بعد مقتل السنوار.. هل حان وقت السلام؟

فوق الشوك

أهالى الأسرى وإسرائيل والولايات المتحدة يسابقون الزمن للإفراج عنهم أحياء
بعد عام وعشرة أيام من عملية طوفان الأقصى فى 7 أكتوبر 2023 سقط يحيى السنوار رئيس حركة حماس وقائد هذه العملية والمخطط لها بعد مطاردته فوق الأرض وتحتها فى جميع أنحاء غزة ورغم ذلك جاء اغتياله مصادفة بحتة ولم تكن إسرائيل تعلم أى شيء عن مكانه لكنه قتل بالصدفة عندما اشتبه 3 جنود شباب بوجود مسلحين فى مبنى بحى تل السلطان غرب مدينة رفح فاستعانوا بقوات المدفعية الإسرائيلية التى أمطرت المبنى بقذائف ثقيلة حوالى الواحدة صباح الخميس الماضى وبعد استخراج الجثامين تبين أن أحدها ليحيى السنوار.
والآن.. بعد أن لحق السنوار بإسماعيل هنية وحسن نصر الله والعديد من قيادات حركة حماس وحزب الله هل تلتقط المنطقة أنفاسها وهل تراجع إسرائيل نفسها وتتجه إلى التوصل لصفقة لتبادل الأسرى يعقبها اتفاق سلام جاد يضمن حلا عادلا ودائما للقضية الفلسطينية يقوم على مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتفعيل قرار مجلس الأمن رقم 1701 فى لبنان وتسليم حزب الله أسلحته للجيش اللبنانى ليكون له وحده حق حمل السلاح والتواجد فى الجنوب اللبنانى وعلى الحدود مع إسرائيل؟
رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قال «حان وقت السلام» فهل يعنى ما قال فعلا؟.. أم كان يتلاعب بالألفاظ فقط.. وأعلن وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن أنه سيزور المنطقة للمساعدة فى إنجاز اتفاق لتبادل الأسرى واقتراح هدنة لإنجاز هذا الاتفاق.. وربما يكون هذا الاقتراح قد أعلن فعلا فى الساعات القليلة التى سبقت صدور «الأخبار» اليوم.
بالأمس عادت المظاهرات تغطى شوارع وميادين تل أبيب تطالب نتنياهو بالإسراع بإبرام صفقة تبادل الأسرى خاصة بعد تصريحات خليل الحية القيادى بحركة حماس أمس الأول أن إطلاق سراح الرهائن لن يتم قبل وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فى تشدد واضح لموقف حركة حماس عكس ما توقعت إسرائيل والولايات المتحدة بعد اغتيال السنوار.
على أى حال سواء إسرائيل أو الولايات المتحدة أو أهالى الرهائن فالكل يسابق الزمن لإنقاذ الرهائن وضمان الإفراج عنهم أحياء خشية أن يتهور حراسهم ويقتلوهم احتجاجا على اغتيال السنوار، ولو أن هذا التصرف بعيد عن الحكمة لأن التفاوض فى هذه المرحلة والأسرى أحياء يجب ألا يقتصر على قضية الرهائن فقط بل لا بد أن يمتد ليشمل الدور السياسى لحماس فى المرحلة القادمة بعد وقف الحرب.. خاصة أننا نشهد حراكا واسعا لاختيار قائد جديد للحركة خلال الفترة القادمة من الأسماء المطروحة وأبرزها خليل الحية ومحمد السنوار وموسى أبو مرزوق وخالد مشعل.. حماس لن تحكم لكنها لن تختفى كفصيل سياسى.
على الصعيد اللبنانى وبعد متابعة مستمرة لآراء وتعليقات عدد كبير من المعلقين السياسيين والنواب والخبراء على مدى أسبوع كامل حول مستقبل حزب الله أستطيع القول إن الرأى يتجه إلى ضرورة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701 وتسليم حزب الله أسلحته للجيش اللبنانى ليكون له وحده حق حمل السلاح والتواجد فى الجنوب اللبنانى وعلى الحدود مع إسرائيل ويتوقف حزب الله عن التدخل فى الحياة السياسية فى لبنان اكتفاء بالمشاركة فيها كأى حزب آخر.
الخطوة الأولى لتصحيح المسار فى لبنان هى انتخاب رئيس الجمهورية ثم تشكيل حكومة وطنية لا يسيطر عليها ولا يتحكم فيها حزب الله ثم تبدأ عملية إعادة الإعمار بمساهمات دولية عاجلة.
فى صحة أحمد زكى
لا توجد كلمات تصف متعة الحديث عن الفنان الراحل أحمد زكى الذى أدارته ببراعة منى الشاذلى مع الكاتب الكبير عادل حمودة فى سهرة الأربعاء الماضى حول كتابه الجديد الذى يصدر خلال أيام.. فعلاً.. أحمد زكى فنان لا يعوض نجح صديق عمره عادل حمودة فى نقل صورة حية لتفاصيل كثيرة كشف عنها النقاب لأول مرة.