كلما حاصرت الفضائح مجرم الحرب «نتنياهو» أعلنت حكومته عن توسيع ما تسميه «العملية العسكرية» فى غزة!!.. فى الحقيقة لا توجد «عملية عسكرية» هناك، وإنما مذابح وحشية وإبادة جماعية. جيش فتحت أمامه ترسانات السلاح فى دول كبرى يقصف خيام النازحين ويقتل الأطفال والنساء، ويفرض حصار الجوع على أكثر من مليونى فلسطينى فى غزة عقابا لهم على رفضهم لكل مخططات الهجير القسرى وصمودهم الأسطورى على أرض ستظل فلسطينية للأبد. بالأمس أعلنت الأممالمتحدة أن كل المخابز التى كانت تعمل فى غزة اعتمادا على الدقيق الذى يوفره برنامج الغذاء العالمى التابع للمنظمة الدولية، قد أغلقت أبوابها بسبب نفاد المخزون من الدقيق، وإغلاق إسرائيل للمعابر، ومنع دخول المساعدات منذ شهر كامل بصورة كاملة. شبح المجاعة الكاملة يهدد كل قطاع غزة. مليون طفل لا يجدون الغذاء ولا الدواء وتطاردهم قاذفات القنابل فى خيامهم أو على طرق النزوح. الانحطاط الإسرائيلى لم يعد له حدود. والصمت الدولى على ما يحدث هو جريمة لن تغتفر، أما الداعمون لإسرائيل فهم شركاء أصليون فى الإبادة الجماعية التى ترتكب ضد الشعب الفلسطينى وهى جريمة لن تسقط بالتقادم، ولا بالتواطؤ، ولا بغطرسة القوة التى لن تجلب لهم إلا السقوط!! مكتب نتنياهو يتحدث عن احتلال 25٪ من قطاع غزة، ووزير دفاع نتنياهو يهدد بضم مساحات شاسعة من غزة للحفاظ على أمن إسرائيل»!!» ومهاويس الإرهاب الصهيونى «بن غفير وسيموتريتش» يصرون على عودة الاستيطان مع عودة الاحتلال وبدء تنفيذ مخطط التهجير القسرى»!!» إنها النازية الجديدة فى أحط صورها، وكل من يشارك فيها- بالدعم أو حتى بالصمت- سوف يتحمل المسئولية عن هذه العربدة الإسرائيلية التى ما كان ممكنا أن تحدث إلا فى غياب الشرعية وحكم القانون، ومع انحياز قوى كبرى للكيان الصهيونى وجرائمه النازية لحسابات لا علاقة لها بكل المبادئ التى كانت تروج لها، ولا بالقوانين الدولية التى كانت تدعى احترامها لها!! المذبحة مستمرة، لكن المؤامرة لن تمر. شعب فلسطين لن يترك أرضه، وغطرسة القوة ستؤدى بأصحابها إلى الكارثة. رأينا مثل ذلك فى الجزائر وفى فيتنام وجنوب إفريقيا وقبلها فى جرائم النازية التى تعيدها الآن إسرائيل بأبشع صورها. كنا نظن أن هذا العصر قد انتهى، لكنه يعود فى حماية قوى كبرى ستدرك حتما وسريعا أنها سارت فى الطريق العكسى، وأنها - حتى بمنطق الصفقات - لن تربح المعركة!! لو راقبوا فقط كيف كان العيد عند كل الشعوب العربية والإسلامية انتصارا للدم الفلسطينى الطاهر وللحق الفلسطينى الذى لن يضيع.. لأدركوا أن مصير النازيين الجدد لن يختلف عن مصير النازيين القدامى!!