أدانت حركة حماس أمس قرار الحكومة الإسرائيلية تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين واعتبرت أنه يكشف مجددا عن مراوغات الاحتلال وتنصله من التزاماته كما أنه يعرض الهدنة فى غزة للخطر. وفى بيان أمس، قال عزت الرشق عضو المكتب السياسى للحركة «تذرع الاحتلال بأن مراسم التسليم مهينة هو ادعاء باطل وحجة واهية تهدف للتهرب من التزامات الاتفاق». وأضاف «هذه المراسم لا تتضمن أى إهانة للأسرى، بل تعكس التعامل الإنسانى الكريم معهم». اقر أ أيضًا | حماس تستنكر قرار إسرائيل بإرجاء تسليم الأسرى وتدعو المجتمع الدولي للتدخل وأكد البيان أن «الإهانة الحقيقية هى ما يتعرض له أسرانا خلال عملية الإفراج، من تعذيب وضرب وإذلال متعمد حتى اللحظات الأخيرة» وذكر البيان أن «الأسرى الفلسطينيون يتم إطلاق سراحهم وهم مقيدو الأيدى ومعصوبو الأعين. كما يتم تهديد ذويهم بعدم إقامة أى احتفالات لاستقبال أبنائهم المحررين»، وأشار إلى أن «القرار يعكس محاولة متعمدة لتعطيل الاتفاق، ويمثل خرقًا واضحًا لبنوده، ويظهر عدم موثوقية الاحتلال فى تنفيذ التزاماته». وطالب البيان «الوسطاء والمجتمع الدولى بتحمل مسؤولياتهم والضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق والإفراج عن الأسرى دون أى تأخير». وفى تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، قال القيادى فى حماس باسم نعيم «ما تقوم به حكومة العدو من تأجيل الإفراج عن أسرانا حسب الاتفاق هو عربدة ويعرض الاتفاق برمته للخطر الشديد». من جانبه، اعتبر مكتب إعلام الأسرى أن تعطيل إطلاق سراح أسرى الدفعة السابعة يعد انتهاكا صارخا لكل القيم والأعراف الإنسانية ويكشف مجددا حقيقة الاحتلال الذى لا يحترم العهود والاتفاقيات، وأكد أن هذا التصرف اللاإنسانى يتطلب موقفا من الوسطاء والمجتمع الدولى لإلزامه بتنفيذ الاستحقاقات. وكان من المقرر أن تطلق إسرائيل سراح 602 أسير فلسطينى عقب تسليم حماس 6 من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها. لكن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أعلن «تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين حتى نضمن أن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين التاليين سيتم دون مراسم مهينة». وأضاف أن إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين تأجل بسبب «انتهاكات حماس المتكررة» وأشار إلى أنه تأجل «لحين تسليم الدفعة التالية من الرهائن الإسرائيليين». وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأسرى الفلسطينيين وضعوا فى حافلات ثم تم إنزالهم مجددا وإرجاعهم إلى سجنهم. وحول كواليس القرار، كشفت تقارير إعلامية أنه صدر بعد جلستين أمنيتين عقدهما نتنياهو مساء أمس الأول. ونقل موقع «أكسيوس» الأمريكي، عن مسئول إسرائيلى أن قادة الأجهزة الأمنية أوصوا بعدم تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وسط مخاوف من أن يؤثر القرار على استعادة جثث الرهائن الأربعة المتبقية، كما هو مخطط له الخميس المقبل. وأضاف المسئول أنه فى نهاية الجلسة الأمنية الأولى، كان الاتجاه يميل إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، لكن القرار تغير خلال الجلسة الثانية التى حضرها فقط نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس ووزير خارجيته جدعون ساعر ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش. ووفقا ل»أكسيوس» فإن الانتهاك الرئيسى كان قيام حماس يوم الخميس الماضى بتسليم جثة تبين أنها جثة امرأة من غزة قبل أن تسلم الحركة بعد 24 ساعة جثة الرهينة الإسرائيلية شيرى بيباس التى طالبت عائلتها بعدم حضور أى ممثل عن الحكومة فى جنازتها.