وسيلة جديدة ومبتكرة ابتدعها عدد من النصابين بمحافظة المنيا لتحقيق الثراء السريع ليقوموا ببيع جثث الموتي المدفونة منذ فترة زمنية كبيرة علي أنها مومياوات أثرية ترجع إلي العصور المصرية القديمة، تتركز عمليات النصب بصورة أساسية في مركز العدوة وقري بني وركان والمسيد والعطف، الغريب أن تجار الآثار النصابين يقومون بالتعرف علي أرقام هواتف عدد من رجال الأعمال عن طريق الجرائد، ثم يتصلون بهم علي أنه اتصال برقم شخص آخر ويدعون خلال المكالمة أنهم أخطأوا في الاتصال بعد شرح سبب الاتصال فكان يقول مثلاً تم تجهيز الآثار والقطع سليمة 100% وعايزين نحدد ميعاداً! فيخدع رجل الأعمال أو أصحاب النفوذ ويبدأ في محاولة التقرب من النصاب ويعرض شراء القطع الأثرية أو المومياء لتبدأ مرحلة النصب يعرف في نهايتها رجل الأعمال أنه ضحية نصاب ادعي أنه تاجر آثار. المثير أن نصابي الآثار يقومون بشراء القطع الأثرية المقلدة من خان الخليلي بالقاهرة، ثم يقومون بتجهيزها للبيع بغليها في الشاي ثم دفنها في الأرض حتي تأخذ شكل القطع الأثرية الحقيقية، بالإضافة إلي قيامهم باستخراج الجثث المدفونة من المقابر ولفها بالكتان القديم وإعادة دفنها في مكان آخر بالصحراء، ثم يقومون بإحضار الزبون واستخراج الجثة أمامه علي أنها مومياء، وقد شهدت قرية «منشية حلفا» بالعدوة قيام شخصين باستخراج جثة مدفونة منذ زمن بعيد واتصلوا بأحد رجال الأعمال بالقاهرة وأوهماه أنها مومياء حقيقية، فتم القبض عليهما ومازالا قيد الحبس. كما شهدت قرية «برمشا» وبني وركان نفس الواقعة ومنذ عدة أسابيع وقع حادث بقرية «المسيد» راح ضحيته شاب لم يتجاوز عمره «15» عاماً سائق موتوسيكل بعد أن رفض 4 نصابين إعطاءه مبلغ 7 آلاف جنيه. وقد تعددت البلاغات عن حالات النصب أمام أجهزة الأمن عن انتشار هذه الطريقة، بخاصة في قري مركز العدوة يليها مغاغة، حيث أكد مصدر أمني مسئول - رفض ذكر اسمه - أنه تم اعتقال عدد من النصابين في مجال الآثار بقري العطف والمسيد وبني وركان، وذلك للحد من خطورة انتشار هذه الظاهرة، وأشار إلي أن عدد البلاغات بالرغم من كثرة عددها، فإنه لا يدل علي حقيقة الواقع لأنه في كثير من الأحيان يرفض المنصوب عليهم أو الضحية الإبلاغ عن النصابين والمحتالين لأنها تجارة غير مشروعة، وطالب وسائل الإعلام بضرورة تناول هذه القضية المهمة التي تنتشر بصورة واضحة في صعيد مصر، وذلك لنشر الوعي بين المواطنين منعاً لوقوعهم ضحية النصب والاحتيال تحت اسم الاتجار بالآثار، وأكد مقولة «أن النصاب بخير طالما الطماع موجود». ويتزعم هذه التجارة شخص يدعي الحاج «س. س» الذي تسبب العام الماضي في مقتل 3 أشخاص بمحافظة الإسكندرية بعد وقوع مشاجرة بين رجاله وهؤلاء الأشخاص الذين كانوا سيقومون بشراء آثار حقيقية بعد الاختلاف علي السعر، حيث وصل إلي 2 مليون جنيه، لكن لا أحد من الأهالي بمدينة العدوة يستطيع اتهامه نظراً لنفوذه المترامية في جميع أنحاء الجمهورية.