شهدت جلسة مجلس النواب، الإثنين 18 إبريل، مناقشات ساخنة وهجوما من النواب على بعض وسائل الإعلام لانتقادهم أداء أعضاء المجلس ومؤسسات الدولة بطريقة غير لائقة. واعتبروا أن ذلك يعد سبا وقذفا في حقهم، مطالبين باتخاذ الإجراءات القانونية ضد عدد من القنوات الفضائية والصحف. واستثنى النواب بعض وسائل الإعلام من الهجوم، مؤكدين أن هناك صحف تنتهج سياسة الرقابة الرشيدة وضرب النواب مثلا بصحيفة "الأخبار". وقال النواب، إن هذه هي الرقابة الرشيدة، منوهين إلى عدد الصحيفة الصادر الجمعة الماضي، وبه صور لعميد مدير إدارة شرطة المرافق أثناء تقبيله رأس بائع ليمون بعدما سيطرت على وجهه علامات الخوف عندما رأى حملة الشرطة تقترب منه. وقال د.علي عبد العال في بداية الجلسة أنه تلاحظ للعديد من أعضاء مجلس النواب قيام مجموعة من البرامج التلفزيونية والإعلامية بتوجيه النقد إلى مجلس النواب وأعضائه خارج حدود القانون وبما يتجاوز حدود حرية الرأي والتعبير . وأضاف عبد العال: أن «تلك البرامج تنظر للمسائل من زاوية واحدة ولا تنظر للرأي والرأي الآخر، وهناك فارقا بين حرية الرأي والقذف والسب وإهانة المؤسسات وصناعة الأزمات عن طريق استخدام تلك الحرية في هدم المؤسسات، وهناك أحكاما قضائية صدرت من محكمة النقض تفرق بين حرية الرأي والجرائم التي تنطوي تحت السب والقذف». ونوه عبد العال إلى أن النواب ليسوا ممثلين لأشخاصهم وإنما لجموع الناخبين، معتبرا أن إهانة المجلس وأعضائه هو إهانة لمجموع الناخبين الذين أتوا بهم إلى مقاعدهم. وأشار عبد العال إلى أن المجلس نجح في إعداد لائحته الداخلية فضلا عن نشاطه واستقباله لرؤساء الدول والوفود الخارجية، لافتا إلى أن إقرار المجلس ل 342 قرارا بقانون يمثل انجازا حقيقيا. ونوه عبد العال إلى أن مجلس النواب ألزم نفسه وأعضاءه بضرورة احترام مؤسسات الدولة الدستورية، مضيفا أن عددا كبيرا من النواب تحدثوا عما تناولته بعض وسائل الإعلام وأنه استشعر حزنا حقيقيا من أعضاء المجلس بسبب الخروج عن حرية الرأي والتعبير والنيل من المجلس وأعضائه. من جانبه، وجه النائب صلاح حسب الله رئيس حزب الحرية، انتقادات حادة للعديد من القنوات الفضائية، وقال: «للأسف أنها تحاول هدم مؤسسات الدولة والتحريض ضدها بطريقة ممنهجة تحمل بين طياتها إسفافا غير مقبول.. وتسأل أين أجهزة الدولة من تلك القنوات؟ وأين الهيئة العامة للاستثمار من تلك التجاوزات التي نشاهدها تعليقا على قضية الجزيرتين.. لقد وصلت الأمور أن يتلقى مجلس النواب ونوابه العديد من السب والقذف على الهواء مباشرا، فنحن مع حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة التي تعد أحد دعائم الدولة، لكن لسنا مع تحقير مجلس النواب». وتابع:0«أحد البرامج - في إشارة لبرنامج أبلة فاهيتا- وصف نواب الشعب بالعاهات، هذه ليست حرية ولكن سب وقذف يعاقب عليه القانون.. أين دور الهيئة العامة للاستثمار، نحن مع حرية الرأي ولكن مع وجود مؤسسات الدولة لوقف هذه التجاوزات لكن عندما يكون هناك إساءة وقذف فيجب أن نمارس دورنا الرقابي». واستشهد حسب الله، بحيادية جريدة الأخبار في عرض ونقل المعلومات قائلا: «جريدة الأخبار نشرت في عددها الصادر الجمعة الماضية صورة لضابط من شرطة المرافق.. وهو يقبل رأس بائع مسن كان خائفا عندما شنت شرطة المرافق حملة على المنطقة التي كان يبيع بها.. فهذه هي الرقابة الرشيدة.. نتكلم عن أي حاجه كويسة ونبرزها.. أنا بحيي هذا الشرطي وأحيي جهاز الشرطة وأحيي جريدة الأخبار». ورفض النائب محمد أبو حامد التهديدات التي أطلقتها بعض القنوات الفضائية ضد النواب، إذا وافقوا وأعلنوا أن جزيرتي تيران وصنافير سعودية. وقال: «كيف تصل الأمور إلى تهديد النواب بالتشهير ووصفنا بالخائنين في حالة موافقتنا على أن الجزيرتين سعوديتان». ووجه أبو حامد، اتهاماته لبعض الإعلاميين، قائلا: «إنهم يحاولون تصدير القلق للشعب المصري وتدمير كل شىء وتحريضهم ضد مؤسسات بأنها لا تعمل لصالحهم والإعلام يصدر للشعب المصري الإحباط بهدف الإتيان إلى الفوضى». وطالب أبو حامد، «باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الإعلام، رغم أننا نعلم أنه سلطة رابعة لكنها ليست فوق القانون». ووسط هجومه الحاد ضد الإعلام وحرية الرأي والتعبير، قال أبو حامد: «نحن نقدر دور الإعلام الذي قدم شهداء في الثورتين المصريتين ونحن حريصين على حرية الرأي والتعبير والصحافة لكن بعيدا عن أي تجاوز». ووجهت النائبة هالة صبحي، رسالة إلى الإعلاميين قائلة: «وجهوا أقلامكم وكلماتكم لبناء الوطن ولا تعملوا على تشويه صورته ولا تنساقوا خلف بعض الآراء التي تريد النيل من البرلمان، وأن نواب الشعب لن يفرطوا في حق مصر». وأشارت إلى أن البرلمان مع حرية الإعلام والفكر ولن ينادى بتكميم الأفواه ولكن على الجانب الآخر لابد أن يراعى الإعلاميين أن مصر تمر بمرحلة حرجة ولابد من تكاتف وتضافر جميع القوى السياسية والإعلامية للخروج من هذه الظروف الصعبة، مطالبة الهيئة العامة للاستثمار أن تتخذ الإجراءات اللازمة ضد أحد البرامج التليفزيونية التي وصفت أعضاء البرلمان بأنهم عاهات قائلة: «نحن لسنا نواب سبوبة ولا عاهات وجميعنا يد واحدة وعلى قلب رجل واحد». بدوره، قال النائب هاني أباظة إنه «يرفض أي محاولات للمساس بالجيش المصري وأي هجوم عليه من أي شخص.. وأنه على الرغم من كل المحاولات التي لا تليق بالشعب المصري فالجيش المصري بخير، وسيظل دعامة مصر الأولى وهو المؤسسة التي حافظت وما زالت تحافظ على مصر وتحميها، وستنهار جيوش العالم ويبقى الجيش المصري بخير».