تعد القيادة الآمنة الهدف الأكبر الذي يصبو إليه قائدي السيارات بل هى شغلهم الشاغل، وتحديدًا خلال شهر رمضان المعظم الذي يتعرضون خلاله إلى بعض الإرهاق والإجهاد، جراء القيادة أثناء الصوم ولاسيما أثناء السفر وقطع المسافات الطويلة. في البداية أكد الدكتور مجدى نزيه، استشارى التثقيف والإعلام الغذائي، أنه ينبغى على قائدى السيارات خلال صوم شهر رمضان الكريم اتباع بعض الإرشادات المهمة من أجل توفير قيادة آمنة لهم ولذويهم أو من معهم من الركاب، ومن بينها: الابتعاد تمامًا عن تناول الأطعمة أو الأغذية المركبة كالمعلبات واللحوم المصنعة وكذلك المشروبات والعصائر المعلبة والمياه الغازية التى تحتوى على مركبات كميائية خطيرة تحدث خللًا بالجهاز العصبي والجسم كله. ◄ الخبراء يحددون ل«أخبار السيارات» أهم النصائح لقيادة آمنة خلال شهر رمضان ◄ الابتعاد عن المعلبات واللحوم المصنعة.. وتجنب الأملاح الزائدة على السحور كما يجب أن تخلو وجبة السحور من الأغذية التي تحتوى على الأملاح الزائدة والمواد والتوابل الحريفة، فيما يفضل تناول الألبان المُتخمرة مثل الزبادي واللبن الرايب، مشددًا على أن التغذية السليمة ضرورية للغاية من أجل الحفاظ على الصحة العامة للإنسان، والتي تقوم على مبدأ عدم الإفراط وأيضًا عدم التفريط. ◄ نصائح وإرشادات وأوضح نزيه، أنه يجب التركيز على احتياجات الجسم اللازمة من الماء أثناء وجبة السحور، لأن نقص الماء يؤدي بدوره إلى وجود خلل بكافة الوظائف الحيوية به، كما يؤدى إلى فشل جميع وسائل الاتصال بالجسم الذى يحتاجها قائد السيارة، مشيرًا إلى ضرورة تناول كوب ماء كل ساعة بدءًا من توقيت الإفطار عقب آذان المغرب وحتى موعد وجبة السحور فجرًا، مؤكدًا أن الجفاف يجعل الإنسان يشعر وكأنه غائبًا عن الوعى وفاقدًا للتركيز، الأمر الذى يتعارض تمامًا معوقيادة السيارة، مشيرًا إلى أن فقد الإنسان لنحو 2 % من سوائل الجسم يفقده التركيز فى حين أن القيادة تتطلب التركيز التام، بينما فقده لنحو 10 % من سوائل الجسم تفقده الحياة برمتها، نظرًا لأن جسم الإنسان يحتوى على 70% من الماء. ◄ اقرأ أيضًا | سيارة لامبورچيني جالاردو ريستومود.. تصميم كلاسيكي بروح عصرية ◄ مرضى الصدر من جانبه، أوضح الدكتور أيمن أحمد، استشارى الأمراض الصدرية، أنه لا يوجد أى تعارضًا بين تناول أدوية الصدر وقيادة السيارة بوجه عام، كما أنه لا يوجد أيضًا ما يحول بين مرضى الصدر وبين قيادة السيارة أثناء الصوم، مشيرًا إلى أن الأدوية المستخدمة فى علاج أمراض الصدر ليست لها أى تأثير على قائد السيارة، بينما توجد أدوية أخرى لها تأثيرًا مباشرًا عليه منها أدوية الأمراض النفسية والعصبية وكذا المهدئات، والتى تؤدى بدورها إلى حدوث خمول وضعف فى التركيز والشعور بالنعاس، لذا يمنع تمامًا تناول تلك النوعية من الأدوية أثناء قيادة السيارة. ◄ مرضى الباطنة والسكر وأوضح الدكتور أحمد عبد السلام، استشارى الأمراض الباطنية والسكر، أن هناك بعض الأدوية التى يؤثر تناولها على قائد السيارة منها أدوية الحساسية لأنها تسبب النعاس له، لاسيما الأدوية المعتادة والمتعارف عليها على سبيل المثال لا الحصر: "آنا لارج" و"آفيل" و"آتاركس" لذا لا يسمح بتناولها أثناء أو قبل القيادة حيث تفقد السائق قدرته على اليقظة والتركيز