تنسيق المرحلة الثالثة، الأخطاء الشائعة عند تسجيل الرغبات وتحذير من الرقم السري    وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى اندثار بعض الوظائف.. والحل التوجه لمهن جديدة    بينهم مصريون.. بنك HSBC يُغلق حسابات 1000 من أثرياء الشرق الأوسط    عقوبة تزوير الكود التعريفي للمعتمر وفقًا للقانون    وداعًا للبطاريات.. خلايا شمسية جديدة تشغل الأجهزة من إضاءة الغرف    الاحتلال الإسرائيلى يقتحم بلدتين بالخليل ومدينة قلقيلية    "وول ستريت جورنال": البنتاجون يمنع أوكرانيا من استخدام الأسلحة بعيدة المدى لضرب العمق الروسي    في 12 مقاطعة ب موسكو.. الدفاع الروسية تُسقط 57 مسيرة أوكرانية    تصل كييف خلال 6 أسابيع.. إدارة ترامب توافق على بيع 3350 صاروخا بعيد المدى ل أوكرانيا    فرنسا تستدعى السفيرة الإيطالية بعد تصريحات نائب رئيس الحكومة الإيطالية ضد ماكرون    ملخص وأهداف مباراة ليفانتي ضد برشلونة 2-3 في الدوري الإسباني    فينجادا: حزنت من انتقال زيزو إلى الأهلي.. والكرة المصرية تعاني من عدم الاحترافية    محافظ الإسكندرية يزور مصابي حادث غرق شاطئ أبو تلات بمستشفى العامرية    تفاصيل مصرع طفلة في انهيار سقف منزل قديم بالغربية    خسوف القمر الكلي.. مصر على موعد مع ظاهرة فلكية بارزة في 7 سبتمبر.. فيديو    انقلاب سيارة محملة بالزيت على الطريق الدولي ومحافظ كفر الشيخ يوجه بتأمين الطريق    للحفاظ على عمر البطارية.. نصائح مهمة لمستخدمي هواتف أندرويد وآيفون    حسام داغر: بهاء الخطيب كان بيلعب ماتش كرة وقع مات    مروة ناجي تتألق في أولى مشاركاتها بمهرجان الصيف الدولي بمكتبة الإسكندرية    بالصور.. ليلى علوي وأحمد العوضي وإلهام شاهين في الساحل الشمالي    الكاتب سامح فايز يعتذر لصاحب دار عصير الكتب بعد 3 أعوام من الخلافات    شاب بريطاني لم يغمض له جفن منذ عامين- ما القصة؟    وزير الصحة: نضمن تقديم الخدمات الصحية لجميع المقيمين على رض مصر دون تمييز    أمين عمر حكم مباراة الأهلي أمام غزل المحلة    في المباراة ال 600 للمدرب.. ويسلي يفتتح مسيرته مع روما بحسم الفوز على بولونيا    كما كشف في الجول - القادسية الكويتي يعلن التعاقد مع كهربا    قصف مدفعي جديد يستهدف وسط غزة    مهرجان القلعة.. أحمد جمال يطوي الصفحة الأخيرة للدورة 33 (صور)    خلال اشتباكات مع قوات الأمن.. مقتل تاجر مخدرات شديد الخطورة في الأقصر    مصرع طفل وإصابة 2 آخرين في انهيار حائط بسوهاج    تاليا تامر حسني: التنمّر ليس مزحة.. إنه ألم حقيقي يدمّر الثقة بالنفس (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الانخفاض.. أسعار الذهب اليوم الأحد 24 أغسطس 2025 محليًا وعالميًا    رسميًا الآن بعد الانخفاض.