تخطو نحو أهدافها بخطوات ثابتة، وتتمتع بمواهب فنية كثيرة، ولها طلة مختلفة على الشاشة، وسلاسة في قراءة الأخبار، وقفت أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين، وقدمت أهم التغطيات، نتحدث عن المذيعة حور محمد، واحدة من نجمات شاشة "إكسترا نيوز".. في السطور التالية تتحدث حور عن تجربتها مع الإعلام والقنوات الإخبارية ومسيرتها الإعلامية وأصعب المواقف التي واجهتها.. في البداية.. حدثينا عن طفولتك؟ منحني الله مواهب متعددة، فأنا تلك الفتاة التي كانت تلعب وترسم وتغني وتقلد الفنانين والمذيعين وتمثل مع دُماها، واتذكر في سن الثانية عشر عرض مخرج كبير على والدي حينها أن أمثل وانضم لفرق المواهب في الإذاعة والتليفزيون، لكن والدي رفض بشكل قاطع لخوفه الشديد علي . من الفنانة التي كانت مثلك الأعلى؟ القديرة صفاء أبو السعود، كنت أعتقد أنني سأكون مثلها مذيعة تغني وتمثل على المسرح، وأكتشفت بعد ذلك إنها خريجة المعهد العالي للسينما، وبالتأكيد كان والدي سيعارض دخولي مجال التمثيل، لكن هي ظلت بابتسامتها وحضورها على المسرح وروحها وبساطتها في اللقاءات كمذيعة مثل أطمح ما له. متى اكتشفت موهبتك في الغناء؟ الغناء وأنا صغيرة كان يأخذ دائماً النصيب الأكبر من وقتي فأصبح هوايتي ومصدر متعتي فتدربت على الغناء وكنت اشترك في الكورال في المدرسة والجامعة وأهرب من الحصص في غرفة الموسيقى كما اشتركت في الإذاعة المدرسية .. متى بدأ شغفك للعمل الإعلامي؟ حبي للعمل الإعلامي جاء من حبي للغة العربية، والسبب أيضاً الغناء، لأنني تربيت على أغنيات أم كلثوم وفيروز ومحمد عبد الوهاب وعبد الحليم حافظ، فكنت أكتبها وأبحث عن معاني الكلمات الصعبة، إلى جانب حفظي للقرآن الكريم واستماعي للإنشاد من الشيوخ محمد عمران والهلباوي وكثير من المبتهلين، ثم حبي للقراءة جعلني أقوم بتلخيص الكتب أو أكتب محاور لها، وفي الحصص الاحتياطي كنت اجمع زملائي وكأنني مذيعة أقدم لهم مادة إعلامية من محاور الكتاب الذي قرأته، وحتى الآن احتفظ بهذه الملخصات، كذلك كنت أتابع البرامج الإخبارية وبرامج التوك شو مع والدي . وماذا عن الدراسة؟ تخرجت من كلية الإعلام جامعة القاهرة، وبدأت التدريب في الصحافة بقسم الحوادث، ثم في مجلات متخصصة، ثم مراسلة تحت التدريب في قناة "سكاي نيوز عربية"، تحت إدارة الأستاذ الكبير سمير عمر، في مكتب القاهرة، وكانت في فترة ثورة يناير وما بعدها، وتعلمت كتابة الإسكريبت وتحرير الأخبار وإعادة صياغتها تلفزيونياً من هذا التوقيت، وأحببت كثيرا العمل الإخباري، ورأيته يتناسب مع شخصيتي، فأنا لمن يعرفني شخصياً يلاحظ أنني شخص كلاسيكية أحب الهدوء. باللغة العربية وحتى على مستوى المظهر الخارجي إميل للبساطة والالوان المريحة .. ماذا عن رحلتك بعد الدراسة؟ تدربت في أكثر من مكان، وفي العديد من القنوات الإخبارية العربية والمصرية، إلى جانب تقديمي لعدد من الحلقات في الإذاعة، منها تمثيلي ومنها ثقافي، وعززت ذلك بدورات تدريبية على يد أساتذة كبار، ثم عملت لمدة عامين في جريدة "اليوم السابع"، وانطلقت بي وبزملائي حينها فكرة التغطيات الديجيتال. كيف رأيت انضمامك بعد ذلك لقناة "إكسترا نيوز"؟ الإنطلاقة الحقيقية لي وحلمي الذي تحقق بالتأكيد هو انضمامي كمذيعة لشاشة "إكسترا نيوز"، التي تضم نخبة كبيرة من الإعلاميين الكبار وزملاء مجتهدين جداً، وكذلك مع شركة كبيرة تقدر العمل الإعلامي كالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، صاحبة الرؤية في دعم شباب إعلاميين والحرص على تدريبهم وتأهيلهم بشكل مستمر للعمل الإعلامي. كمذيعة أخبار.. ما أصعب لحظات الهواء؟ حرب غزة، حيث المجازر والجرائم الوحشية، وصور وفيديوهات كنت أشاهدها تحرق القلب لأطفال ونساء أشلاء، ويجب علينا أن نشاهدها ثم نظهر بمنتهى الثبات، لأنه ليس من المهنية أن نتأثر، فمذيع الأخبار لابد أن يجنب مشاعره وهو ينقل الخبر، فهو بالنسبة للمشاهد مصدر المعلومة. لكن سبق وأن بكيت على الهواء.. ما تعليقك؟ بكيت وقت تغطية الطفل ريان الذي وقع في البئر بالمغرب، لكن "اليوم السابع" موقع له طبيعة خاصة قريبة جداً من المتابعين، جعلت هناك نوع من العفوية والحميمية بينه كموقع إخباري بعض الشيء.. وبالتأكيد ألوم نفسي على البكاء لأنني من مدرسة تقدس ضوابط العمل الإعلامي، لكن كلنا في النهاية بشر والنص الذي قرأته كتبته بكل ما في، فكان إنساني بدرجة كبيرة، وتخيلت الطفل أخي الصغير أو أبني، لذلك لم اتمالك نفسي، إلى جانب أنني كنت أظن أنها مسجلة، لكن فوجئت أنني على الهواء، وحدثت ردود أفعال كبيرة جداً في الوطن العربي عن الفيديو. هل هناك تغطيات مهمة تعتزين بتقديمها على الهواء؟ من الصعب ذكر تغطيات أهم من أخرى، لأن كل كلمة أو موضوع له أهميته بالنسبة للمشاهد المصري، سواء بالحديث عن الشأن المحلي أو الدولي، أما على مستوى حلمي الذي تحقق بالتأكيد، فهو اختياري لتقديم حدث مهم أمام السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ففي مثل هذه الأيام العام الماضي تم اختياري لتقديم افتتاح المرحلة الأولى لمشروع "مستقبل مصر" بحضور وتشريف سيادته، وما إن مر عام على هذه الاحتفالية، مَنَ عليا الله مرة أخرى بتقديمي احتفالية عيد العمال لهذا العام بحضور سيادة الرئيس السيسي وتشريفه، كذلك تم اختياري كموفدة ل"إكسترا نيوز" لتغطية قمة "بريكس" العام الماضي بروسيا، حيث كانت تشارك مصر في القمة للمرة الأولى بعد انضمامها للمجموعة. ما سبب حبك للأداء الصوتي؟ بدأت رحلتي في الأداء الصوتي مع القراءة، وأنا أعشق القراءة جداً، وكنت أقرأ بصوت مسموع لأصدقائي، ثم تطور الأمر، وكانت لي تجربة في قراءة الكتب المسموعة عبر أحد التطبيقات، ثم تقارير التعليق الصوتي كعمل حر، ثم كانت لي تجربة في قراءة المناهج الدراسية للمكفوفين في جميع المراحل، ثم عدة تجارب في الدوبلاج، وحبي للأداء الصوتي بدأ من الإذاعة التي تربيت عليها، والتي تطلق لخيالك صنع المشهد الذي تسمعه بالألوان. اقرأ أيضا: إنچي طاهر : أعيش أصعب لحظاتى على الشاشة مع حرب غزة l حوار إلى أي مدرسة إعلامية تنتمين؟ إلى المدرسة المصرية، فمصر لها الريادة في المجال الإعلامي، وأقصد هنا كل ما هو مسموع أو مرئي أو مقروء، سواء قدم على شكل عمل فني أفلام مسلسلات مسرحيات أغاني أو على شكل إنتاج برامجي بأشكاله المختلفة، إجتماعية، سياسية، ثقافية وترفيهية، أو عمل صحفي أدبي، فكل ذلك في النهاية تحت مظلة الإعلام، ومن ينكر أن مصر هي الأصل في كل ذلك، ولها الريادة. لو لم تكن إعلامية لكنت.. أنا الآن مذيعة أخبار اجتهد في هذه الخطوة بكل ما أتيت من شغف وحب وقدرة على أن أكون جديرة بها، أما الغد فهو ملك الله. ما مواصفات فارس أحلامك؟ سؤال صعب، فكلما كبرت يعلو سقف الطموح، لكن ما أومن به بالتأكيد هو رفيق الروح من أنس روحه وعشرته ..والحب بالنسبة لي ليس مجموعة مواصفات، ولو كان الأمر هكذا لكان الاختيار سهل ..وأعلم أنني اخترت الأصعب لكنه ليس مستحيل . من الشخصية الملهمة في حياتك؟ كل شخص له تجربة حقيقية هو بطلها يستطيع أن يأثر في، هو ملهم، فهناك الكثير من الشخصيات الملهمة حولنا كلما استمعت لقصتهم وكفاحهم أوقدوا بداخلي لهيب الشغف من جديد. من أكثر شخص ساعدك في مشوارك المهني؟ دعيني لا أذكر أسماء حتى لا تخونني الذاكرة، لكن كل من سبقونا في هذه المهنة من قامات إعلامية كبيرة، وكل من علمني حرف، هو صاحب فضل، وكل من منحني فرص، وكل من قدم لي الدعم بأي شكل في حياتي المهنية حتى الآن، أنا مدينة لهم جميعاً بالفضل، وأعتبر نفسي "أعيش في خيرهم ."