من الخطأ أن يبنى «البعض» حساباته على أن الفلسطينيين فى «مأزق كبير» ولهذا سيقبلون بما تفرضه دولة الإحتلال الإسرائيلى ومن يدعمها.!! صحيح أن الشعب الفلسطينى كله يعيش مأساة مروعة فى ظل حرب إبادة شاملة فى غزة وعربدة صهيونية فى القدس والضفة، لكنهم صامدون على أرضهم ومتمسكون بحقوقهم المشروعة، وأولها حقهم فى تحرير وطنهم وإقامة دولتهم وتقرير مصيرهم بإرادتهم وحدها. والعالم كله الآن يعرف الحقائق ويدين المجازر الوحشية ويقر بالحق الفلسطينى.. ولو متأخراً وبطيئاً حتى الآن.!! والحقيقة أن العدو الإسرائيلى يعيش فى مأزق أكبر، مهما قتل ودَّمر وتوهم أن القوة الغاشمة يمكن أن تحمى عدوانه وتُخفى جرائمه للأبد.!! لقد سقطت كل الأكاذيب الإسرائيلية التى خدعت العالم لسنوات طويلة. تحولت إسرائيل إلى «دولة منبوذة»يحكمها مُجرمو حرب مطلوبون للعدالة الدولية، وانكشفت الجرائم النازية التى وصلت صورتها للعالم، رغم الحصار الإعلامى الذى فرضه جيش الاحتلال، ليمنع الحقيقة أن تصل. عرفت شعوب العالم كلها أنها أمام حرب إبادة يُقتل فيها أطفال فلسطين «كهواية» لجنود جيش الاحتلال، ويستخدم فيها الطعام كسلاح عسكرى، ويهدد فيها حكام إسرائيل باستخدام القنبلة النووية للإبادة الجماعية فى غزة. الدولة المنبوذة من العالم تواجه الآن ما كانت تخشاه.. خرج العالم عن الصمت الملعون على جرائم إسرائيل التى لم يعد ممكناً احتمالها. أقرب الدول الصديقة فى أوروبا والعالم، تتجه الآن إلى فرض العقوبات وفض الشراكة مع الكيان الصهونى. جامعات العالم بدأت تقاطع، وشعوب العالم تضغط لمنع السلاح عن دولة هواية جنودها هى قتل الأطفال، ومهمة حكامها هى الإبادة والتهجير القسرى وقطع الطريق على كل محاولات إنهاء المذابح وإيقاف الحروب. والدولة المنبوذة تواجه حكومتها فى الداخل مأزقاً أكبر وانقساماً مجتمعياً خطيراً، ورفضاً لاستمرار حرب لا هدف لها إلا بقاء نتنياهو فى الحكم، وصراعاً عنيفاً مع كل مؤسسات الدولة، بما فيها المؤسسات القضائية والعسكرية، ومخاطر من انهيار اقتصاد لم يعد يتحمل أعباء جنون الحرب عند حاكميه، ولن يصمد طويلاً إذا تم تفعيل العقوبات الرادعة من دول العالم، وهو ما ستواجهه الدولة المنبوذة حتماً مع استمرارها فى حرب الإبادة وجنون التوسع الصهيونى. الغالبية العظمى من الإسرائيليين يدركون أن نتنياهو يقودهم إلى كارثة عُظمى، لكن المأزق هناك أن نتنياهو لا يهمه إلا دعم بن غفير وسيموتريتش، ولن يتوقف إلا إذا توقفت إمدادات السلاح وعرف أن الدولة المنبوذة لن تجد من يساعدها على ارتكاب جرائمها، ثم يحميها من العقاب.!!