«الهستريا» التى سادت الكيان الصهيونى بعد صدور مذكرة الاعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعه السابق جالانت يبدو أنها ستنتقل كاملة إلى أمريكا..الإدارة الحالية وقفت من البداية ضد القرار وحاربت لتمنع صدوره، والرئيس بايدن قال إن القرار مشين «!!» وكل أركان الإدارة أكدوا أن واشنطون لن توافق القرار ولن تلتزم بتطبيقه! هذا كان متوقعاً من الولاياتالمتحدة التى سخرت كل إمكانياتها لدعم حرب الابادة الإسرائيلية ولحماية إسرائيل من الشرعية الدولية. لكن يبدو أن كل ذلك لا يرضى الجمهوريين «!!» مستشار الأمن القومى القادم مع الرئيس ترامب أعرب عن الغضب الشديد وتوعد باجراءات رادعة ضد المحكمة فور انتقال السلطة بأمريكا فى يناير. هذا أيضاً ليس جديداً وفعلته أمريكا من قبل لتمنع فتح التحقيقات فى جرائمها بحرب افغانستان، ثم عادت عنه بعد ذلك!!..أما الجديد فهو ما يعلنه السناتور الجمهورى البارز «ليندسى جراهام» عن مشروع قانون جديد بفرض العقوبات الاقتصادية الأمريكية على أى دولة تساعد المحكمة الجنائية الدولية وتطبق مذكرة اعتقال نتنياهو!! السناتور «جراهام» صاحب النفوذ القوى فى الحزب الجمهورى، والمقرب من ترامب يكشف عن موقف أمريكى مستعد للصدام حتى مع أقرب الحلفاء من أجل إسرائيل أو حتى من أجل مجرم الحرب نتنياهو «!!»يهدد بريطانيا وكندا «أهم حلفاء أمريكا» بعقوبات اقتصادية رادعة سيفرضها القانون الذى يعده على أى دولة أو منظمة تساعد أو تحرض على تنفيذ قرار اعتقال نتنياهو. يقول بوضوح: عليكم أن تختاروا بين المحكمة الدولية «المارقة فى رأيه!!» أو أمريكا «!!».. وهو ما يعنى أن تختار بين أمريكا أو العدالة والقانون!! هذه الهستريا الصهيونية تفتح الطريق للسقوط السياسى والاخلاقى الكامل. لا الانحياز لإسرائيل، ولا الخوف من انتصار العدالة، ولا إعلان معظم دول العالم التزامها بأحكام الشرعية الدولية.. لا شيء من ذلك كله «رغم أهميته القصوي» يفسر أن تعلن أمريكا حرباً اقتصادية على أقرب حلفائها لأنها قررت الالتزام بالقانون، والتزمت بتسليم «مجرم حرب» مطلوب للعدالة الدولية «!!».. هذا السلوك قد يكون صالحاً فى حروب العصابات، لكنه لا يمكن أن يكون سلوك دولة كبرى مازالت تؤكد أنها تحترم الشرعية الدولية وتدافع عن حق الشعوب فى تقرير مصيرها، وتطارد كل من يرتكب جريمة ضد الإنسانية«!!» تهدد أمريكا بمعاقبة العالم، لكنها «فى الحقيقة» تعاقب نفسها إذا استمرت فى هذا الطريق. لا يمكن أن تخسر العالم لكى تحمى مجرم حرب، أو تدعم كياناً عنصرياً يرتكب أبشع الجرائم فى حق البشرية كلها. الخطر ليس على إسرائيل، ولا على مجرم حرب مثل نتنياهو. الخطر الأكبر أن تدخل دولة كبرى مثل أمريكا فى عداء للعدالة وأن تتوهم أنها قادرة على معاقبة دول العالم إذا التزمت بالقانون !!