بعد شهرين ونصف من حصار الجوع الإجرامى الذى فرضته إسرائيل على غزة، وبعد أن وصلت الإدانة العالمية لحد أن أقرب الحلفاء لم يعد قادراً على منع العقوبات الدولية على إسرائيل إذا استمرت فى الجريمة تضطر حكومة الإرهاب الإسرائيلى إلى الإعلان عن إدخال «قدر من المساعدات» لكنها تفضح نفسها مرة أخرى حين تقول فى نفس البيان إنها تفعل ذلك من أجل ضمان توسيع العمليات العسكرية فى غزة!! التى لا تعنى إلا استمرار حرب الإبادة والمضى فى مخطط التهجير القسرى باستخدام كل الأسلحة بما ذلك سلاح التجويع!! وكما اضطرت إسرائيل لقرار إدخال بعض المساعدات الإنسانية، اضطرت أيضاً إلى أن عملية توزيع المساعدات ستقوم بها ولو مؤقتاً! المنظمات الدولية المعترف بها بعد أن فشلت حتى الآن فى تنفيذ مخططها للسيطرة على توزيع الطعام والمساعدات «عن طريق شركة خاصة أمريكية!!» وإجبار السكان على النزوح إلى «منطقة رفح» إذا أرادوا الحصول على الطعام.. وهوما رفضه الجميع، وأدانته المنظمات الدولية، ورفضت الأممالمتحدة المشاركة فيه باعتباره استمراراً لحرب التجويع، وتكراراً لسلوك نازى مرفوض بتحديد إقامة أهل غزة فى الجنوب تمهيداً للتهجير القسرى المرفوض والمدان!! توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية هو مسئولية قانونية على دولة الاحتلال وعدم الوفاء بها جريمة لايمكن أن تمر بدون حساب. والأخطر الآن أن يستمر التلاعب الإسرائيلى فلا تسمح إلا بدخول أقل كميات من المساعدات المتوافرة منذ شهور على المعابر، ثم لوضع سلاح «التجويع» فى خدمة المذبحة اليومية التى تتوسع فيها إسرائيل ولا تخفى أن أهدافها الأساسية هى إعادة الاحتلال وإطلاق عملية التهجير القسرى التى مازال البعض يتواطأ لفرضها دون إدراك لهول الجريمة وفداحة العواقب التى ستلحق بكل من لايدرك أن القضية هى الاحتلال العنصرى وجرائمه النازية، والحل لن يكون إلا بزوال الاحتلال وحصول شعب فلسطين على كل حقوقه فى الحرية والعيش الكريم والدولة المستقلة والقدس المحررة.. وكل ما دون ذلك حرث فى البحر لن يجدى!! اضطرار نتنياهو وحكومته الإرهابية للتراجع وإدخال «بعض المساعدات» أياً كانت الأسباب، هو خطوة ينبغى البناء عليها. إسرائيل معزولة كما لم يحدث لها من قبل، وجرائمها لم يعد ممكناً معها أن يستمر الصمت الدولى. لكن الضغوط الدولية لابد أن تتواصل، وبيان حكومة نتنياهو يكشف إصرارها على أن تكون الطبعة الجديدة للنازية فى أحط صورها حين تؤكد أن السماح بدخول المساعدات الإنسانية هو فقط لضمان استمرار حرب الإبادة!! إذا كان قد بقى لإسرائيل حلفاء، فعليهم أن ينقذوها من هذا الهوس الصهيونى النازى، وإذا لم يفعلوا فسيكونون شركاء فى كل جرائمها، ولا أظن أن هناك بعد كل ماحدث من يقبل هذا العار، أو يتحمل نتائجه!!