيه المفاوضات بشأن الهدنة المقترحة بسبب الموقف الإسرائيلى المتعنت.. وهو ما كان متوقعًا من البداية رغم ما أثير من أجواء إيجابية عن اتفاق قريب!!.. ورغم جهود الوسطاء والمرونة التى أبدتها المقاومة الفلسطينية، فإن الحقيقة أن مباحثات نتنياهو وترامب فى واشنطن لم ينتج عنها شىء يحلحل المفاوضات حول الهدنة المؤقتة أو يشير إلى إنهاء الحرب أو فتح الباب نحو سلام حقيقى يعترف بالحق الفلسطينى ويضمن أمن وسلام المنطقة ويدرك حجم المخاطر من استمرار العدوان الإسرائيلى الذى يتمادى فى جرائمه ضد شعب فلسطين وضد الإنسانية كلها!! خريطة الانسحاب التى قدمها نتنياهو لم تكن فقط ضربة قاتلة لأى تفاوض حقيقى حول اتفاق لوقف النار، وإنما كانت أيضًا تأكيدًا على أن مجرم الحرب نتنياهو ماضٍ فى مخططه، وأنه يريد الهدنة لكى تتاح له مهلة الستين يومًا للمضى فى تثبيت الاحتلال لغزة والبدء فى إنشاء مدينته «الإنسانية»!! لحشد معظم أهلها فى معسكر الاعتقال الصهيونى الذى سيقيمه فى رفح كخطوة أساسية نحو «حياة جديدة» كما يسميها، أو نحو التهجير القسرى كما يخطط النازيون الجدد فى تل أبيب.. وكأنهم لم يستوعبوا دروس الماضى، ولم يدركوا المصير المحتوم لمثل هذه المخططات الإجرامية!! الخطة الجنونية التى أعلنها وزير الدفاع الإسرائيلى «كاتس» هى فى الأصل من إنتاج «مؤسسة غزة الإنسانية» التى تديرها أمريكا وإسرائيل»!!» والتى توزع المساعدات وتقتل من ينتظرونها من الجوعى فى غزة»!!».. وخطة الانسحاب التى قدمها نتنياهو تقتطع 40٪ من مساحة غزة وتركز على منطقة رفح الفلسطينية التى يراد لها أن تتحول إلى «مدينة خيام»، تستوعب 600 ألف فلسطينى فى بدء إنشائها كمحطة أساسية لمخطط التهجير القسرى المرفوض من العالم كله، ومن شعب فلسطين الصامد على أرضه. المخطط وضعته مؤسسة أمريكية إسرائيلية»!!» وأعلنه وزير دفاع الكيان الصهيونى، ووضعه نتنياهو على مائدة التفاوض فى البيت الأبيض.. الصمت الأمريكى هنا لا يفيد مهما كانت المبررات!!