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 24 أغسطس 2025    «المصري اليوم» في جولة داخل أنفاق المرحلة الأولى للخط الرابع ل«المترو»    برشلونة يقلب تأخره لفوز أمام ليفانتي بالدوري الاسباني    «قولتله نبيع زيزو».. شيكابالا يكشف تفاصيل جلسته مع حسين لبيب    كيرمونيسي يفجر المفاجأة ويفوز على ميلان في الدوري الإيطالي    «شيشة في الأوضة».. شيكابالا يكشف مفاجأة صادمة بشأن ثنائي الزمالك    وزير الإسكان يتابع موقف عدد من المشروعات بمطروح    أحد المقربين يتصرف بطريقة غريبة.. حظ برج القوس اليوم 24 أغسطس    لا صحة لوقوع خطأ طبي.. محمود سعد يوضح تطورات الحالة الصحية للفنانة أنغام    وسط ترقب وهتاف.. الجمهور ينتظر تامر حسني بحماس في مهرجان مراسي (صور)    رسميًا.. موعد المولد النبوي 2025 في مصر وعدد أيام الإجازة للقطاع العام والخاص والبنوك    مستثمرون يابانيون: مصر جاذبة للاستثمار ولديها موارد تؤهلها للعالمية    محافظ شمال سيناء يوجه بتشغيل قسم الغسيل الكلوي للأطفال بمستشفى العريش العام    إحالة المتغيبين في مستشفى الشيخ زويد المركزى إلى التحقيق العاجل    "سلامة قلبك".. مستشفى جديد لعلاج أمراض وجراحة القلب للأطفال مجانًا بالمحلة الكبري    "كنت بشوفهم بيموتوا قدامي".. شهادة ناجية من فاجعة غرق طالبات سوهاج بشاطئ أبو تلات بالإسكندرية    «أوقاف المنيا» تعلن بدء احتفال المولد النبوي غدًا الأحد 24 أغسطس    تعرف على استعدادات تعليم كفر الشيخ للعام الدراسي الجديد    يوسف الحسيني: الإخوان من أبرز التنظيمات التي تسعى لهدم الدولة المصرية    هل يجوز الطلاق على الورق والزواج عرفي للحصول على المعاش؟.. أمين الفتوى يجيب    كيف تدرب قلبك على الرضا بما قسمه الله لك؟.. يسري جبر يجيب    أوقاف الدقهلية تبدأ اختبارات أفضل الأصوات في تلاوة القرآن الكريم    هل يجوز قراءة القرآن أثناء النوم على السرير؟.. أمين الفتوى يجيب    الجندي يشدد على ضرورة تطوير أساليب إعداد وإخراج المحتوى العلمي لمجمع البحوث الإسلاميَّة    حصاد الأسبوع    الأوقاف: «صحح مفاهيمك» تتوسع إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضغط السوري يؤرق داعش.. والانهيار مستبعد
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 07 - 02 - 2015

تشير هزيمة الدولة الإسلامية "داعش" في كوباني وانتكاسات أخرى في سوريا إلى أن التنظيم يتعرض لضغط لكنه لا يزال بعيدا عن الانهيار في الشق السوري من أرض الخلافة التي أعلنها.
خسارة التنظيم
يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب في سوريا إن معارك عين العرب (كوباني) التي استمرت أربعة أشهر والتي حقق فيها المقاتلون الأكراد المدعومون بالغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة نصرا كبيرا كبدت التنظيم 2000 مقاتل.
وبعيدا عن الأضواء خسر التنظيم أرضا أمام القوات الحكومية السورية والقوات الكردية السورية في أماكن أخرى. ويقول خصوم التنظيم إن هناك بوادر لم يسبق لها مثيل على اضطراب تنظيمي في صفوفه.
وتقول تقارير إن فرض التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة له ربما كان دليلا على نقص في الرجال في الوقت الذي يقاتل فيه التنظيم في كل من سوريا والعراق.
لكن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تتحول الدفة بحسم ضد التنظيم الذي يواجه في سوريا ضغطا عسكريا أقل من الذي يواجهه في العراق.
