منذ النكبة الفلسطينية فى عام 1948 وما جرى فيها من قتل ومذابح وتشريد وتهجير قسرى على يد الإرهابيين الصهاينة، كان الصراع القائم بين العرب بصفة عامة والشعب الفلسطينى على وجه الخصوص، وبين الكيان الصهيونى المحتل صراعاً بين إرادتين. إرادة فلسطينية تقاوم للدفاع عن وجودها، وحقها المشروع فى العيش فى أمان وسلام على أرضها ووطنها وداخل دولتها المستقلة وذات السيادة،..، وإرادة صهيونية إرهابية تسعى بكل السبل العدوانية والإجرامية لابتلاع الأرض الفلسطينية، والاستحواذ على كل الأرض وإجبار الشعب الفلسطينى على ترك أرضه والتخلى عن وطنه، مستخدما كل الوسائل والأساليب اللاإنسانية لتحقيق ذلك. وعلى طول السنوات السابقة التى تلت النكبة وبدء الصراع العربى الإسرائيلى فى منتصف القرن الماضى، بعد تمكن الاستعمار البريطانى متحالفا مع القوى الغربية بصفة عامة والولاياتالمتحدة على وجه الخصوص، من زرع الكيان الصهيونى كغرس شيطانى فى قلب الجسد العربى على حساب فلسطين كى يفصل عضويا وجغرافيا بين جناحى العالم العربى فى المشرق والمغرب،..، ظل الصراع قائما بين الإرادتين. وخلال تلك السنوات منذ النكبة وحتى اليوم والتى قاربت على الثمانين عاما، شهدت المنطقة العربية العديد من المحاولات الإسرائيلية للتمدد والسيطرة على أجزاء من الأراضى للدول العربية المجاورة لفلسطين، سواء فى مصر أو سوريا أو لبنان أو الأردن. كما شهدت المنطقة العديد من الاعتداءات الإسرائيلية على الدول العربية فى أعوام «1953» و«1956» و«1967» ،..، ثم حرب «1973» التى وضعت حدا للصلف والغرور الإسرائيلى، واضطرتها إلى الانسحاب من كل الأراضى التى كانت قد احتلتها من مصر، والرضوخ لسلام فى إطار الاتفاق بين الطرفين المصرى والإسرائيلى، وتوقيع معاهدة السلام بينهما، التى ظلت سارية ومعمولا بها حتى اليوم. ولكن ها هى إسرائيل تحاول اليوم وبعد ما يزيد على الخمسة والأربعين عاما على اتفاقية السلام، السعى للاستيلاء على كل الأراضى الفلسطينية، وذلك بطرد وتهجير الفلسطينيين من أرضهم ووطنهم، بدعم ومساندة الولاياتالمتحدةالأمريكية،..، وهو ما تتصدى له مصر والدول العربية حاليا، كما تتصدى له كل الشعوب العربية دفاعا عن الشعب الفلسطينى وحقوقه المشروعة فى إقامة دولته المستقلة فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية.