صوت من السماء| الشيخ سيد النقشبندى .. كروان من الجنة

صوته الأخاذ البديع، والذى مازال يهز المشاعر والوجدان، فهو واحد من أبرز وأعظم من رتلوا القرآن الكريم والتواشيح الدينية، بالإضافة إلى الابتهالات والتى كانت تنبع من قلبه قبل حنجرته، فتسمو معه مشاعر البشر، فيرددون معه بخشوع وحب وسكينة.
إنه الشيخ سيد النقشبندى صاحب مدرسة متميزة فى الابتهالات فى تاريخ الإنشاد الدينى حيث شهد أعلام القرآن وأعلام الموسيقى بأنه من أقوى وأوسع الأصوات مساحة فى تاريخ التسجيلات القرآنية والابتهالات الدينية.
ولد فى حارة الشقيقة بقرية دميرة إحدى قرى محافظة الدقهلية عام 1920، وانتقلت اسرته لطهطا جنوب الصعيد، وقد حفظ القرآن على يد الشيخ أحمد خليل، فجده هو محمد بهاء الدين النقشبندى والذى جاء من مدينة بخارى بولاية أذربيجان الى مصر للالتحاق بالأزهر الشريف، وولده أحد علماء الدين.
وكلمة «نقشبندى» مكونة من مقطعين هما «نقش» ومعناها فى اللغة العربية القلب، أى نقش حب الله على القلب، «والنقش بند» بالفارسية هو الرسام أو النقاش، والنقشبندى نسبة الى فرقة من الصوفية يعرفون بالنقشبندية ونسبتهم تعود الى شيخهم بهاء الدين نقشبند والمتوفىعام 791 هجرية. ذاعت شهرته وبلغت الآفاق بعد إذاعة الابتهال الرائع «مولاى إنى ببابك» من ألحان الموسيقار الراحل بليغ حمدى.
كان الشيخ سيد النقشبندى له صوت متفرد لم يأت الزمان بمثله، فعندما كان يشدو تشعر وكأنك تسمع كروانا من الجنة، وكان قد توفى إثر نوبة قلبية فى 1976 وقد كرمه الرئيس السادات بعد وفاته بمنحه وسام الدولة من الدرجة الأولى، كما كرمه الرئيس مبارك عام 1989، وكرمته محافظة الغربية بإطلاق اسمه على أكبر شوارع طنطا، ويبقى الشيخ سيد النقشبندى علامة غير مسبوقة فى الابتهالات الدينية.