نشرت صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة 23سبتمبر مقالا للكاتب محمد خليفة بعنوان " الإساءة لنبي الإسلام لمصلحة من؟". وذكر الكاتب أن الاحتجاجات الواسعة التي تجتاح العالم الإسلامي ضد الفيلم المسيء لنبي الرحمة محمد (ص) ليست الأولى من نوعها، بل سبقتها احتجاجات أخرى في الأعوام السابقة ضد رسوم مسيئة إلى شخص النبي أيضاً . وفي كل مرة تُشحن النفوس في العالم الإسلامي ومن ثم تترك لتعود إلى طبيعتها، ومن ثم يُعاد شحنها بفيلم جديد أو صورة مسيئة أو بموقف مسيء . ويتم ذلك في دول الغرب تحت شعار ما يسمى “الحرية والديمقراطية”، وهي طريقة مضحكة إلى حد بعيد، لأنها تمشي باتجاه واحد وضد عدو واحد هو العرب والمسلمين. وأشار الكاتب إلى لماذا لا يُسمَح بنقد “إسرائيل” أو التشكيك بما يسمى "محرقة اليهود" في الحرب العالمية الثانية؟ ولماذا كل من يتعرض لهذا الأمر يُسجَن؟ وقد سُجن الكثير من المفكرين في أوروبا وعلى رأسهم المفكر الفرنسي الكبير “روجيه غارودي” فقط لأنهم شكّكوا في حصول تلك المحرقة المزعومة . فما الذي يمنع دول الغرب من معاملة المسلمين ونبي المسلمين بنفس الطريقة؟ ولماذا يُتاح انتقاد الإسلام بهذه الطريقة المهينة ومن دون رد فعل جدي وعقلاني؟ كما أشار أنه لا شك أن هناك خللاً في العلاقة بين العالم العربي والإسلامي وبين العالم الغربي، وهذا الخلل يعود إلى اللحظة التي ظهر فيها الإسلام كقوة عالمية، فقد جابهه الرومان الذين كانوا يقودون أوروبا، آنذاك وحاربوه، وربما يعود ذلك إلى شعورهم بأن قبولهم بالإسلام يعني انتهاء هويتهم . وكذلك فعلوا مع الدين المسيحي، فقد حاربوه وقتلوا الكثير من الرُسل والقديسين، وذلك على مدى ثلاثة قرون. وأوضح الكاتب إن الاستمرار في الاستهزاء بالمسلمين بهذه الطريقة في أوروبا وأمريكا، سوف لن يؤدي إلى التأسيس لمستقبل جديد في العلاقة بين الجانبين، بل إنه سيزيد الأمور سوءاً فالاحتجاجات اليوم في الدول العربية والإسلامية موجّهة ضد الولاياتالمتحدة باعتبارها تمثل رأس النظام الغربي . وهي رسالة يدركها الغربيون جيداً . والواقع أن هناك قوى في الغرب من جماعة المسيحية الصهيونية المتطرفة تسعى إلى تسعير نار الصراع بين الغرب والعالم الإسلامي، بوصفه العدو التقليدي، للتعجيل بوقوع ما يسمونها معركة “الهرمجدون”، وهي معركة، يعتقدون، أنها فاصلة بين قوى الخير وبين قوى الشر والتي ستؤسس، كما يزعمون، لمجيء المسيح المنتظر وللعصر الألفي السعيد. وأضاف انه يملك الغربيون اليوم التفوق الواضح على العالم العربي والإسلامي في جميع أنواع القوة من عسكرية واقتصادية وسياسية ومن هنا، فإن رسالة العرب والمسلمين ينبغي أن تكون مختلفة عن رسائل الاحتجاجات وحرق السفارات، بل يجب أن يتحمل مسلمو اليوم الأذى كما تحمله مسلمو مكة، وأن يلتفت المسلمون إلى بناء أوطانهم وقوتهم، وعندما يكونون أقوياء سوف تحترمهم كل شعوب الأرض ومن بينها الشعوب التي تحاول ازدراءهم اليوم .