تُعد جزيرتا "تيران وصنافير"، من أكثر الجزر حول العالم جذبا للسائحين، إذ تنتشر بهما الشعب المرجانية وأسماك نادرة حول العالم، لذلك فإن موقعهما المتطرف في البحر الأحمر بعيدا قليلا عن جنوبسيناء جعلهما هدفا دائمًا للاحتلال "الإسرائيلي". بعد حرب 1967 تمكنت إسرائيل من فرض سيطرتها الكاملة على مضيق تيران وهو المضيق الواقع مابين الجزيرة وسيناء، كما وضعت إسرائيل يدها على ثلاث ممرات من وإلى خليج العقبة، الأول منها بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وأقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة "عمقه 290 مترا" واسمه ممر "إنتربرايز". والثاني أيضًا بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، ولكن أقرب إلى الجزيرة، وهو ممر جرافتون، وعمقه "73 مترًا فقط"، في حين يقع الثالث بين جزيرتي تيران وصنافير، وعمقه 16 مترا فقط، لهذا الجزيرتان لهما أهمية استراتيجية لأنه يمكنهما غلق الملاحة في اتجاه خليج العقبة. في عام 1950 وقبل هزيمة 67 ب 17 عامًا، اتفقت مصر مع السعودية على ضم "جزيرتي تيران وصنافير"، وكانتا محل نزاع بين الدولتين، وتنازلت السعودية عن الجزيرتين نتيجة ضعف "البحرية السعودية"، وخوفا من طمع إسرائيلي متوقع في الجزيرتين. وبالفعل احتلت إسرائيل الجزيريتين بالممرات في عام 1967، وتواجدت القوات البحرية الإسرائيلية بكثافة في الجزيرتين، وأغلقت إسرائيل خليج العقبة بشكل تام بعد أن سيطرت على هضبة الجولان في سوريا، وأصبحت الجزيرتين تحت السيادة الإسرائيلية. وبعد انتصار أكتوبر ظلت إسرائيل متحكمة في الجزيرتين، إلى أن تم توقيع اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 لتدخل الجزيرتين في نطاق المنطقة "ج" وتعود ملكيتهما إلى مصر من جديد شريطة ألا تتواجد بهما قوات أخرى بخلاف الشرطة وهو ما تم بالفعل. أما عن الممرات بين الجزر وسيناء فقد سيطرت عليها القوات المصرية بشكلٍ تام، وفتحت الملاحة البحرية في خليج العقبة، وأصبحت جزيرتا "تيران وصنافير" من أهم الجزر الخلابة التي يأتي إليها السائحون من جميع الجهات بما في ذلك السائحين الإسرائيليين. لم يأت الحديث عن عودة تلك الجزيرتين إلى السعودية مرة أخرى إلا هذه الأيام، فبعد 66 عاما قضتها الجزيرتين في الأحضان المصرية، جاءت اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين المملكة العربية السعودية ومصر لتشمل – في أغلب الظن – على عودة الجزيرتين مرة أخرى إلى الرياض. ولم تكن جزيرتا "تيران وصنافير" يوما خاضعة للسيطرة السعودية الكاملة، بل كانتا – قبل عام 1950 – محل نزاع بين مصر والسعودية، وفي هذا العام أبلغت السعودية بريطانيا والدولة العثمانية بتخليها عن الجزيرتين للقوات المصرية بمحض إرادتها نتيجة ضعف القوات البحرية. جاء الملك سلمان إلى القاهرة محملا ب 20 اتفاقية ومليارات الدولارات إلى مصر، وتضمنت المباحثات بين "سمان" و"السيسي" ترسيم الحدود البحرية، وسط تساؤلات عن حقيقة تنازل مصر عن الجزيريتن مرة أخرى للرياض، خصوصًا بعد الدعم السعودي الكبير للنظام المصري بعد أحداث 30 يونيو 2013. كان المهندس الاستشاري والناشط السياسي ممدوح حمزة، قد تساءل الاتفاق المصري السعودي بترسيم الحدود البحرية، متسائلًا: هل تنازل السيسي عن جزيرة صنافير في ترسيم الحدود؟. وقال « حمزة» في عدة تدوينات له عبر موقع التغريدات القصيرة «تويتر» :« ما موقف جزيرة صنافير أمام جزر تيران المطلة علي رأس محمد ورأس الشيخ حميد هل تنازلنا عنها؟ مطلوب بيان ما هو ترسيم حدود؟. وتابع: « أرجوكم أريد أي معلومات عن موضوع ترسيم الحدود ظهور موضوع اسمه ترسيم حدود يلعب الفار في عبي؟ هل هي جزيرة صنافير؟ ليس من حق السيسي التنازل".