في ظل ولاية دونالد ترامب الثانية، أقدمت الحكومة الأمريكية على اتخاذ قرار بتسريح آلاف الموظفين الفيدراليين في إطار ما يُسمى ب"الإصلاحات الهيكلية"، وأثار قرار تسريح الموظفين تحت إشراف ترامب وماسك موجة من الانتقادات الكبيرة على مستوى السياسة الأمريكية. تهدف خطة تسريح الموظفين إلى إعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية بشكل يتماشى مع رؤية ترامب وماسك الاقتصادية والسياسية، إضافة إلى تقليص البيروقراطية الحكومية وتحقيق تخفيضات كبيرة في النفقات الفيدرالية. وفي التقرير التالي نرصد التفاصيل الكاملة لتسريح الموظفين الفيدراليين. تسريح الموظفين.. بداية الخطة تلقت الحكومة الأمريكية رسائل إلكترونية تفيد بإيقاف الموظفين عن العمل بشكل مفاجئ، وتبين أن هذه الخطوة ليست مجرد إجراء عارض بل هي جزء من خطة أوسع تحت إشراف إيلون ماسك. 280 ألف موظف في خطر أوضحت النقابات داخل الحكومة أن نحو 280 ألف موظف تم تعيينهم خلال العامين الماضيين، منهم العديد في مرحلة التدريب، هؤلاء الموظفون في وضع قانوني هش، مما يعني أنه يمكن تسريحهم بسهولة دون مواجهة عقبات قانونية كبيرة، وأشارت إلى أن هذه الحملة تستهدف بشكل رئيسي الموظفين الجدد أو الذين في فترة التجربة. اقرأ أيضا | البنتاجون يوقف تسريح الموظفين العقل المدبر خلف تسريح الموظفين يقود هذه الخطة إيلون ماسك، الذي يسعى لتقليص البيروقراطية الحكومية وتخفيف الإنفاق الفيدرالي من خلال الأوامر التنفيذية، ويهدف ماسك إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية وتشكيل فريق عمل موالي له من الأفراد الشباب، كما يعتقد أن "الدولة العميقة" داخل الحكومة تعيق تقدم الولاياتالمتحدة، ولهذا يسعى لإعادة هيكلة الإدارة الفيدرالية بما يتماشى مع رؤية ترامب الاقتصادية والسياسية. دعوة للاستقالة الطوعية ضمن خطوات إعادة الهيكلة، أطلقت الحكومة الأمريكية برنامجًا لتحفيز الاستقالات الطوعية بين الموظفين الفيدراليين، يتيح للموظفين تلقي رواتبهم ومزاياهم حتى 30 سبتمبر من دون الحاجة للعمل، شريطة أن يقدموا استقالاتهم. اقرأ أيضا | تسريح 5400 موظف أمريكي تحت الاختبار بدءًا من الأسبوع المقبل تسريح الموظفين في الوكالات الحيوية - أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن خفض في القوى العاملة بها بنسبة 5% على الأقل، ستؤثر هذه التخفيضات على أكثر من 45 ألف موظف في وزارة الدفاع، وهي واحدة من أكبر جهات التوظيف في الحكومة الأمريكية. - وفي مصلحة الضرائب، تم تسريح نحو 6 آلاف موظف، وكذلك وكالة التنمية الدولية التي بدأت بتسريح آلاف الموظفين أيضًا. - مراكز السيطرة على الأمراض "CDC"، التي شهدت خفضًا للموظفين المسؤولين عن الاستعداد لمكافحة الأوبئة. - الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، حيث تم تسريح الآلاف من الموظفين في الداخل والخارج. اقرأ أيضا | ترامب يخطط لتسريح موظفين في إدارة الذكاء الاصطناعي دعاوى قضائية تواجه الإدارة الأمريكية العديد من الدعاوى القضائية من قبل النقابات والمنظمات الحقوقية التي تطالب بوقف عمليات التسريح الجماعي، وتستمر الجهود القانونية في محاولة لوقف هذه الخطوات المثيرة للجدل. الهدف من تسريح الموظفين أوضحت التقارير أن الرئيس ترامب وإيلون ماسك يهدفان إلى تقليص البيروقراطية الحكومية وتحقيق المزيد من الكفاءة من خلال التخلص من العاملين في الإدارات غير الضرورية، مشيرة إلى أن هذه التحركات تأتي في وقت حساس حيث تعاني الحكومة الأمريكية من عجز مالي كبير وصل إلى 1.8 تريليون دولار في 2024. ولفتت إلى أن هذه الإصلاحات تهدف إلى تسريع العمليات الحكومية وتقليل التكاليف في الوقت الذي يسعى فيه ماسك لإعادة هيكلة الحكومة بشكل يتماشى مع رؤيته الاقتصادية. اقرأ أيضا | تأجيل مؤقت.. تعليق تسريح ألف موظف بوكالة ناسا يهدد الأمن القومي الأمريكي يرى بعض الخبراء والمحللين أن تسريح الموظفين في بعض الوكالات الفيدرالية قد يهدد الأمن القومي الأمريكي، فتسريح الموظفين في وزارة الأمن الداخلي قد يؤثر سلبًا على الجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية. وفي وزارة الدفاع، من الممكن أن تتأثر قدرات الجيش الأمريكي على مستوى الاستخبارات والعمليات اللوجستية، ما يشكل تحديات طويلة المدى للقدرة الدفاعية للولايات المتحدة. انخفاض في الإنفاق الحكومي أوضح المحللين أن تسريح هذا العدد الكبير من الموظفين الفيدراليين قد يؤدي إلى انخفاض في الإنفاق الحكومي، مما قد يؤثر بشكل غير مباشر على الاقتصاد المحلي في بعض الولايات التي يعتمد فيها الاقتصاد على الوظائف الفيدرالية. ورأى البعض الآخر أن هذا التسريح قد يؤدي إلى تراجع في مستوى الثقة في الحكومة الفيدرالية، وهو ما ينعكس على العلاقة بين الحكومة والشركات الخاصة والمواطنين، خاصة مع تزايد الشكوك حول القدرة على تقديم الخدمات العامة بكفاءة. اقرأ أيضا | كما فعل في «تويتر».. ماسك يمهل 2.3 مليون موظف فدرالي أمريكي 48 ساعة قبل طردهم انتقادات واسعة واجهت خطة ماسك مقاومة شديدة من المدعين العامين في 14 ولاية أمريكية، الذين رفعوا دعاوى قضائية ضد ما يصفونه بالسلطة القانونية الواسعة التي منحها ترامب لماسك، كما رفضت المحاكم الأمريكية عددًا من محاولات تعليق خطط التسريح. أعربت العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية عن قلقها بشأن تأثير هذه التسريحات على الفئات الضعيفة، فبعض القوانين الفيدرالية توفر حماية للموظفين ذوي الاحتياجات الخاصة أو العائلات المتعففة، مما يجعل التسريح الجماعي مشكلة كبيرة بالنسبة لهم. وأشاروا إلى أن هذه السياسات قد تؤدي إلى تفشي عدم المساواة بين الأفراد بسبب تسريح الكثير من الموظفين المتخصصين من المجتمعات ذات الدخل المنخفض.span lang="AR-EG" style="font-family:"Arial","sans-serif""