عدم الجدال بين الزوجين .. برود عاطفي أم تفاهم ؟

القليل من الأزواج، يتبادلون المشاعر بخجل حيث يصعب عليك مشاهدتهم في جدال أو يتضايقان من تصرف ما فعله الأخر، وحينما يزعجهما أمر ما يقومون فقط بتبادل الابتسامات الخفيفة بينهما، فهل هؤلاء الأشخاص يخجلون من المواجهة ويخشون الجدال حريصون بأن لا تتعرض علاقتهم للخطر ، أم وجدوا نظاما يمنع الاختلاف في الرأي.
ومن جانبه أكد عالم النفس د. جوشوا كلابو، والذي يعتقد أن الأزواج الذين لا يتجادلون قد يختلفون في الرأي، ومع ذلك، من المهم بالنسبة لهم حل المشكلات معاً، وإن كان هذا صعباً، فسيحاولون على الأقل الاستماع للطرف الآخر ومعالجة المشكلة معاً، ويقول كلابو: "يميل الأزواج الذين يتواصلون بأمانة ويتعاطفون مع بعضهم البعض ويتبادلون الأفكار إلى الجدال بشكل أقل"، وبالتالي فإن إدارة الأزمات بشكل ماهر تساعدهم على تجنب النزاعات الكبيرة، على حد تعبيره.
كيف أعرف أي نوع من العلاقات لدي؟
عالم النفس د. جوشوا كلابو، إذا كنت من الأشخاص "المحظوظون" الذين لا يتشاجرون مع شركاء حياتهم، ، ولكنك لا تعرف إن كان السبب يعود للتواصل الجيد بينكما، أو شريكك يتجنب الجدال، فلابد أن تقف وتسأل نفسك بعض الأسئلة.
هل هناك مشاكل ومواقف تضايقني وأشعر أنني لا أتفق فيها مع شريكي، ولا نتعامل معها؟
هل أتجنب الخلافات لأنني لا أريد الشجار؟
هل أنا خائف مما قد يقوله أو يفعله شريكي؟
هل لا أجادل لأنني ببساطة لم أعد أهتم بمحاولة التواصل؟
إذا كانت إجابتكم على أي من هذه الأسئلة بنعم، فقد يعني أن لديكما مشكلة تواصل، ويقول كلابو: "إن عدم الجدال هو في الواقع أحد أعراضها".
مخاطر تجنب الصراع
قد يبدو عدم الدخول في مجادلات مع الشريك حلماً وردياً، ولكن عالم النفس كلابو، يوضح لموقع "إيليت ديلي" أن تجنب الصراع لمجرد عدم الرغبة بالشجار، هو أمرٌ آخر يجب الحذر منه، ويوضح: "عندها تكون العواطف المرتبطة بالخلافات مازالت موجودة".
وعدم حل المشاكل عن طريق تجنبها أو التنازل المستمر ودفعها بعيداً أو تنحيتها، يمكن أن يؤدي إلى سوء فهم في العلاقة، أو على الأقل "تصبح العلاقة أقل جودة"، كما يقول كلابو، إذ قد يتحول تجنب الخلاف، إلى استياء من الطرف الآخر، بوعي أو دون وعي منه، بسبب تجاهل مشاعره.
وفي النهاية، تلخص الكاتبة هوبنر أن عدم الشجار ليس إيجابياً دوماً وقد يكون سبباً لعدم وجود تواصل جيد بين الشركاء، ولكن إن كانت إجابتك على الأسئلة ب"لا"، فهذا يعني أنك وشريكك على قدر من التواصل الجيد وتستمتعان بعلاقة عاطفية دون جدال، ويا لكما من محظوظين!
اقرأ أيضا| الإفتاء: إهانة الزوج لزوجته «محرم شرعًا»