التام، بينما لا يؤثر تناول أدوية الحساسية الحديثة مثل: "تلفاست" و"كلاريتين" على قائد السيارة كونهما لا يسببا النعاس، وبالتالى يسمح بتناولهما أثناء القيادة. كما أشار عبد السلام، إلى أن أدوية "الأنفلونزا" وبعض أدوية السعال تسبب النعاس وتقلل من التركيز بشكل كبير حيث تحتوى على مادة مضادة للحساسية، وبالتالى لا يسمح بتناولها قبل القيادة، كما أن أدوية الضغط التى تحتوى على مادة مدرة للبول لا يفضل تناولها خلال وجبة السحور ولاسيما قبيل السفر بالسيارة لمسافات طويلة، هذا بالإضافة إلى أدوية "المغص" المعتادة التى تتسبب فى حدوث "زغللة" بالعين أو اضطراب فى الرؤية فتقلل بدورها من قوة الإبصار، وبالتالى لن توفر لقائد السيارة والركاب القيادة الآمنة. ◄ مرضى القلب فيما أكد الدكتور أحمد مصباح، استشارى أمراض القلب والقسطرة، أنه ينبغى قبيل الحديث عن مدى إمكانية مريض القلب من قيادة السيارة أثناء صوم الشهر الكريم من عدمه، أن نعلم أن لكل مريض قلب حالته الخاصة به وحده، فالمريض المصاب بقصور فى الشريان التاجى وقام بتركيب دعامات يسمح له بقيادة السيارة، بل يستطيع قيادتها عقب مرور يوم واحد من إجراء القسطرة وتركيب تلك الدعامات، بينما المريض الذى أصيب بالذبحة الصدرية، واكتشف من خلال إجراء الفحوصات الطبية اللازمة أنه يعانى من وجود مشكلات فى شرايين القلب، فهو غير مسموح له بقيادة السيارة، لما تشكل له من خطورة على حياته ومن حوله من قائدى السيارات، بينما يسمح له بقيادة السيارة حال علاجه وقيامه بتركيب دعامات، ولكنه لا يستطيع الصوم إلا عقب مرور ثلاثة أشهر منذ تركيب هذه الدعامات. وأضاف مصباح، أن المريض الذى يعانى من حدوث آلام صدرية متكررة، جراء تعرضه لذبحة صدرية ولم يقم بإجراء قسطرة علاجية لها فهو ممنوع تمامًا من القيادة، لكونه عرضة للإغماء وفقدان الوعى وهو جالسًا أمام عجلة القيادة فى أى لحظة، الأمر الذى قد يعرض حياته للخطر بل يودى بحياته، بينما المريض الذى يعانى من ضعف عضلة القلب التى تبلغ قوتها أقل من 40 % فسيمح له بقيادة السيارة، ولكن لا يجوز له الصوم نهائيًا لكون ضعف عضلة القلب يجعل المريض عرضة للإصابة بجلطات القلب، لافتًا إلى أن أدوية القلب ليس لها تأثيرًا على قائدى السيارات خلال الصوم. ◄ أدوية ممنوعة من جانبه، أكد الدكتور الصيدلي أحمد سمير، أنه توجد بعض الأدوية بطبيعة الحال لا ينبغى على قائد السيارة تناولها أثناء القيادة بوجه عام وليست أثناء الصوم فحسب، من بينها: أدوية الأعصاب التى تحتوى على مادة "جابابانتين" الشهيرة وباسط العضلات، والتى تعمل عن طريق مراكز المخ فتحدث بعض الدوار أو التأخر فى رد الفعل، وكذا بعض الأدوية النفسية مثل مضادات الاكتئاب فلا يفضل قيادة السيارات أو تشغيل الآلات والماكينات عقب تناولها، لأنها تعرض حياة الشخص للخطر. وأضاف سمير، أن أكثر ما يحتاجه الشخص المريض بالسكر خلال صوم شهر رمضان المعظم هو ضبط وتنظيم السكر فى الدم لديه، لأن عدد ساعات الصيام الطويلة لا تعد من الأمور المرغوب فيها لدى مرضى السكر، حيث إن الجوع الشديد أثناء الصوم وكذلك الشبع الشديد والتهام الطعام فى وجبة الإفطار يتسببا فى حدوث مضاعفات لديهم قد تعرضهم للخطر، لذا فإن التوازن مطلوب حيث أن "السكر" يعد أكثر مرض يتطلب ضبطه وتنظيمه أثناء الصيام.