وزيرة التنمية المحلية تتابع سير انتخابات مجلس النواب بمحافظات المرحلة الثانية    محافظ شمال سيناء يتفقد لجان انتخابات النواب بمدينة العريش    وزير قطاع الأعمال يبحث مع سفير ألمانيا تعزيز التعاون الصناعي والاستثماري    «الرزاعة»: إنتاج 4822 طن من الأسمدة العضوية عبر إعادة تدوير قش الأرز    "القاهرة الإخبارية": القافلة 79 تحمل أكثر من 11 ألف طن مساعدات إلى غزة    رئيس الوزراء يصل أنجولا للمشاركة في القمة السابعة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي    بيراميدز يبدأ رحلة البحث عن التأهل المبكر أمام باور ديناموز فى زامبيا    انتخابات النواب 2025| رئيسة المجلس القومي للمرأة تدلي بصوتها فى لجنة بالمعادي    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : فاجتهد ان تكون باب سرور 000!؟    احزان للبيع..حافظ الشاعر يكتب عن:حين يختلط التاريخ بالخطابة الانتخابية.    منتخب القوس والسهم يحقق إنجازا جديدا ويحصد 5 ميداليات فى بطولة أفريقيا    إصابة 8 عمال زراعة بتصادم سيارة وتوكوتك ببني سويف    اليوم.. إياب نهائي دوري المرتبط لكرة السلة بين الأهلي والاتحاد    الإسكندرية تستضيف بطولة مصر الدولية ال15 لكرة القدم للسياحة الرياضية بمشاركة أوروبية وإفريقية واسعة    الصين: اعتزام اليابان نشر أسلحة هجومية قرب تايوان يهدد بإثارة التوترات الإقليمية    المرأة الدمياطية تقود مشهد التغيير في انتخابات مجلس النواب 2025    ضبط مدير أستوديو تسجيل صوتى "دون ترخيص" بالعجوزة    الداخلية تواصل عقد لقاءات مع طلبة المدارس والجامعات للتوعية بمخاطر تعاطى المواد المخدرة    استقبال 64 طلبًا من المواطنين بالعجوزة عقب الإعلان عن منظومة إحلال واستبدال التوك توك بالمركبات الجديدة    وصول سهير المرشدي لشرم الشيخ لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان المسرح الشبابي    قرار جمهورى بإضافة كليات جديدة لجامعتى «اللوتس» و «سفنكس»    تشابي ألونسو: النتيجة هي ما تحكم.. وريال مدريد لم يسقط    هبوط المؤشر الرئيسي للبورصة بمنتصف التعاملات بضغوط تراجع أسهم قيادية    دولة التلاوة.. وترزية الجباية    في تعاونها الثاني مع كريم محمود عبدالعزيز .. دينا الشربينى تروج لفيلمها الجديد طلقنى عبر حسابها على إنستجرام    الفيضانات توقف حركة القطارات وتقطع الطرق السريعة جنوبي تايلاند    كشف ملابسات ادعاء تعدي شخص على نجل سيدة بالإسكندرية    الصحة: لا توصية دولية بإغلاق المدارس بسبب الفيروسات التنفسية لعدم جدواها    طريقة عمل سبرنج رول بحشو الخضار    مستشفيات جامعة بني سويف تستقبل 26 ألف مواطن خلال شهر نوفمبر الجاري    التشى ضد الريال.. الملكى يعانى وألونسو يبحث عن حلول عاجلة    ننفرد بنشر تفاصيل تعديلات قانون الضريبة العقارية الجديدة المقدمة من الحكومة    جامعة حلوان تطلق منافسات الألعاب الإلكترونية وسط مشاركة طلابية واسعة وحماس كبير    سقوط عصابة الزئبق الأحمر فى المنيا.. وقائع نصب بمادة كيميائية    د. أحمد ماهر أبورحيل يكتب: الانفصام المؤسسي في المنظمات الأهلية: أزمة حقيقية تعطل الديمقراطية    الوزراء: مصر في المركز 65 عالميًا من بين أفضل 100 دولة والأولى على مستوى دول شمال إفريقيا في بيئة الشركات الناشئة لعام 2025    رئيس جامعة بنها يتفقد زراعة النخيل بمزارع كلية الزراعة    أحمد صيام يعلن تعافيه من أزمة صحية ويشكر نقابة المهن التمثيلية    بانوراما الفيلم الأوروبي تعلن برنامج دورتها الثامنة عشرة    كيفو: محبط من الأداء والنتيجة أمام ميلان.. وعلينا التركيز أمام هجمات أتلتيكو مدريد المرتدة    تألق مصري فى كونجرس السلاح بالبحرين وجوائز عالمية تؤكد الهيمنة