قال دكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والري أنه تم وضع إستراتيجية مائية حتى عام 2050 لمواجهة الطلب المتزايد على الموارد . وأضاف مغازى أن الخطة تهدف إلى موجهة زيادة النمو السكاني وارتفاع معدلات النمو الزراعي والصناعي . جاء ذلك خلال افتتاحه المؤتمر الذي ينظمه المكتب الإقليمي للمنظمة الدولية للأغذية والزراعة (الفاو) بالقاهرة حول ندرة المياه الثلاثاء 27 أكتوبر . وأوضح مغازى إن أنتاج مصر من المياه سنويا يبلغ نحو 60 مليار متر مكعب، من بنيها 5ر55 مليار متر مكعب حصة مصر في مياه النيل والباقي من المياه الجوفية وحصاد الأمطار، بينما يبلغ الاستهلاك حاليا أكثر من 75 مليار متر مكعب، ويتم سد النقص بين الإنتاج والاستهلاك من خلال إعادة تدوير نحو 15 مليار متر مكعب من مياه الصرف. وأشار إلى أن الخطة تعتمد على حملات توعية بترشيد استهلاك المياه ووقف التعديات والمخالفات والحد من عمليات تلويث المياه، وحسن إدارة وتوزيع منظومة الموارد والاستخدامات المائية عموما والمياه الجوفية على وجه الخصوص من أجل ضمان أطول فترة عمرية للخزان الجوفى. ولفت الوزير في هذا الصدد إلى مشروع استصلاح وزراعة 5ر1 مليون فدان الذي يعتمد على المياه الجوفية بنسبة 88%، مع استخدام أحدث وسائل التقنية في استخراج واستهلاك المياه. وأشار إلى أن ذلك أعطى مؤخرا إشارة البدء لتشغيل أول بئر يعمل بالطاقة الشمسية بهذا المشروع، ضمن 102 بئر سيتم إنشاؤها لتعمل بالطاقة الشمسية والتحكم الآلي عن بعد، من خلال منظومة المراقبة الشاملة ، وتشمل المرحلة الأولى 50 بئرا بعمق يصل إلى 250 مترا وتعد نموذجا مثاليا لترشيد استخدام الطاقة إلى جانب حسن إدارة واستهلاك المياه. وأكد مغازى حرص مصر على تبادل الخبرات والتعاون مع مختلف الهيئات والمنظمات الدولية المعنية بقضايا المياه والأمن المائي. وأشار إلى أن برنامج التعاون الإقليمي لرصد استهلاك المياه يقوم على الاعتماد على الأقمار الصناعية من خلال منظومة الاستشعار عن بعد للاستفادة من التقدم في مجال التكنولوجيا، بعد أن تم إطلاق أحدث جيل من أجهزة الاستشعار في الأقمار الصناعية وتحسين قدرة تكنولوجيا المعلومات والتي وصلت أخيرا لمستوى من النضج يمكننا من خلاله قياس مقدار المياه الزراعية. وأفاد بأن منظومة الاستشعار عن بعد تسمح بالرد على الأسئلة المتعلقة بالمياه الإستراتيجية ، بالإضافة إلى الاستفادة من نقاط القوة والقدرات بدول الاقليم وتبادل المعارف والخبرات علاوة على خفض التكاليف الاستثمارية والتشغيلية. يذكر أن مؤتمر الفاو يعقد على مدار 3 أيام بمشاركة ممثلى دول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وعدد من المنظمات الدولية المتخصصة في مجالات الموارد المائية والزراعة مثل منظمة الغذاء العالمي والمنظمة الدولية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). ويؤكد المؤتمر أهمية تحقيق التخطيط الاستراتيجي وإدارة الموارد المائية بعناية من خلال رصد وتقييم كمي لاستهلاك المياه من قبل كافة القطاعات المستخدمة للمياه وخاصة الزراعة.