لن أتحدث عن الآلام والصعاب لكى أصدر الطاقة الإيجابية والأمل لمن يقرأ هذا الحوار.. بهذه الكلمات الرقيقة بدأت واختتمت المذيعة إنچي طاهر حوارها مع أخبار النجوم الذي تحدثت خلاله عن حياتها المهنية والشخصية بكل وضوح وصراحة، كما وضحت موقفها من عمليات التجميل، وكيف بدأت عملها في مجال الإعلام، والمهن التى امتهنتها قبل ذلك، وتؤكد لنا إجاباتها أننا أمام مذيعة مثقفة متعلمة متمكنة من أدواتها، وخبراتها طويلة وكثيفة فى هذا المجال. في البداية، حديثنا عن طفولتك ؟ كانت طفولة مليئة بالتفاصيل.. تعلمت اللغات والموسيقى والرياضة والرسم منذ الرابعة من عمري، أمي ضحت بمنصبها في شركة أجنبية عملاقة لتعطينا كل وقتها وطاقتها، كانت تتحمل مسئوليتنا وحدها بحكم عمل أبي الذي تحمل الغربة في عمله بالطيران. فهي بطلتي وقدوتي في تربيتي لأبنائي وفي نجاحي العملي. ما هو أول درس علمته لك الحياة ؟ عرفت الفقد لأول مرة عندما توفيت صديقتي وأنا في الثالثة عشر من عمري، وهو ما علمني حتى اليوم أن أقدس كل لحظة أقضيها مع الأصدقاء الحقيقيين، وأن أعرف دائما قيمتهم في حياتي. وماذا عن دراستك؟ درست في مدارس فرنسية وفي طفولتي تنقلت بين 3 مدارس مختلفة، ثم اخترت كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الفرنسية بجامعة القاهرة بشراكة جامعة سوربون، تعلمت فيها الطموح والعمل الميداني وألا أفعل إلا ما أحبه وأؤمن به فقط، كانت المواد التي أكرهها بالكاد أنجح فيها ولكن المواد التي أحبها أحصل فيها على امتياز. متى بدأ شغفك بالعمل الإعلامي؟ في مرحلة الثانوية، عندما كنت أنا وأصدقائي يفكر كل منا ماذا يريد أن يعمل عندما يكبر، كنت دائما ما أقول أنني سأعمل إعلامية.. ولكني اعتبرته مجرد حلم غير واقعي ولم أحاول مرة دخول هذا المجال، ولكني تعلمت أصول التقديم على المسرح أمام آلاف الأشخاص في عدد من المناسبات وقت الجامعة، وكانت تلك أحب اللحظات إلى قلبي، وفي مشروع تخرجي اخترت تحليل تأثير الإعلام على الرأي العام في الفترات السياسية الاستثنائية. هل عملت في مجالات أخرى قبل دخول مجال الإعلام؟ عملت منذ أن كنت طالبة جامعية وبعد التخرج في عدة أماكن، منها مراكز بحثية ومنظمات حقوقية والمكتب الإعلامي للأمم المتحدة، والفريق الإعلامي لهيئة الأممالمتحدة للمرأة، وبعثة الاتحاد الأوروبي لمتابعة الانتخابات، والمركز المصري للدراسات الأمنية. كيف جاء عملك فى المجال الإعلامي؟ كنت أقدم مؤتمرا للمركز الذي كنت أعمل به أمام عدد من المسئولين والإعلاميين والفنانين، فلاحظتني الإعلامية الشهيرة د. نائلة عمارة وقالت لي إن قناة إخبارية كبرى يتم الإعداد لها ويبحثون عن شباب مثلك، ونصحتني أن أرسل لهم سيرتي الذاتية، وفعلت ذلك بدعم وتشجيع من مدير المركز وقتها اللواء عبد الحميد خيرت الذي كان أباً داعماً، وإلى يومنا هذا مكانته عندي و الأثر الذي تركه في حياتي لا يمكنني وصفهما. ما هى القناة الإخبارية التى بدأت منها المشوار ؟ بعد سلسلة من الامتحانات الكتابية والشفهية واختبارات الكاميرا لأكثر من 600 متقدم، تم قبولي في "دي إم سي" وتلقيت تدريباً مكثفاً هناك لعامين على الإلقاء واللغة العربية ولغة الجسد وتنظيم الصوت والتنفس وإدارة الحوار. ماذا عن خطواتك المهنية بعد ذلك ؟ أثناء عملي في "دي إم سي"، أقمت عددا من الحوارات مع رؤساء وسفراء و وزراء، وقدمت برنامجًا للصحافة، إلى جانب تغطيتي لمهرجان الأقصر للسينما، ثم بعد 3 سنوات انتقلت إلى قناة "اكسترا نيوز"، حيث سافرت لتغطية مجموعة العشرين في ألمانيا في عام 2019 ، ثم عدت لأقدم الجولة التحليلية بالقناة لأبرز القضايا المحلية والعالمية، إلى جانب النشرات الإخبارية، ثم قدمت برنامجا اجتماعيا "أصالة زمان"، مرورا ببرنامج "مصر أفريقيا"، ثم مؤخراً برنامج "مال وأعمال". حدثينا عن ظهورك فى "اكسترا نيوز" حاليا ؟ حالياً أتشرف بكوني مذيعة أخبار رئيسية ومقدمة برنامج الاقتصاد "مال وأعمال" على القناة التي يتابعها المواطن المصري باهتمام، وسافرت معها لتغطية عدد من المحافل الدولية، وقمت بإجراء حوارات مع شخصيات بارزة من وزراء وسفراء وشخصيات مؤثرة أثرت سيرتي الذاتية، وأنا متحمسة للخطط الطموحة لتطوير القناة أكثر في الفترة القادمة. بدايتك كمذيعة نشرة، هل كان برغبتك ؟ نعم، فأنا بحكم عملي قبل دخول الإعلام كنت شديدة المتابعة للأخبار، هذا إلى جانب حبي للغة العربية والموضوعات السياسية والاقتصادية. ما هى نوعية البرامج التى تتمنى تقديمها ؟ في الحقيقة أنا في هذا العمل لأني أحب كل ما فيه من كل قلبي، أحب مناقشة الموضوعات السياسية، والاقتصادية، والعسكرية، والاجتماعية والثقافية، وعملت بالفعل فيها كلها، وأستمتع بكل لحظة لي على الشاشة. هل المظهر والجمال عنصر مهم للمذيع ؟ بالتأكيد مهم أن يكون المذيع حسن المظهر ومُشَرِّف ومهتم بإطلالته.. فلا يمكن أن يستقبل الشخص ضيفا في بيته أو يحل ضيفا على أحد وهو غير مهندم أو بملابس المنزل مثلا، فما بالك بالمُشاهد الذي يقتطع من وقته في يومه المشغول ليدخلنا ضيوفاً عليه في بيته.. فهذا أبسط مظاهر احترامنا له. ولكن الأهم هو الثقافة واللغة الصحيحة والثبات الانفعالي ولغة الحوار.. فمن دونها حتى ملكة الجمال ستفشل في أن تصبح إعلامية مؤثرة وتفشل في إيصال أي رسالة للمجتمع، وستهدر وقت المشاهد وتعب فريق عملها.. فالذي يستند على المظهر وحده قد يأخذ نصيبه من الشهرة لفترة ثم يختفي ولن يتذكره أحد. ما هى أهم التغطيات التى قمت بها و تعتبرينها محطة مهمة فى حياتك المهنية ؟ قدمت مع "اكسترا نيوز" عدة تغطيات خاصة لعدد من المحافل الدولية، مثل قمة العشرين 2019 ببرلين، وإعلان انضمام مصر لبريكس 2023 بجوهانسبرج، وقمة العشرين 2023 بنيو دلهي، والقمة العربية الطارئة 2024 بالرياض.. هذا إلى جانب تغطيات مطولة لعدة ساعات على الهواء التي كانت الأكثر إثارة وحركة، لإحساسي أني جزء من الحدث لحظة بلحظة، ولكن المحطة الأقرب إلى قلبي عندما قدمت بافتتاح معرض مصر الدولي للطيران في نسخته الأولى والعرض الجوي الدولي بحضور الرئيس السيسي في سبتمبر 2024 بالعلمين، فكانت تجربة فريدة بالنسبة لي لا تشبه أي شيءٍ آخر. ما هي أصعب لحظات الهواء التى لا يمكن نسيانها ؟ لحظة وفاة الطفل ريان في بئر المغرب، كنت على الهواء في تغطية محاولات إنقاذه لعدة ساعات، وعشت مع أسرته لحظات الأمل والخوف، ثم فطر قلبي عندما وصلني الخبر على الهواء، ولكن الأصعب هي اللحظات التي أعيشها على الهواء منذ عام ونصف وأنا أنقل أخبار الحرب الظالمة على غزة وأنا أرى كل هؤلاء الأطفال في أكفانهم والآباء والأمهات الثكالى يبكونهم.. فهذا اختبار أمر به كل يوم منذ عام ونصف حتى أتماسك على الهواء، ولم أعتد المشهد ولن أعتاده.. وأتمنى ألا يعتاده المشاهدون أبدا، فلا نألف مصاب إخوتنا لحين ينهي الله هذا الألم. هل لديك أحلام تتمنين تحقيقها فى هذا المجال ؟ أهم ما أتمنى تحقيقه هو أن أكون مؤثرة في المجتمع بقدر استطاعتي.. أن يخرج من يتابعني بمعلومة تضيف له، برؤية تحليلية لما يحدث حوله، أو أن يتعرف على شيء جديد يلهمه في عمله وأن أنجز ما يجعلني يوماً ما مصدر إلهام للشباب ممن لديهم نفس الحلم. لأي مدرسة إعلامية تنتمي ؟ بدون أي كلام معقد وعلمي، مدرسة احترام المشاهد.. فأنا أذاكر وأتابع وأقوم بأبحاثي قبل كل هواء كأنه أول هواء لي، حتى يجد المشاهد ما يبحث عنه من معلومة سليمة وذات إضافة وليس كلاما مرسلاً، وأتعامل مع الضيف كأنه ضيف شخصي لي أقدم له كل الاحترام وحين أختلف معه أختلف بكل مهنية واحترام. بعيدا عن الإعلام ماذا كنت تتمنين ؟ سيدة أعمال وفارسة محترفة. ماذا عن حياتك الشخصية ؟ هي مهمة ليست سهلة على الإطلاق، وثمنها باهظ جدا خاصة وأن طبيعة عملنا فيها قدر كبير من المفاجآت والمواعيد التي تتعارض أحيانا مع حياة أسرنا، ولكني أبذل كل ما عندي من طاقة لتحقيق هذا التوازن قدر المستطاع، ودائماً ما تأتي عائلتي أولاً، ولو لم أكن أحظى بدعم من زوجي وعائلتي لما استطعت تحقيق هذا التوازن.. وأي نجاح أقوم به في عملي فإني أقوم به من أجلهم.. وأنا مقتنعة أن الله يوفق الشخص الطموح صاحب المبادئ ويعينه على ما يواجهه من تحديات. من هي الشخصية الملهمة فى حياتك ؟ أمي، لطالما كانت الملهمة الأولى في كل شيء، فقد كانت ناجحة في عملها، ناجحة في تربيتها لأبنائها ومؤثرة على كل من في حياتها، هي معنى القوة التي لا سقف لها، والتضحية التي لا تنضب أبدا. هل سبق وخضعتي لعمليات تجميل ؟ لم أقم بأي منها سابقا، ولكن ليس لدي أي موقف خاص تجاهها، فكل شخص له مطلق الحرية وله اعتبارات نفسية ومعنوية خاصة به تحركه.. أنا فقط لست مهتمة بأن أكون كاملة، وأحب الصورة التي اختارها الله لي، ولدي تصالح مع أي عيوب لدي، وقناعة أنها ستظل أجمل من أي تدخل بشري. أخيرا، ما هى هواياتك ؟ ركوب الخيل، وعزف البيانو.. ولكن الوقت والمسئوليات لا تسمح بلعب كل الأدوار في وقت واحد، ولكني أحاول أن أخطف فرصاً بين الحين والآخر لهذه الهوايات لإعادة "شحن" معنوياتي وسلامي النفسي حتى أستطيع أن أواصل الحياة التي لم أذكر في هذا الحوار متاعبها وتحدياتها وآلامها، في محاولة لتصدير الطاقة الإيجابية والأمل فقط لمن يقرأ. اقرأ أيضا: محمود سعد يكشف سبب عدم الحديث مع أبناء محمود عبد العزيز