نظمت «قاعة العرض» ندوة لمناقشة كتاب «حكايات شعبية فرعونية» لجاستون ماسبيرو. حيث أكد الباحث محمود أنور أن الأدب المصرى القديم كان انعكاسًا صادقًا لضمير وروح الشعب المصرى، حيث برع المصريون فى فنون السرد والحكى، مما جعل الحكاية الشعبية نموذجًا بارزًا لهذا التراث الأدبي، وأوضح أن كتاب «ماسبيرو»، يكشف عن تأثير قصص مصرية قديمة، مثل «سنوحى» و»الملاح الغريق»، على أعمال أدبية لاحقة مثل: سندباد وألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة. وتطرقت الندوة إلى جهود «جاستون ماسبيرو»، أحد أبرز رواد علم المصريات، الذى شغل منصب مدير مصلحة الآثار المصرية، وأسّس المعهد الفرنسى للآثار، وساهم فى اكتشاف خبيئة المومياوات الملكية بالدير البحرى بالتعاون مع العالم المصرى أحمد بك كمال. وسلط الحضور الضوء على أهمية كتابه حول الحكايات الشعبية، بوصفه أول نموذج علمى لترجمة هذه النصوص المصرية القديمة إلى اللغات الحديثة. ومن جانبه، استعرض الدكتور أحمد بدران، البعد العالمى للحضارة المصرية، مشيرًا إلى تأثيرها العميق فى تشكيل وجدان وثقافة الإنسانية، حيث أسهمت فى وضع أسس الفكر والعلم والفن، وظلت مصدر إلهام للحضارات اللاحقة، وأكد أن الإسهامات المصرية لم تقتصر على العمارة والآثار، بل امتدت إلى الفلسفة والأخلاق والعلوم، إذ كان المصرى القديم رائدًا فى الطب والفلك والرياضيات، وشدد بدران،على أن الأدب المصرى القديم هو أحد أقدم وأعرق الآداب فى التاريخ، حيث أبدع المصريون فى فنون السرد والشعر والملاحم، وقدموا نصوصًا خالدة، كما أشار إلى دور ماسبيرو، والرواد الأوائل، فى جمع وترجمة الحكايات الشعبية، مما ساهم فى كشف ملامح الفكر والمجتمع المصرى القديم للعالم. وأوضح بدران، أن الحضارة المصرية القديمة تمحورت حول الإنسان، وهو ما جعلها تحظى باهتمام عالمى.