هل كانت تحلم بمقعد فى مدرج الجامعة؟ هل تمنت بيتا صغيرا لأبيها المريض؟ أم أن حلمها كان جهاز ينصفها أمام زوج المستقبل؟ أم أن حلمها لم يكن سوى لقمة عيش تعود بها إلى إخوتها الصغار؟ فبأي ذنب قتلت؟ تسع عشرة زهرة ذبلت قبل أوانها. خرجن بحثا عن لقمة عيش بائسة لا تتجاوز 120 جنيها فى اليوم. لم يحملن سلاحا، لم يخالفن قانونا... فقط أردن أن يعملن، أردن أن يعشن بكرامة. لم يركن إلى الشكوى، ولم يسلكن طرق الحرام، بل مضين خلف لقمة ولكن الطريق قتل أحلامهن. سيارة حملتهن لا تعرف الرحمة، وطريق سلكنه لم يعرف الأمان. فبأى ذنب قتلن؟ هل لأنهن بنات أسر سحق الفقر أحلامها، وقادتها الحاجة إلى طريق الموت؟ ماتت البنات، ولكن دماءهن ستظل تلاحقنا..فبأى ذنب قتلن؟ لابد من تحقيق موسع حول حالة الطريق الذى يسحق الأحلام ويتسبب فى كوارث يومية، وقتلى قد يتجاوزون قتلى الحروب. ولماذا يظل هذا الطريق تحت الصيانة لأكثر من عام رغم رصد أكثر من مليار جنيه لرفع كفاءته؟ لماذا لا يتم إنارة الطريق والبحث عن بدائل حتى تنتهى هذه الصيانة ؟ ومن الذى استلمه أساسا بهذه الحالة المتردية قبل 8 سنوات؟ ، أيضا لابد أن نبحث عن الحالة التى دفعت هؤلاء البنات إلى هذه المهنة بدلا من التفرغ لدراستهن وأحلامهن كغيرهن. ولماذا لم تخصص لهن المبالغ التى تصرف لذويهن بعد مقتلهن كتعويض؟ لماذا لم تصرف لهن من الأساس لرفع مستوى معيشتهن، قبل أن يصلن إلى أهلهن فى أكفان؟ للأسف، أصبح بعض المسئولين لا يرون فى هذه الحوادث سوى أرقام... لا حياة فيها ولا أحلام.