في ظل الانتشار الواسع للهواتف الذكية وتعلق الأطفال بها منذ سن مبكرة، تبرز الحاجة إلى ضوابط علمية واضحة لاستخدام الشاشات الإلكترونية، خصوصًا مع تصاعد التحذيرات الطبية من تأثيرها السلبي على النمو العقلي والجسدي للطفل. ويقدم د. سامح محمد مندور، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، توصيات دقيقة مبنية على الفئة العمرية، تهدف إلى حماية الطفل من الأضرار المحتملة للاستخدام المفرط للتكنولوجيا. يوضح د. سامح أن الأطفال دون سن العامين لا ينصح مطلقا بتعريضهم للشاشات الإلكترونية أو السماح لهم باستخدام الهاتف بأي شكل من الأشكال. ففي هذه المرحلة العمرية الحرجة، يكون الدماغ في طور النمو السريع، ويحتاج الطفل إلى التفاعل المباشر مع الأشخاص والبيئة المحيطة، وليس مع شاشة جامدة تؤثر سلبًا على تطوره اللغوي والاجتماعي. اقرأ أيضا..دراسة: الهواتف الذكية تؤدي إلى أفكار انتحارية وعدوانية لدى الأطفال وبالنسبة للأطفال من سن الثانية وحتى الخامسة، يشير د. سامح إلى أنه لا مانع من استخدام الهاتف لفترة محدودة لا تتجاوز ساعة واحدة يوميًّا، على أن يتم ذلك تحت إشراف مباشر من شخص بالغ. ويشترط أن يكون المحتوى المعروض مناسبًا لسن الطفل، وأن يتيح التفاعل والتعلم الإيجابي، لا التلقي السلبي الذي قد يؤثر على تركيزه ومهاراته الحركية والانفعالية. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، أي من 5 إلى 18 سنة، فيؤكد على أهمية تحديد حد أقصى للاستخدام لا يزيد عن ساعتين يوميًّا. وينبغي أن يُراعى خلال هذه الساعات ألا يؤثر استخدام الهاتف على نمط النوم أو النشاط البدني للطفل، مع ضرورة متابعة الأهل للمحتوى الذي يتعرض له الأبناء، حفاظًا على سلامتهم النفسية والفكرية. وأخيرا يشدد د. سامح على أن المتابعة الأبوية الواعية هي المفتاح الحقيقي لاستخدام آمن للتكنولوجيا، فالهاتف رغم كونه وسيلة ترفيه أو تعليم، قد يتحول إلى مصدر خطر إذا أسيء استخدامه، سواء من حيث المحتوى أو عدد الساعات.