لم يترك قادة الكيان الصهيونى بزعامة المتطرف نتنياهو، وسيلة لتحقيق أهدافهم الشيطانية، فى تهجير أهالى غزة ،إلا وأعلنوا استخدامها، بكل بجاحة، وسط تواطؤ الأمريكيين، وصمت العاجزين فى العالمين العربى والإسلامى، وتردد القوى المؤثرة دوليا، مثل الاتحاد الأوروبى وروسيا والصين. آخر ابتكارات النازيين الجدد من الصهاينة، إنشاء ما يسمى مدينة إنسانية من الخيام، على أنقاض مدينة رفح الفلسطينية، تستوعب 600 ألف فلسطيني. الغريب فى الأمر، وفقا للتقارير الصحفية، قيام نتنياهو بوضع هذه الفكرة الخبيثة، على مائدة التفاوض غير المباشر، بين إسرائيل وحماس فى الدوحة، حول اتفاق الهدنة. لقد كشف نتنياهو عن نواياه الشيطانية صراحة، خلال زيارته الأخيرة لأمريكا، وقال إن الهجرة حق لكل إنسان، ومن حق أهالى قطاع غزة الهجرة الطوعية إلى مكان أفضل. ويبدو أن نتنياهو الذى اجتمع مع الرئيس الأمريكى أكثر من مرة خلال الزيارة، حصل على الضوء الأخضر، لتنفيذ ما يريد من خطط تتعارض مع كل القوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، بدليل إقحامه ما يسمى المدينة الإنسانية ببنود المفاوضات فى اللحظات الأخيرة، بعد أن كانت نقاط الخلاف تم حسمها، باستثناء نقطة وحيدة تتعلق بنقاط انسحاب جيش الاحتلال بالقطاع، ليهدد نتنياهو بفعلته هذه، مفاوضات الهدنة بالفشل. فلا يمكن لوفد حماس الموافقة على مثل هذا المقترح، الذى يبدو لكل ذى عينين، أنه صورة طبق الأصل لمعسكرات الاعتقال النازية، وترتيب واضح للمخطط الخبيث، بتهجير الفلسطينيين. لقد كنت أمنى النفس بدور إنسانى من الرئيس الأمريكى، يتمثل فى الضغط على نتنياهو لوقف العدوان الظالم على غزة. لكن خاب ظني، وثبت بما لا يدع مجالا للشك أن أمريكا ترامب ونتنياهو، شىء واحد، وأن خطاب ترامب وفريقه، هو نفس الخطاب الصهيونى المتطرف. لقد حاول نتنياهو أن ينفى عن سيده ترامب، تهمة التهجير القسرى، ناسيا أو متناسيا أن سيده أعلنها صراحة من المكتب البيضاوى، بعد أيام قليلة من تسلمه السلطة. آه يا غزة، كم يقتلنى ما تتعرضين له من جرائم إبادة، على أيدى زبانية العصر، لكننى مازلت على ثقة، أن فرج الله قادم لا محالة.