محمد رياض تواصل مصر جهودها الحثيثة التى لم تتوقف ابداً للتوصل لاتفاق يوقف إطلاق النار فى غزة ويسمح بدخول المساعدات وتبادل الأسرى وآخر هذه الجهود تقديم مصر كوسيط ومعها قطر والولايات المتحدة مقترحًا جديدًا يتضمن بنودًا محدّثة تتعلق بالانسحاب الإسرائيلى والإفراج عن المحتجزين لدى الجانبين. وقالت قناة «القاهرة الإخبارية» إن التعديلات فى المقترح الجديد تلقى قبولا مبدئيا بشكل كبير فيما أكد المبعوث الأمريكى لشئون الرهائن آدم بولر، أن التوصل إلى اتفاق بشأن غزة بات أقرب من أى وقت مضى. اقرأ أيضًا | «شرق أوسط» يتشكل على دماء غزة.. سلام مستحيل بين طموحات نتنياهو وتردد واشنطن وتشمل التعديلات الجديدة تغيير نطاق انسحاب الجيش الإسرائيلى من قطاع غزة خلال وقف إطلاق النار. كما تشمل وقفًا لإطلاق النار لمدة 60 يومًا وإطلاق سرح 10 محتجزين أحياء، وتسليم رفات 18 محتجزًا، والإفراج عن أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وزيادة كبيرة فى المساعدات الإنسانية إلى غزة. ويرى الوسطاء الثلاثة، أن التنازلات الأخيرة التى قدمها الطرفان التى تم دمجها فى المقترح الجديد، قد تُمكن الأطراف من التوصل إلى اتفاق قريب. وقال مسئولون إسرائيليون ومصادر مطلعة على المحادثات، إن مفاوضين من «حماس» وإسرائيل قلصّوا حجم الخلافات المتبقية خلال المحادثات التى جرت على مدى الأيام العشرة الماضية. وأشار المسئولون إلى أن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن مساحة الأراضى التى ستواصل قواتها السيطرة عليها خلال وقف إطلاق النار وكانت إسرائيل تطالب بالحفاظ على وجود عسكرى فى منطقة تمتد 5 كم شمال ممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، لكنها قلصت هذه المساحة إلى 1.5 كم، وهو أقرب لمطلب «حماس» سحب القوات الإسرائيلية للمواقع التى كانت عليها خلال الهدنة السابقة كما وافقت إسرائيل على إبقاء جيشها فى محيط لا يتجاوز كيلو مترًا واحدًا على أجزاء أخرى من الحدود مع غزة، وهو ما يقترب أيضًا من مطلب «حماس». ويتضمن المقترح المحدّث، تعديلات على نسب تبادل الأسرى. وكانت المقترحات السابقة تشمل إطلاق سراح 125 فلسطينيًا محكومًا بالسجن المؤبد و1111 فلسطينيًا اعتقلتهم القوات الإسرائيلية فى غزة بعد هجوم 7 أكتوبر 2023 وقال مسئول إسرائيلى، إن «التعديلات فى المقترح الجديد لا يتوقع أن تثير مشكلات فى المفاوضات، ومع ذلك، لا يزال يتعين على الطرفين التفاوض على أسماء الأسرى». وذكرت المصادر، أن آلية إيصال المساعدات لغزة من النقاط الخلافية القريبة من الحل، حيث طالبت «حماس» بألا يتم تسليم المساعدات عبر «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من أمريكا وإسرائيل خلال وقف إطلاق النار وذكر المسئولون الإسرائيليون، إن مفاوضات فى مصر تجرى حول كيفية مشاركة القاهرة فى إيصال المساعدات الإنسانية خلال الهدنة. وفى سياق متصل، أوضحت مصادر إسرائيلية مطلعة أن تعمق الأزمة السياسية داخل الإئتلاف الحكومى يزيد من احتمالات موافقة نتنياهو على الصفقة، فى محاولة لتعزيز موقفه ضمن حملته لإعادة انتخابه. كما أظهر استطلاع لصحيفة «معاريف» أن 44% من الإسرائيليين يرون أن استمرار العمليات العسكرية فى غزة لن يحقق أهدافه، مقابل 42% يعتقدون أن مواصلة القتال قد تؤدى لتحقيق هذه الأهداف. ويأتى هذا فى وقتٍ يواصل فيه جيش الاحتلال تصعيد عملياته العسكرية فى مختلف أنحاء قطاع غزة، حيث شنت طائراته هجمات واسعة دمّرت مربعات سكنية كاملة، فى إطار سياسة التدمير الشامل التى يتبعها الاحتلال منذ بداية العدوان.. ومن جانبها، أدانت مصر بأشد العبارات قيام جيش الاحتلال الإسرائيلى بقصف واستهداف دور العبادة فى قطاع غزة من مساجد وكنائس وآخرها كنيسة دير اللاتين فى غزة، فى جريمة جديدة وانتهاك سافر للقانون الدولى الإنسانى.