عواصم- وكالات الأنباء وسط آمال بتهدئة الأوضاع، سحبت السلطات السورية أمس كامل قواتها من محافظة السويداء بعد تكليف الفصائل الدرزية بتولى مسئولية الأمن فى إطار اتفاق لوقف الاشتباكات تم بوساطة أمريكية أعقبت ضربات إسرائيلية استهدفت القوات الحكومية فى المحافظة الجنوبية كما استهدفت القصر الرئاسى ومبنى وزارة الدفاع فى العاصمة دمشق. اقرأ أيضًا| «السويداء» مدينة شبه منكوبة والأوضاع الإنسانية كارثية | تفاصيل وأعلنت دار طائفة الدروز فى سوريا، أمس الاتفاق مع دمشق لحقن الدماء وسحب القوات الحكومية وقالت إنه تم تشكيل لجنة تقصى حقائق وتعويض المتضررين إضافة إلى تفعيل الأمن الداخلى من أبناء وضباط السويداء مع تنظيم السلاح الثقيل بالتنسيق مع وزارتى الداخلية والدفاع. وطالبت بفتح الطرق لمناطق سيطرة الأكراد، وأضافت «كنا ولا نزال داعين للسلام وبناء وطن يحكمه القانون». وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن القوات الحكومية تلقت أوامر بالانسحاب قبيل منتصف الليل وأنهت انسحابها فجرا. ونقلت الوكالة عن مدير المرصد السورى رامى عبد الرحمن قوله إن «السلطات السورية سحبت قواتها العسكرية من السويداء مقابل انتشار المقاتلين المحليين الدروز». وأوضح أن الانسحاب جاء بناء على اتفاق أمنى إسرائيلى سورى بوساطة أمريكية. اقرأ أيضًا| السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من محافظة السويداء جاء ذلك بعدما تواصل وزير الخارجية الأمريكى ماركو روبيو مع جميع الأطراف المشاركة فى الاشتباكات وقال «اتفقنا على خطوات محددة لإنهاء هذا الوضع المقلق والمروع الليلة». وشدد على أنه «سيكون من الضرورى على جميع الأطراف الالتزام بالتعهدات التى قدموها، وهذا ما نتوقعه منهم تماما». وكانت وزارة الداخلية السورية قد أعلنت التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع الشيخ يوسف الجربوع أحد أبرز 3 مرجعيات درزية فى السويداء. ويتضمن الاتفاق 14 بندًا من بينها إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فورى وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ. وفى خطاب فجر أمس، أعلن الرئيس السورى أحمد الشرع أنه قرّر تكليف فصائل محلية ورجال دين دروز «مسئولية حفظ الأمن فى السويداء» مشيرًا إلى أنّ حكومته أرسلت قواتها إلى هذه المحافظة «لوقف اقتتال اندلع بين مجموعات مسلّحة إثر خلافات قديمة». وأوضح الشرع أن القوات الحكومية نجحت فى مهمّتها لكن إسرائيل لجأت إلى «استهداف موسّع للمنشآت المدنية والحكومية لتقويض هذه الجهود ممّا أدّى لتعقيد الوضع بشكل كبير». اقرأ أيضًا| سوريا تدين العدوان الإسرائيلي على مؤسساتها الحكومية ومنشآتها المدنية في دمشق والسويداء وهدد الشرع بالدخول فى «حرب مفتوحة مع الكيان الإسرائيلي» وأشاد ب«التدخل الفعّال للوساطة الأمريكية والعربية والتركية التى أنقذت المنطقة من مصير مجهول». وأكد أن «سوريا لن تكون أبدًا مكانًا للتقسيم أو التفتيت» كما تعهد «بمحاسبة من تجاوز وأساء لأهلنا الدروز فهم جزء أصيل من نسيج هذا الوطن وفى حماية الدولة ومسئوليتها». وأوضح أن قرار الانسحاب جاء نتيجة «إدراكنا العميق بخطورة الموقف على وحدتنا الوطنية وتجنّب انزلاق البلاد إلى حرب واسعة جديدة». كانت الاشتباكات قد اندلعت فى السويداء منذ الأحد الماضى بين الدروز والبدو قبل أن تتدخل القوات الحكومية مما أسفر عن مقتل 516 شخصًا وفقًا لأحدث حصيلة للمرصد. وفى مقابلة مع القناة الثانية الإسرائيلية، أدان زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أمس استهداف القصر الرئاسى فى العاصمة السورية دمشق، أمس الأول ووصفه بأنه «تصرف متهور». وأكد أن «حماية الدروز فى سوريا أمر مهم، لكن دون استهداف القصر الرئاسى الذى «لا يخدم أهدافًا استراتيجية». كما عارض لابيد «إسقاط النظام» فى سوريا، مشددًا على أن إسرائيل «بحاجة إلى استقرار سوريا». جاء ذلك قبل ساعات من اجتماع لمجلس الأمن لمناقشة الضربات الإسرائيلية على سوريا التى ندد بها السوريون الذين خرجوا فى مظاهرات فى عدد من المدن. وقالت الخارجية الروسية إن الضربات «تشكّل انتهاكا جسيما لسيادة البلاد والقانون الدولى وتستحق إدانة قوية». ودعت الصين إلى احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها. كما أدان السكرتير العام للأمم المتحدة الغارات التصعيدية داعيًا لوقف فورى لجميع الانتهاكات لسيادة سوريا واحترام اتفاق فض الاشتباكات 1974. كما دعا لاستعادة الهدوء والتحقيق فى الانتهاكات ومحاسبة المسئولين عنها فى حين أعرب المبعوث الأممى الخاص لسوريا جير بيدرسون عن أمله فى «تهدئة حقيقية» فى السويداء معربًا عن قلقه إزاء الانتهاكات. وأكدت فرنسا دعمها لجهود استئناف الحوار وأعربت عن أملها فى التوصل لاتفاق مستدام لتعزيز الوحدة وإرساء الأمن فى سوريا.