ظاهرة النصب والاتجار وتهريب الآثار من الظواهر التي ارتبطت منذ عشر سنوات وأكثر بمحافظة الوادي الجديد... ما الأسباب وراء هذه الظاهرة وكيف يتم القضاء عليها هو الملف الذي تطرحه بوابة أخبار اليوم في التحقيق التالي: يقول محمود نصيب "موظف" أن هذه الظاهرة انتشرت كمجرى الدم في جسم الكثير من الشباب العاطل الذي لم يجد فرصة عمل حقيقية في العهد البائد يعيش منها ويفتح منزلا ويتزوج مثله مثل أصحاب الوظائف الأخرى وهو الدافع الحقيقي وراء انتشار هذه الظاهرة التي وصفها أنها مهنة من ليس له مهنة. فاقبل الشباب علي الاتجار بالآثار المقلدة والبحث عن الزبائن من خلال الانترنت وشركات تصريف وتهريب الآثار بالقاهرة والتي كانت تعمل بها قيادات شرطية وعسكرية وشخصيات عامة كانت تجني الملايين من وراء هذه المهنة التي لا تكلف صاحبها سوى شكارة جبس وأخرى اسمنت لصب الأشكال المطلوبة ونحتها لإيهام الضحية بأنها أثريه. التقت بوابة أخبار اليوم مع مدير أمن الوادي الجديد اللواء محمد ناصر العنتيري الذي أكد أن هذا الملف هو الأخطر في محافظة الوادي الجديد بعد تفشي ظاهرة ركوب الشباب السيارات الفارهة وهو آمر يؤدي إلى إحباط كل من ينظر ويقيم هؤلاء الأفراد المشبوهين ...بل يؤدي إلي خلق نوع من عدم الرضا بين أوساط مجتمع المواطنين البسطاء بالمحافظة الذين يرون بين ليلة ومساها الشباب من ابناء الجيران يركبون سيارات ويقيمون العقارات وما إلى ذلك من الأمور التي يقبل عليها النصابين لغسيل أموالهم .....وهنا أؤكد علي أن كل شيء يبدأ بالخطأ ...سينتهي بالخطأ....وأن عمليات النصب والاتجار بالآثار المقلدة نهايتها قريبه جدا....وأن دافع الانتقام يكون هو المسيطر على جميع الأطراف وأن القصاص العادل يأخذ مجراه...و يتم القبض عليهم إن طال أو قصر الوقت.... وأوضح أن تمركزات الشرطة المنتشرة على الطرق الرئيسية ومداخل ومخارج المحافظة والمدقات التي يتردد عليها المهربين تم تشديد الرقابة عليها، ويؤكد مدير أمن الوادي الجديد أن الإدارات المعنية بالمديرية تقوم بمتابعة الأفراد المسجلين في قضايا الاتجار بالآثار المقلدة. ومن جانبه، أكد رئيس إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن الوادي الجديد العميد طارق عجيزي أن من صعوبة هذا الملف عدم تلقي بلاغات رسمية لأن الموضوع في النهاية يكون حرامي يسرق حرامي ولا يقوم الضحية من المنصوب عليهم بإبلاغ الشرطة بل أن الآمر يتطور بعد اكتشاف المنصوب عليه أن الآثار التي قام بشرائها ليست حقيقية وهو الأمر الذي يدفعه للانتقام فيقوم بالإعداد لعمليه أخرى ويتورط فيها، وهو آمر نحاول منع وقوعه بمساعدة المواطنين. ويناشد العجيزي مواطني الوادي الجديد بسرعة الإبلاغ عن أي شيء يرونه غير طبيعي على مستوي مدن وقرى الوادي الجديد مؤكدا أن كل شيء يأتي بالحرام يذهب بالحرام وأن الثروة الحقيقية ليست أن يركب الشاب السيارات الفارهة ويبني العقارات بالحرام ..وأن الثروة الحقيقية أن الشباب يمتلك العقل الذي وهبه الله إياه فلو فكر في استخدامه في إقامة مشروعا ولو بسيطا وصغيرا سيكون الأفضل لأن الطمع يقتل صاحبه وهي خبرة الأيام من العمل في شرطة المباحث ....مؤكدا أن الأمن داخل أسرة المواطن هو المعادلة التي ينعم بها البسطاء الشرفاء الذي يملئ قلوبهم الإيمان ....بقيمة ما يقدمه من خير للمجتمع وهو نفس الأمر والمعادلة التي لا يستطيع النصاب تحقيقها فهولاء يموتون في اليوم الواحد عشرات المرات لأن حياتهم وحياة أولادهم مهددة بالقتل والضياع في أي وقت وهي أمثلة يراها سكان الوادي الجديد فهم شاهدوا عن قرب نهايات مأساوية للنصابين فمنهم من تم قتله والتمثيل بهم ومنهم من أحرقت سياراتهم ومنازلهم ومنهم من اختفى ولا يعلم أحد أين هم الآن سواء بمزاجهم أو غصبا عنهم. ويطالب العجيزي أن يقوم المشرع لقانون العقوبات بتشديد العقوبة فمن يثبت عليه التهمه في الاتجار والنصب باسم الآثار حتى وإن كانت مقلدة والتي معها سيتم منع قضايا الاتجار باسم الآثار. ويضيف العجيزي أن تاريخ مصر لا يباع للأجانب ويتساءل كيف بعد ثورة 25 يناير ما زال الشباب يفكرون في ممارسة هذه المهنة . ومن جانبه أكد الناشط السياسي إسلام أبو الحسن أن اسم محافظة الوادي الجديد تلوث مؤخرا بسبب هؤلاء النصابين مؤكدا أن أهالي المحافظة ضاقوا ذرعا بتصرفات النصابين ويطالب مدير الأمن بتشديد الرقابة على تلك الشخصيات المعروفة لديهم لتخليص المجتمع من شرورهم ....مؤكدا أن عددا كبيرا من المواطنين يرفضون وضع اسم الوادي الجديد علي سياراتهم ويقومون بترخيص سياراتهم خارج المحافظة لان المنصوب عليهم خارج المحافظة أصبحوا غير قادرين علي التميز بين من هو شريف وبين من هو مذنب فالانتقام أغلق أعينهم. ويبقى أن نقول في نهاية هذا الملف أن محافظة الوادي الجديد تمثل 44% من إجمالي مساحة مصر وأن هذه المساحة ينتشر عليها أكثر من 120 موقعا اثريا هي المعروفة لدي هيئة الآثار وأن عشرات المواقع الأخرى غير مكتشفة ويتم اكتشافها بمعرفة النصابين الذين يقومون بالتنقيب عن الآثار فضلا عن أن الحراسات والبعثات العاملة في أعمال الحفائر والتنقيب عن الآثار مازالت ضعيفة والمطلوب تكثيف كلا من الحراسات والبعثات للحد من ظاهرة الاتجار والنصب وتهريب الآثار وتزويد مديرية أمن الوادي الجديد بالأجهزة الحديثة ذات المدى البعيد للاتصالات وكذلك مدهم بالسيارات الدفع الرباعي للسيطرة على ظاهرة تهريب الآثار.