تكشف "المساء" أسرار المهربين ونصابي تجارة الآثار المصرية والمقلدة والمضروبة والتي يطلق عليها حاليا الآثار الصيني أو التايواني بواحات الوادي الجديد حتي انه لا يمر يوم الا ويقع عدد من هؤلاء المهربين في قبضة المباحث الجنائية وشرطة السياحة والآثار. يذكر ان الواحات الخارجة والداخلة وبلاط والفرافرة وباريس تمتلك اكثر من 120 موقعا أثريا تشمل آثار الإنسان ما قبل التاريخ والعصور الفرعونية والرومانية وتعرضت آثار معظم هذه المواقع للتنقيب والنبش والسرقة كما يقال في "عز الضهر". انتشرت عمليات التنقيب والحفر علي الآثار عقب احداث ثورة 25 يناير وما شهدته من غياب الأمن والحراسة علي المواقع الأثرية وكمائن الطرق علي مداخل ومخارج المحافظة. يقول محمد علي - ناشط حقوقي - ان محافظة الوادي الجديد من المحافظات التي ذاع سيطها وارتبط اسمها في السنوات الماضية في تجارة الآثار المضروبة نظرا لتوافد التجار وخبراء الآثار والمهربين عليها والاستعانة بالسماسرة من شباب عاطل وآخر حديثي السن يغرر بهم لاغرائهم بدافع انتشالهم من الفقر إلي عالم الثراء السريع وذلك لا يكلفهم سوي النبش والتنقيب بمواقع الآثار البعيدة عن أعين الحراسة ليلا وثمة مواقع أثرية لم يتم تسجيلها وتأمينها. اضاف انهم يهربون الآثار عبر دروب الصحراء ويخفونها في سيارات التبن والاعلاف الجافة حتي يمرون بها في سلام ولكن غالبا يسقط المهربون في قبضة الشرطة بكمائن الطرق كما حدث في الايام الماضية بالواحات وتعتبر محافظة أسيوط ترانزيت لمهربي اثار الوادي. يشير محمد سيد - عاطل - إلي استفادة نصابي ومهربي ومقلدي الآثار وصناعتها بدقة من الأسمنت والجبس ونحت الاحجار والخشب وتلوينه وكذلك الاستفادة من وسائل التكنولوجيا والاتصالات الحديثة المحمول وكاميرات الديجتال والكمبيوترات والنت مما سهل لغة التعامل والتواصل وعقد الصفقات وتبادل الصور ومقاطع الفيديو والترويج للآثار عبر المواقع والشبكة العنكبوتية وهناك من يقوم ببعث رسائل عشوائية SMS إلي هواتف المواطنين لاستقطاب الراغبين في عالم تجارة الآثار الرسائل تتضمن مثلا "يا فلان انزل فورا حيث تم اكتشاف مقبرة بها تماثيل ومومياء" وكلمني علي هذا الرقم. أوضح محمود علي - محام ان دافع الانتقام يكون مسيطرا علي هؤلاء النصابين وشاهدنا نهايات مأساوية فمنهم من تم ضربه والتمثيل به ومنهم من احرقت سياراتهم ومنازلهم ومنهم من اختفي ولا يعلم أحد عنهم شيئا. أكد اللواء محمد ناصر العنتري مدير أمن الوادي الجديد بأن الأجهزة الأمنية تفتح ملف النصابين ومهربي تجارة الآثار ويعتبر الاخطر في محافظة الوادي الجديد بعد تفشي ظاهرة امتلاك الشباب للسيارات الفارهة والعقارات. اشار العنتري إلي أن من يقومون بعمليات النصب والاتجار بالآثار المقلدة يتم القبض عليهم ان طال أو قصر الوقت وتم تشديد كمائن الشرطة للرقابة علي الطرق الرئيسية ومداخل ومخارج المحافظة والمدقات التي يتردد عليها المهربون وتقوم المباحث بمتابعة الافراد المسجلين في قضايا الاتجار بالآثار المقلدة.