لم يقل عضو «الكنيست» الإسرائيلى مائير جولان إلا ما يقوله العالم كله، لكنه تحول إلى هدف مستباح من كل إسرائيل.. بحكومتها ومعارضتها معاً!!.. قال جولان - إسرائيل تتجه لأن تصبح دولة منبوذة بين الأمم. وأن الدولة الطبيعية لاتخوض حرباً ضد مدنيين، ولاتقتل الأطفال كهواية، ولا تضع لنفسها هدفاً مثل التهجير القسرى للسكان!!.. ليكون الرد الفورى هو عاصفة من الاتهامات بالخيانة وطعن الجيش الإسرائيلى فى ظهره، والتشكيك فى شرعية حرب الإبادة!! ولتتبارى أصوات نتنياهو وحلفائه فى حكومة الارهاب مع أصوات المعارضين أمثال لابيد وجانتس وبينيت فى المطالبة بمعاقبة جولان وإبعاده عن الحياة السياسية وربما فصله فوراً من عضوية البرلمان الحالي!! والحقيقة أنهم يعرفون جيداً أن إسرائيل قد أصبحت بالفعل دولة منبوذة، لكنهم لايريدون الإقرار بذلك!! يترافق الأمر مع اجتماع للاتحاد الأوروبى يبحث فيه فرض عقوبات على إسرائيل، وتصدر فرنسا والمانيا وكندا بياناً غير مسبوق تطلب انهاء الحرب وادخال كل المساعدات وايقاف الاستيطان فى الضفة الغربية أو فلتستعد إسرائيل للعقوبات الرادعة، ويحاول نتنياهو وحكومته الارهابية المراوغة كالعادة بقرار مفضوح لإدخال بضع شاحنات من المساعدات «وصفتها الأممالمتحدة بأنها قطرة فى بحر ما هو مطلوب لتوفير الحد الادنى للحياة» ثم يبرر ذلك لانصاره بأنه يفعل ذلك لكى يستمر فى حرب الإبادة ومخطط التهجير القسري!! حالة »الهوس اليمينى» التى تجتاح إسرائيل تسير من سييء إلى أسوأ قد يكون للعاصفة السياسية الجديدة حول تصريحات جولان أسبابها الحزبية أو العقائدية.. لكن الخطير هو أنها تكشف مرة أخرى «ولن تكون الأخيرة» عن مجتمع فاشى يقوده مجرمو الحرب نحو الكارثة.. مجتمع لايريد أن يسمع صوتاً يشير الى جرائمه النازية أو يطالبه بوقف قتل الاطفال وقصف المدنيين وتدمير المستشفيات وفرض حصار الجوع على شعب بأكمله مجتمع يتسابق فيه نتنياهو وحكومته مع أغلب «المعارضين»فى التوجه إلى التطرف والكراهية وتأييد حرب الإبادة ضد الفلسطينيين وإن اختلفوا فى التفاصيل!! مشكلتهم الأكبر أن كل الاقنعة الزائفة قد سقطت عن وجه إسرائيل، ليبقى الوجه الحقيقى لكيان عنصرى فاشى ينتهك القوانين ويدوس على الشرعية ويرتكب أبشع الجرائم النازية.. ثم يدعّى أن العالم يضطهده لأنه يطلب منه التوقف عن جرائمه، ولا يطيق صوتاً واحداً يذكره بالحقيقة ويقول له: نحن نقتل الأطفال كهواية.. ربما لأنه واثق أنه! يقتلهم باحتراف!!