على مدى ال64 عامًا الماضية، مرت العلاقات الثنائية بين مصر وإثيوبيا، بكثير من المنحنيات على المستوى الرسمي، إذ شهدت العلاقات المصرية- الإثيوبية، ازدهارًا كبيرًا في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، الذى يعد أول رئيس مصري يزور إثيوبيا، وأسس فيها منظمة الوحدة الإفريقية، كما قدمت مصر لإثيوبيا دعمًا اقتصاديًا، وتجاريًا خلال تلك الفترة، ما جعلها حليفًا قويًا. "عبد الناصر" و"سلاسي" في 24 يوليو 1965 دعا الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الإمبراطور الإثيوبي هيلا سلاسي، للمشاركة في الاحتفالات الدينية في مصر، حيث شهد الإمبراطور الإثيوبي وضع حجر أساس الكاتدرائية المرقسية، وحضر حفل افتتاحها صباح الأربعاء 26 يونيو 1968، في ذلك الوقت كانت الكنيسة المصرية توفد قساوسة، للخدمة في الكنيسة الإثيوبية، لتبعية الأخيرة لها. "السادات" وتوتر العلاقات مع تولي الرئيس الراحل أنور السادات حكم مصر، شهدت العلاقات المصرية الإثيوبية كثيرا من التوترات والتي وصلت إلى ذروتها بعد توقيع معاهدة الدفاع المشترك مع السودان، التي دعمت حركة تحرير إريتريا، وكانت هذه بداية الصدام الذي انتهى بالقطيعة. في عام 1976 انتقلت العلاقات بين البلدين من مرحلة التوتر إلى مرحلة الصدام، وذلك بعد رفض السادات مقابلة الوفد الإثيوبي الذي زار مصر في ذلك التوقيت، وأعلن عزم مصر البدء في مشروع تحويل جزء من مياه النيل لري 35 ألف فدان في سيناء، وهو الأمر الذي قابلته إثيوبيا بشكوى تقدمت بها إلى منظمة الوحدة الإفريقية في ذلك الوقت تتهم فيها مصر بإساءة استخدام مياه النيل، ثم إعلان الكنيسة الإثيوبية الانفصال عن الكنيسة المصرية وانقطاع العلاقات بين الكنيستين بعد إصرارها على رسامة بطريرك لها، واستمرت هذه القطيعة حتى يوليو 2007، حين توسط بطريرك أرمينيا بين الكنيستين، من أجل عودة العلاقات مرة أخرى. محاولة اغتيال "مبارك" في عام 1995 تعرض الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لمحاولة اغتيال فاشلة عن طريق استهداف موكبه، لتنقطع العلاقات المصرية الإثيوبية، ويتوقف مجلس الأعمال المصري الإثيوبي طوال فترة حكم مبارك. وبدأت حدة العلاقات تظهر من جديد، خصوصًا مع انتشار شائعات عن وجود تحالف إثيوبي إسرائيلي، ومحاولة بناء سد الألفية الجديدة، مع تولي ملاس زيناوي رئاسة وزراء إثيوبيا، وانتهاجه سياسات معادية لمصر. "مرسي" وأزمة السد زار الرئيس المعزول محمد مرسي، إثيوبيا مرتين خلال فترة حكمه القصيرة جدًا، الأولى جاءت بمناسبة افتتاح أعمال القمة الإفريقية، والثانية على خلفية القمة الإفريقية الاستثنائية.. وفي هذه المرحلة استشعرت أديس أبابا ضعف مصر وبدأت في تنفيذ مشروع سد النهضة رغم التصريحات النارية التي أطلقها الإخوان في ذلك الوقت وتأكيدهم على أن مصر لن تفرط في نقطة مياه واحدة من مياه النيل، وتنظيم مرسي للقاء وصف ب"الفضيحة" ضم بعض القوى والأحزاب السياسية وتمت إذاعته على الهواء حول سبل رد مصر على خطوة إعلان إثيوبيا لبناء السد. "السيسي" يصلح ما أفسده الإخوان ومنذ لحظة تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، لحكم البلاد، سعى الزعيم المصري إلى إعادة العلاقات بين مصر وإثيوبيا إلى عهدها الأول، واستعادة الثقة بين البلدين وهو ما تكلل بالنجاح في إعادة ملف سد النهضة إلى مائدة المفاوضات مع تعهد الجانب الإثيوبي بعدم المساس بحصة مصر المائية. وفي 29 يناير 2016.. غادر الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطار القاهرة الدولي، متجهًا إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في القمة الإفريقية المنعقدة في دورتها الرابعة والعشرين، تحت شعار "عام تمكين المرأة والتنمية من أجل تحقيق أجندة 2063.