الحركة المصرية لا تكتفى فقط برد الفعل على ما ترتكبه إسرائيل من جرائم، ولا على ما يتم الكشف عنه من مخططات إسرائيلية أو اقتراحات خائبة كالمقترح الأخير بتهجير شعب فلسطين فى غزة من أرضه !!. التحرك المصرى يتم على كل الجبهات لتعزيز صمود الشعب الفلسطينى، ولفتح الطريق نحو إقامة الدولة الفلسطينية على حدودها الشرعية كاملة، ولضرب مخططات نتنياهو وحكومته الفاشية لعدم استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار فى غزة.. أو لنقل حرب الإبادة إلى الضفة الغربية التى ستظل دائما هى الهدف الرئيسى لمجرمى الحرب فى الكيان الصهيونى. فى خطوة لها دلالتها أعلن وزير الخارجية المصرى بدر عبدالعاطى أن مصر لديها تصور كامل لإعمار غزة فى وجود كل مواطنيها ليغلق الباب تماما أمام حجج «مقاولى التهجير» الذين كانوا وراء تدمير غزة، والذين يربطون بين تعميرها وبين اقتلاع شعب من أرضه التى لا يرون فيها إلا ساحلا جميلا يصلح للمنتجعات الفاخرة وملاعب الجولف العالمية !! وليست جزءا عزيزا من وطن اسمه فلسطين آن الأوان لكى يقيم دولته وينال كل حقوقه وينهى سنوات اللجوء رغم كل المؤامرات!! خطوة أخرى تمضى فيها مصر بلا كلل رغم كل العقبات بالعمل على تحقيق التوافق الفلسطينى الذى يضمن أن تكون إدارة غزة بعد الحرب فلسطينية كاملة، وأن يكون ذلك خطوة نحو إقامة الدولة المستقلة التى تضم القطاع والضفة والقدس العربية. وتقطع الطريق على كل محاولات عودة الاحتلال أو استمرار مؤامرة الانقسام الوطنى التى أضرت قضية فلسطين كما لم يضرها شيء آخر!! لابد أن نأخذ المبادرة، وأن نمتلك تصوراتنا المدروسة، وأن نثق بأنها الأجدر بالنجاح لأننا أصحاب الحق، والأرض والشرعية. ولأننا لا يمكن أن نتهاون لحظة واحدة فى الدفاع عن أمننا القومى ولا يمكن أن نسمح بتصفية قضية فلسطين أو التفريط فى حقوق شعبها الصامد. نمد أيدينا بالسلام الحقيقى الذى لن يتحقق إلا بإيقاف العدوان الإسرائيلى النازي، وانهاء الحرب الاجرامية فى غزة والضفة، والاعتراف بحقوق شعب فلسطين. نرجو أن يدرك الجميع أن الطريق مسدود أمام الصفقات المشبوهة، وأن زمن تغيير الخرائط والتهجير القسرى قد ولي، وأن مراجعة المواقف ضرورية قبل فوات الأوان!!