يتفق أغلب المراقبين والمحللين على أن مقتل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسى لحركة حماس الفلسطينية بعد اشتباك غير مخطط مع القوات الإسرائيلية يمكن أن يؤدى إلى خلط أوراق جميع الأطراف وفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة. وتقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن مقتل السنوار يمكن حماس إلى قبول بعض مطالب إسرائيل، أو يمنح رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو انتصارًا رمزيًا يتيح له الغطاء السياسى اللازم لتخفيف موقفه التفاوضى من أجل إنهاء الحرب على قطاع غزة. اقرأ أيضًا | مصر تستعد لجميع السيناريوهات ..اقتصاد الحرب.. فاتورة صراعات المنطقة والعالم فى المقابل قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية إن حركة «حماس» تستطيع الاستمرار حتى بعد مقتل زعيمها، وأن هناك شخصيات عديدة يمكنها شغل المناصب القيادية. ونقلت الصحيفة عن العميد احتياط، أمير أفيفى الإسرائيلى قوله «حتى بعد القضاء على يحيى السنوار، من الصعب كسر الهيكل الهرمى لحماس طالما لم يتم القضاء على شقيقه (محمد السنوار)، وربما اثنين أو ثلاثة من الشخصيات الرئيسية الأخرى». وأشار إلى «حزب الله» الذى «تم القضاء على قيادته بالكامل، إلا أن النظام لم يتفكك بعد»، موضحا أن ذلك يرجع فى النهاية إلى حقيقة تشعب القيادة إلى وحدات فرعية تستمر فى العمل، بالإضافة إلى الفكر الأيديولوجى والدينى الذى يعد العمود الفقرى لمثل هذه التنظيمات. فى الوقت نفسه، يرى محللون أن مقتل السنوار يمكن أن يزيد الضغوط على نتنياهو من أجل سرعة الوصول إلى اتفاق للإفراج عن الإسرائيليين بسبب الخوف على حياتهم سواء لقيام حرسهم بقتلهم ثأرا للسنوار أو للتخلص منهم خوفا من صعوبة التحرك بهم داخل قطاع غزة. من ناحيتها، قالت نائبة الرئيس الأمريكى كامالا هاريس إن مقتل السنوار يمثل فرصة من أجل وقف حرب غزة وأن الوقت حان لبدء اليوم التالى دون وجود حماس فى السلطة، والذهاب نحو عقد صفقة تبادل للرهائن. وقد رأى المسئولون الأمريكيون أن السنوار هو الهدف الأكثر أهمية بالنسبة لإسرائيل لإعلان انتهاء حربها فى غزة. وحتى فى المناقشات حول صفقة شاملة تُعرف ب «الكل مقابل الكل» -التى تتضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل كل الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب بهم حماس- وهى صفقة تُعد بعيدة المنال إلى حد كبير، كان بعض المسئولين الأمريكيين يرون أن تلك الفكرة قد تصبح ممكنة إذا تم القضاء على السنوار. فى المقابل، أقر مستشار الأمن القومى الأمريكى، جاك سوليفان، بأن العقبات لا تزال قائمة أمام اتفاق وقف إطلاق النار فى غزة، إلا أنه تحدث بنبرة متفائلة بشأن فرص التوصل إلى اتفاق فى ضوء اغتيال السنوار. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن دبلوماسيين مشاركين فى الوساطة بين حماس وإسرائيل القول إن رئيس المكتب السياسى يحيى السنوار لم يكن العائق الوحيد أمام وقف إطلاق النار فى غزة، وإن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أعاق الاتفاق مرارا منذ يونيو الماضى بوضع مطالب جديدة. ويرى العديد من المسئولين الأمريكيين أن مقتل السنوار ببساطة، هو الحدث الذى تحتاج إليه إسرائيل بشدة حتى تتمكن من إعلان إنتهاء حربها فى غزة، وحتى فى المناقشات التى دارت حول ما يسمى باتفاق «الكل مقابل الكل»، وطرح فكرة إطلاق سراح كل رهينة لدى حماس مقابل كل سجين فلسطينى تريد حماس إطلاق سراحه. من ناحيتها ذكرت قناة «سى إن إن» أن بعض مسئولى الجيش الإسرائيلى مندهش أكثر من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأن العملية لم تكن مخصصة لاستهداف يحيى السنوار.