أثار الإعلان عن توقيع اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية، جدالا كبيرا في الأوساط الإسرائيلية بشكل ربما يكشف من وراء الحملة الضخمة المثارة حول جزيرتي "تيران وصنافير"، خاصة بعدما شنت جماعة الإخوان الإرهابية عبر لجانها الإلكترونية، حملة لتشويه الاتفاقيات الموقعة بين القاهرةوالرياض. فالجزيرتين هما مخرج إسرائيل للبحر الأحمر، وتعتبرهما جزءًا من التاريخ العسكري لها، لدرجة أن الإسرائيليين غنوا للجزيرتين في فترة ما قبل الحرب، وكتب يحيئل موهر أغنية عن "تيران"، لحنها موشيه فلينسكي، وغناها تسماد هدوديم . تقول الأغنية: تغلبنا على كل المصاعب، خرجنا منها بقوة، تجاوزنا حرب الاستقلال (نكبة فلسطين 1948)، كذلك تجاوزنا سيناء، سنمر في مضيق تيران، سنمر في الظلام والنور، رافعين العلم الإسرائيلي في مضيق تيران. وأطلق الكثير من الإسرائيليين اسم "تيران" أو "تيرانيت" على أبناءهم وبناتهم، تيمنا بالجزيرة، وتأكيدا على أهميتها الإستراتيجية بالنسبة لإسرائيل. "بوابة أخبار اليوم" رصدت أهم ما تناولته الصحافة الإسرائيلية وتعليق عدد من الشخصيات البارزة في المجتمع الإسرائيلي بشأن اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية. صحيفة "ها آرتس" نقلت عن يورام ميتال خبير الشئون المصرية بجامعة بن- جوريون، قوله إن اليوم وبعد التغيرات الكثيرة التي طرأت على الأوضاع السياسية بالمنطقة، وتقارب مصر من السعودية، فلن يكون لدى إسرائيل سبب للاعتراض على المشروع. وأضاف "ميتال" أنه وبعيدا عن الأهمية الاقتصادية لزيارة الملك سلمان لمصر، فإن هذه الزيارة تنطوي على الكثير من التبعات السياسية، أهمها محاولة الرياض تقريب القاهرة للمحور السعودي في كل ما يتعلق بالصراع مع إيران لاسيما على الجبهتين السورية واليمنية. ونشر موقع "عرابيل" الإسرائيلي تصريحا لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أكد فيه أن بلاده لن تتردد في خوض أية معركة من أجل الدفاع عن نفسها. وغرد الدبلوماسي الإسرائيلي آلون بينكاس على حسابه بموقع "تويتر"، قائلا: جزيرة تيران، جزء من التاريخ العسكري لإسرائيل (سنمر في الظلام والنور، رافعين العلم الإسرائيلي في مضيق تيران) أصبحت اليوم رسميًا جزءًا من السعودية في إطار اتفاق ترسيم حدود مع مصر. وأراد القنصل الإسرائيلي السابق في نيويورك، بتغريدته تذكير الإسرائيليين بالدور الذي لعبته الجزيرة ومضيقها الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر، في الصراع مع مصر. وعلق إيهود عيلام الباحث في شئون الأمن القومي والنظرية الحربية الإسرائيلية، بمقاله على موقع"walla"، قائلا: كانت إسرائيل وفي ضوء موقعها بقلب العالم العربي، دائما حساسة للغاية تجاه طرق ملاحتها، للاتصال مع الدول في جميع أنحاء العالم، ومع كل التطورات التي شهدها النقل الجوي، كانت الملاحة الحرة ولا تزال تمثل أهمية قصوى بالنسبة لإسرائيل. وأشار إلى أن إغلاق مضيق تيران، مخرج إسرائيل للبحر الأحمر على يد المصريين في عام 1955 وفي 1967 كان أحد الأسباب التي أدت في النهاية لاندلاع الحرب. واحتلت إسرائيل الجزيرة التي تبلغ مساحتها 80 كم مرتين، الأولى قبل العدوان الثلاثي على مصر، حيث نشر الجيش المصري مدفعيته في رأس نصراني بسيناء، المطلة على مضائق تيران، وبحسب المصادر الإسرائيلية فإنّ انسحاب إسرائيل من سيناء وجزيرة تيران جاء فقط بعد حصول رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك ديفيد بن جوريون على ضمانات مكتوبة بشأن حرية الملاحة في خليج إيلات من الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في فبراير 1957. منذ ذلك الوقت وحتى مايو 1967 سمح المصريون للسفن الإسرائيلية بالمرور عبر المضيق، لكن وفي الأيام التي سبقت نكسة يونيو أغلقت مصر "تيران" مجددا، وهي الخطوة التي اعتبرتها إسرائيل إعلان حرب، وكانت إحدى الأسباب الرئيسية لاندلاع المعارك. وقال آهارون ياريف رئيس المخابرات الحربية الإسرائيلية آنذاك ردًا على إغلاق مصر مضيق "تيران": إذا لم ترد إسرائيل على إغلاق المصريين- لن يكون هناك قيمة لمصداقيتها وقوة ردعها، وسترى الدول العربية في ضعف إسرائيل فرصة ممتازة لاستهداف أمنها ووجودها ذاته. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الإذاعة الإسرائيلية قولها، إن تل أبيب تعتبر إقامة هذا الجسر البري بين مصر والسعودية يمثل تهديدًا لها، حيث يعرض مدخلها الجنوبي للخطر. وأكدت الوكالة أن إسرائيل تعتبر أي إغلاق لمضيف تيران سببًا مباشرًا لإعلان الحرب، مضيفة أن اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين مصر وإسرائيل تنص على حرية الملاحة والعبور البحري بمضيق تيران.