الدولية    عمرها سبعون عاما.. سعودية تتم حفظ القرآن الكريم فى جمعية ترتيل بالباحة    وزارة الدفاع الروسية: مسيرات روسية تدمر 3 هوائيات اتصالات أوكرانية    البرهان يهاجم المبعوث الأمريكي ويصفه ب"العقبة أمام السلام في السودان"    ترامب يؤكد انتظاره لقرار المحكمة العليا بشأن الرسوم الجمركية    وزير الصحة يستعرض المنصة الرقمية الموحدة لإدارة المبادرات الرئاسية ودمجها مع «التأمين الشامل»    الرعاية الصحية بجنوب سيناء تتابع خطة التأمين الطبي لانتخابات مجلس النواب    رئيس حزب الجبهة الوطنية يدلى بصوته في انتخابات النواب 2025    ماراثون التصويت ينطلق بقوة.. شبين القناطر تسجل كثافة لافتة أمام اللجان    سعر الدولار في البنوك المصرية اليوم الاثنين 24 نوفمبر 2025    وزير التعليم يدلي بصوته في انتخابات مجلس النواب    اليوم.. نظر محاكمة 9 متهمين بخلية داعش مدينة نصر    مسلم: «رجعت زوجتي عند المأذون ومش هيكون بينا مشاكل تاني»    أدعية المظلوم على الظالم وفضل الدعاء بنصرة المستضعفين    تامر حسني يعود إلى مصر لاستكمال علاجه.. ويكشف تفاصيل أزمته الصحية    ردد الآن| دعاء صلاة الفجر وأفضل الأذكار التي تقال في هذا الوقت المبارك    أسامة نبيه: تكريم محمد صبري أقل ما نقدمه.. وموهبة لا تُنسى تركت إرثًا في الزمالك    نقيب المأذونين ل«استوديو إكسترا»: الزوجة صاحبة قرار الطلاق في الغالب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عام على العدوان| شبح الحرب الإقليمية يخيم في الشرق الأوسط
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 08 - 10 - 2024

يحبس العالم أنفاسه تخوفًا من اندلاع حربٍ إقليمية شاملة في الشرق الأوسط، بعد التصعيد العسكري الدائر بين قوات الاحتلال الإسرائيلي من جانب، وإيران على الجانب الآخر وبالجبهة ذاتها حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي اليمنية وفصائل المقاومة الفلسطينية وأيضًا فصائل عراقية مسلحة.
وبات الإقليم على شفا حربٍ موسعة قد تقضى على الأخضر واليابس بالمنطقة وتطول ألسنتها الكرة الأرضية برمتها. والسبب الرئيسى فى كل ذلك هو استمرار العدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة لعام كامل، تحرك شره من غزة والضفة الغربية، إلى لبنان المكلوم، ليصبح هو الآخر بين فكى الدم والنار، وينال منه الجحيم الذى أشعله بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال فى غزة قبل 365 يومًا.
وتدخل «لؤلؤة الشرق» فى آتون الحرب، ليستهدفها الاحتلال بمئات الغارات الجوية اليومية واجتياح برى فى الجنوب اللبنانى، بعد سلسلة من الهجمات السيبرانية غير المسبوقة فى التاريخ الحديث شملت تفجيرات أجهزة اتصال لاسلكية عن بعد، أسفرت عن ضحايا ومصابين بالآلاف من صفوف اللبنانيين. فيما دخلت إيران على خط المعركة الدائرة وبشكلٍ مباشر، بعد اغتيال إسرائيل لأمين عام حزب الله اللبنانى حسن نصر الله فى عقر داره، واستهدفت طهران منذ أيام قليلة الداخل الإسرائيلى بعشرات الصواريخ ثأرًا لنصر الله. وهو التدخل المباشر الثانى لإيران بعد الهجوم الإسرائيلى على قنصليتها بدمشق فى شهر أبريل الماضى، حيث ردت طهران وقتها بهجماتٍ عسكرية محدودة شملت طائرات مسيرة وإطلاق عددٍ من الصواريخ على تل أبيب.
ما سبق هو خلاصة ما حدث على مدار الشهور الماضية، وبنظرة متأنية فى القلب منه وبين جنباته وخلف كواليسه، نجد أن الإقليم الجريح أمام سيناريوهات مستقبلية مظلمة، تنذر بكابوس الحرب الإقليمية الشاملة التى يتخوف منها الجميع. وبات إيقاع المستقبل أمام أربعة مشاهد تنبئ بالفوضى الإقليمية، بسبب الجنون الإسرائيلى الذى يتفشى فى المنطقة كسرطان ينهشها يومًا تلو الآخر بلا هوادة.
