لا يمكن لزائر مدينة الأقصر أن يتركها دون أن يقوم بجولة بالبالون الطائر ليكتشف سحر المدينة وكنوزها الأثرية التي لا مثيل لها. يقول علاء مدبولي مدير إحدى شركات البالون العاملة بالأقصر،عادة ما تبدأ جولة البالون في ساعة مبكرة من الفجر، حيث عادة ما يتلقى العرض من الشركات السياحية بأسماء السياح الراغبين في القيام بالجولة والفنادق التي يقيمون فيها سواء فنادق ثابتة أو عائمة فيقوم بالمرور عليهم وتجميعهم بمركب صغير ثم العبور بهم إلى الضفة الغربية للنيل حيث منطقة إطلاق البالون حيث يتجمع الزوار مع بداية الفجر وعند ظهور أول ضوء من اليوم الجديد يبدأ البالون في الطيران في تجربة لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الإنسان حيث مشاهدة ولادة يوم جديد. وأضاف مدبولي، أن نشاط البالون الطائر يتوقف على نتائج الأرصاد الجوية والتي نحصل على تقاريرها من هيئة الأرصاد. وأشار أن البالون يوجد في عدة أماكن منها لندن وإسبانيا وتركيا وكينيا ومصر، إلا أن الأقصر تعد المكان الوحيد الذي يصلح لمزاولة هذا النشاط معظم أوقات العام، وذلك لطبيعية الجو الملائم وطقسها المعتدل بالإضافة إلى المناظر الخلابة الموجودة بالمدينة. وقال إن هذا التوقيت مناسب للطيران، أما أفضل أوقات طيران البالون في الشتاء حيث الجو بارد، وفى الصيف مع الحرارة الشديدة يتم تقليل عدد الركاب في الرحلة التي تتأثر نوعا ما بارتفاع درجة الحرارة. وآشار مدبولي ، إن فكرة طيران البالون الطائر على مبدأ علمي وهو أن الهواء الساخن أخف من الهواء البارد، حيث يعلو فوقه ويتم ملء الغلاف الداخلي للمنطاد بالهواء الساخن ليصبح الهواء بداخل المنطاد أخف من الهواء المحيط به من الخارج ويبدأ البالون بالارتفاع في السماء، وتتراوح مدة الرحلة السياحية الواحدة للسائحين من 40 دقيقة إلى 60 دقيقة بارتفاع 2000 قدم عن أرض مدينة الأقصر، ويتسع البالون لحوالي من 12 حتى 34 شخصا حسب حجم البالون. وتبدأ خطوات رحلة الإقلاع بالبالون الطائر بملء غلاف البالون الطائر بالهواء مع توجيه مروحة كبيرة لتبريد الهواء داخل الغلاف الداخلي للمنطاد. التقينا بأحد الركاب بمجرد نزوله من البالون، يقول محمد عبد الوهاب، حقيقي رحلة البالون هي أحد أهم ما يميز مدينة الأقصر، صعدت لأرى جمال بلادي ومهما وصفت الرحلة فلن تغنى أبدا عن معايشتها على الطبيعة فالأقصر تتميز بصفاء جوها وطقس الجميل غالبا طوال أيام السنة خاصة مع بواكير الصباح ولا يمكن أن يمر يوم على تلك المدينة التي نعيش فيها دون أن تشرق فيه الشمس ولذلك فأنا حريص على دعوة أصدقائي لهذه الرحلة عند زيارتهم للأقصر. وتقول سلسبيل أحمد خيري طالبه بكلية الطب البيطري بأسوان أنها حرصت على تحقيق الحلم الذي ظل يراودها منذ الصغر بركوب البالون، مشيرة أنها في البداية كنت خائفة لأبعد الحدود لكن بمجرد أن استمعت إلى شرح الطيار عن وسائل الأمان في البالون طار الخوف وبدأ الانبهار الشديد فكل ما نراه ينطق بعظمة الأجداد وما أن يرتفع البالون حتى تشعر بسحر المنطقة وأضافت أن أجمل منظر أعجبها هو معبد الدير البحري الذي شيدته الملكة حتشبسوت في باطن الجبل وهو نموذج يشهد ببراعة أجدادنا وتفوقهم فئ العمارة مثلما تفوقوا في كل مناحي الحياة أما منظر النيل فهو سحر ليس له مثيل.