هنا أري ان النظام يجب ألا يلدغ من جحر الأخطاء مرتين.. بمعني ان سببا رئيسيا لما حدث من بلبلة عدم وضوح الرؤية مبكرا حول المباحثات التي جرت بين البلدين تيران وصنافير.. فجأة وبعد أن كان الكثيرون بمصر والسعودية بل والعالم العربي لا يسمع بهذين الاسمين ولا إذا كان لبلدين أو مدينتين أو حتي منتج صناعي أو زراعي.. أصبحت الجزيرتان في صدارة الاهتمامات الإقليمية والدولية.. وهنا لن نناقش ولن نبحث تبعية الجزيرتين.. ولن نسير خلف « المفتين « بغير علم.. وأعتقد أنه يحكم هذا الأمر نقطتان مهمتان.. أولاهما علي الإطلاق أنه لا يوجد بين جموع الشعب المصري من يقبل التفريط في شبر واحد من أرضنا.. فهذا أمر غير وارد مطلقا في عقيدة عامة الشعب.. فما بالنا بمن يحملون أرواحهم علي أكفهم كل يوم دفاعا عن كل ذرة تراب وحبة رمل من أرضنا المقدسة قدسية أدياننا.. وثانيتهما أن الأمر يحكمه وثائق ومواثيق واتفاقيات دولية مؤكدة وبعيدا عن حالة الجدل التي تجتاح الكثيرين حول تبعية الجزيرتين وهذه أيضا يحكمها عاملان مؤثران أولهما وهو الأهم والأجمل حب المصريين للأرض وارتباطهم الوثيق بها.. وثانيهما وهو الأخطر حالة التربص لدي الكثيرين بالنظام الحالي بمصر وسعيهم لزعزعته حتي ولو كان الثمن هدم الدولة وتقويض أركانها.. وبما أن الأمر وقد حسم وسبق السيف العزل وتم توقيع اتفاقية لإعادة الجزيرتين للسعودية.. أجد أن الأهم الآن هو ماذا بعد توقيع الاتفاقية واعترافنا بسعودية الجزيرتين.. وهنا أؤكد ان العلاقات القوية والمتميزة والوطيدة بين مصر والمملكة يجب أن تكون خطا احمر من الجميع.. أولا من أجل الدولتين الكبريين.. وثانيا من أجل الأمتين العربية والإسلامية حيث تعد الدولتان وتوحدهما صمام أمان للعرب والمسلمين.. لكن ومع احتفاظنا بكامل الاحترام للمملكة الشقيقة ومواقفها معنا.. يبقي الأمن القومي المصري ومصلحتنا العليا فوق كل اعتبار وخاطر وهنا أري ان النظام يجب ألا يلدغ من جحر الأخطاء مرتين.. بمعني ان سببا رئيسيا لما حدث من بلبلة عدم وضوح الرؤية مبكرا حول المباحثات التي تجري بين البلدين منذ سنوات حول تبعية الجزيرتين.. لذلك يجب أن يعلن وبكل وضوح وشفافية ومن الان التفاصيل الممكن الإعلان عنها لاتفاقية ترسيم الحدود.. ولابد أن ندرك جميعا أن هناك أمورا قد يكون في إعلانها ما يمس الأمن القومي للبلدين ويعرضه للخطر. لكن بكل تأكيد هناك تفاصيل أخري عديدة في الاتفاق إعلانها لا يضر احد. إنما يفيد كثيرا في إزالة أي التباس لدي المصريين.. فالجزيرتان لا يخفي علي أحد أهميتهما القصوي للأمن القومي البحري لجميع الدول الواقعة علي البحر الأحمر أو علي الأقل بخليج العقبة.. وفي مقدمتهم مصر.. يجب أن يكون واضحا وجليا الترتيبات التي تم اتخاذها لضمان أمن مصر القومي في هذه المنطقة الحاكمة للحركة البحرية بخليج العقبة.. مع الوضع في الاعتبار أن الأمن القومي المصري والسعودي جزء لا يتجزأ.. ثم ماذا عن حركة الملاحة بالقرب من الجزيرتين وعدم الإضرار بالموانئ المصرية وأيضا السعودية التي تتحكم الجزيرتان بالحركة اليهما.. والتحركات البحرية العسكرية وضمانها لمصر في مختلف الظروف ثم إن المنطقة غنية بالثروات الطبيعية.. ونعلم انه بكل تأكيد تم مراعاة ذلك في الاتفاقية.. لكن لا ضير في إعلان المتاح منه.. ثم لا أدري لماذا تصمت الحكومة عما يشاع منذ الإعلان عن توقيع اتفاقية ترسيم الحدود من ان مصر ستستمر في إدارة الجزيرتين كما هو واقع حاليا لمدة 65 عاما مع حصولها علي 25 % من كنوزهما.. هل هذا صحيح أم لا؟.. وأخيرا فإن جزءا مهما من السياحة بالمنطقة يقوم علي الشعاب المرجانية.. ومع الأخذ في الاعتبار ان أي ضرر بمنطقة شعب يمتد لعدة كيلو مترات حولها. فهل تم مراعاة ذلك في الاتفاقية ؟ مرة أخري نؤكد علي انه يجب أن تظل العلاقات المصرية السعودية أقوي من أي محاولات للنيل منها.. وأن تزداد الثقة لدي المواطنين في وطنية من يحكمونهم وحرصهم علي التراب الوطني وأخيرا نأمل الا تقع الحكومة في نفس الخطأ وتتركنا فريسة للشائعات والأهواء