◄ اقرأ أيضًا | عام على العدوان| توابع الزلزال.. مستمرة في غزة
المشهد الأول، هو ما تفعله إسرائيل فى الأراضى اللبنانية الآن، وما هو إلا استدعاء لعاصفة غير مسبوقة فى التاريخ الحديث لن يكون أحد بمنأى عن أذاها ومخاطرها، واستكمال لعدوان الاحتلال السافر على الأراضى الفلسطينية المحتلة، لتحويل بلاد الآرز إلى غزة ثانية، مواصلًا نفس الذريعة الواهية بالقضاء على حزب الله اللبنانى، كما كان يوهم المجتمع الدولى بالقضاء على حركة حماس فى القطاع الصامد. وكأن المُحتل يستخدم الشعوذة السياسية بكل معانيها، ويستحضر روح «صندوق باندورا» من الأسطورة الأغريقية القديمة، لنشر كل شرور البشرية فى منطقة قانطة، كل ذنبها أن إسرائيل كائنة فى خاصرتها، وتتفشى فى عمقها، تقتل بلا ضوابط، وتفتك بالإنسانية بلا أى رحمة، وكأنها تملك شيكًا على بياض لتمارس ما يحلو لها فى الإقليم، وما لم يجرؤ عليه أحد مطلقًا منذ أن وُضعت قوانين السلم والأمن الدوليين فى منتصف القرن الماضى. والسبب الرئيسى وراء كل ذلك، أن نتنياهو قرر خلط كافة أوراق الصراع على حافة الهاوية، لحماية مستقبله السياسى وبقائه فى الحكم لأطول فترة ممكنة، ومغازلة اليمين المتطرف حول العالم بقتله مئات الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين.
أما المشهد الثانى، فهو رد فعل طهران على عبث إسرائيل بالهوية الإيرانية ومفاصلها فى الشرق الأوسط، بعد اغتيال تل أبيب لحسن نصر الله فى عملية استهدفت مقر القيادة المركزى لحزب الله فى لبنان، وقبله اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسى السابق لحركة حماس داخل الأراضى الإيرانية، والقيادى فى الحرس الثورى الإيرانى عباس نيلفروشان، ناهيك عن الشكوك حول وقوف إسرائيل وراء تحطم المروحية التى كانت تقل الرئيس الإيرانى السابق إبراهيم رئيسى ومسئولين إيرانيين آخرين، مما أسفر عن وفاتهم جميعًا.
سياسة الاغتيالات تلك التى اتبعتها قوات الاحتلال الإسرائيلى على مدار الأشهر الماضية، أثارت الغضب الإيرانى وبلغ ذروته بعد اغتيال حسن نصر الله، مما دفع طهران خلال الأيام القليلة الماضية لتنفيذ هجوم صاروخى غير مسبوق على إسرائيل أسفر عن خسائر كبيرة فى القواعد الجوية الإسرائيلية. وهو الهجوم الإيرانى المباشر الثانى على تل أبيب منذ اندلاع شرارة الأحداث فى المنطقة وبداية العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، وكان الهجوم الأول بعد استهداف قوات الاحتلال لمقر القنصلية الإيرانية بدمشق فى شهر أبريل الماضى.
وما بين المشهدين الأول والثانى، تصعيد إسرائيلى تجاوز الخطوط الحمراء الإيرانية، يُسقط الإقليم فى هاوية «الرد على الرد» خلال الأيام المقبلة، ويضع الشرق الأوسط فوق بركان سينفجر فى أى لحظة، بعد التلويح الإسرائيلى باستهداف منشآتٍ نووية إيرانية.
المشهد الثالث، خاص بالولايات المتحدة الأمريكية الحليف الأول لإسرائيل، صاحبة التباين الأعظم فيما يحدث بالشرق الأوسط. فموقف واشنطن من تبادل الهجمات بين إسرائيل وإيران مؤخرًا، عبّر عنه الرئيس الأمريكى جو بايدن بأن بلاده ستساعد تل أبيب فى الدفاع عن نفسها أمام الهجمات الإيرانية، رغم أنها تستعد لإتمام الانتخابات الرئاسية فى نوفمبر المقبل. وفى الوقت ذاته، فشلت واشنطن فشلًا ذريعًا فى الضغط على نتنياهو بالموافقة على وقف إطلاق النار فى غزة ولبنان. مما يكشف أن إدارة بايدن لا تستطيع تقييد أيدى إسرائيل عن عبثها بأمن واستقرار الشرق الأوسط، بل ربما تدخل واشنطن على خط المعركة إذا شهدت الأيام المقبلة ردود أفعال عسكرية مُتبادلة بين تل أبيب وطهران، وهو ما يخطط له نتنياهو منذ اندلاع أزمة غزة.
المشهد الرابع، من نيويورك، حيث مقر منظمة الأمم المتحدة، الذى شهد اجتماعات الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة مؤخرًا، ولم تفلح فى وقف العدوان الإسرائيلى على لبنان أو غزة، بل حدث غزو لبنان بالتزامن مع أعمالها.
ولم يكن مجلس الأمن الدولى أفضل حالًا، حيث عقد جلسة طارئة لبحث التصعيد فى الشرق الأوسط، تمخضت فولدت مجرد خطاباتٍ وتحذيرات - كالعادة - بعيدة كل البعد عن أى وسائل ردع لإسرائيل توقف تصعيدها المستمر فى الإقليم. وكأن مجلس الأمن يراقب انزلاق المنطقة نحو حربٍ جديدة واسعة النطاق، بلا حول ولا قوة، فى وقت لم يعد للكلام معنى ولا للشكاوى من الاحتلال الإسرائيلي أى فائدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.