لا يزال التنظيم يفرض قبضة قوية على محافظة الرقة معقله في سوريا وكذلك على الأراضي الممتدة إلى الشطر العراقي من أرض الخلافة المعلنة. ولا يواجه التنظيم تحديا خطيرا لسيطرته على تلك المناطق العربية السنية بعدما استخدم العنف لسحق جميع معارضيه فيها.
وربما يرد التنظيم على هزيمة كوباني بفتح جبهات جديدة في سوريا. ولا تزال قدرته كبيرة عل شن حرب نفسية. ويؤكد ذلك الفيديو الذي نشره لحرق الطيار الأردني الذي كان يحتجزه. ومع ذلك كانت الهزيمة في كوباني أول نكسة كبيرة للدولة الإسلامية في سوريا منذ بسطت قبضتها بسرعة على الأراضي التي سيطرت عليها بعد الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية في يونيو حزيران العام الماضي.
وقال الليفتنانت كولونيل توماس جيليران، وهو ضابط في الجيش الأمريكي ومسؤول إعلامي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، إن التنظيم "دفع ثمنا كبيرا جدا في كوباني."
ومضى قائلا لرويترز "خارج كوباني هناك بالفعل مناطق كثيرة في سوريا ليس للدولة الإسلامية في العراق والشام (الاسم السابق للتنظيم) منافس فيها بقوات على الأرض. مع ذلك هناك مناطق كثيرة أيضا يتعرضون فيها في الحقيقة لضغط من قوات النظام السوري والعناصر الكردية وجماعات معارضة أخرى داخل سوريا."
ويضاف إلى هذا الضغط أن تمويلات الدولة الإسلامية يعتقد أنها تتراجع بسبب الانهيار العالمي لأسعار النفط. ويعتمد التنظيم جزئيا في التمويل على بيع النفط المنتج في المناطق الخاضعة لسيطرته.
مواقع دفاعية
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدولة الإسلامية خسرت خارج كوباني في الآونة الأخيرة أرضا أمام القوات الحكومية السورية قي معركة مهمة قرب قاعدة جوية في محافظة دير الزور.
وقال المرصد ومسؤول كردي، إن التنظيم خسر أرضا أيضا أمام القوات الحكومية والقوات الكردية في محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق البلاد وهي محافظة متاخمة للعراق.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) اليوم، إن الجيش السوري بسط سيطرته في أحدث معاركه مع الدولة الإسلامية على 16 قرية وقتل أعدادا كبيرة من مقاتلي التنظيم.
وقال ناصر حاج منصور المسؤول في هيئة الدفاع الكردية في شمال شرق سوريا، إن الجهاديين يولون الأدبار في مواقع دفاعية وإن هجماتهم في المنطقة خلال الشهر الماضي كانت غير منظمة على غير العادة.
وقال متحدثا لرويترز من المنطقة عبر سكايب "هذا لا يعني أنه فقد كل قوته.. لكنه ليس على مستوى الضراوة التي كان عليها من قبل."
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم نشر كل ترسانته في معركة كوباني ومنا مفجرون انتحاريون في عربات مدرعة. وكان دور الدعم الجوي الأمريكي ومقاتلي البشمركة الأكراد حاسما في مساعدة وحدات حماية الشعب على استعادة المدينة.
ولا توجد لكوباني أهمية إستراتيجية تذكر لكن المعركة من أجلها التي غطتها وسائل الإعلام الدولية بكثافة من داخل الحدود التركية الملاصقة للمدينة صارت نقطة مركزية في الحرب على التنظيم المتشدد في سوريا. وقال مقاتلان من الدولة الإسلامية عبر سكايب، إن انسحاب التنظيم من كوباني تكتيكي.
ضغط العراق
التنظيم واقع تحت ضغط أكبر في العراق حيث لا يزال يسيطر على الموصل والكثير من محافظة الأنبار لكن قوات البشمركة كثيفة التسليح استعادت مساحات كبيرة من الأرض في أماكن أخرى.
وقال أحد المقاتلين، إن الهجمات الأخيرة في مصر أظهرت أن التنظيم يوسع نطاق وجوده. وأضاف المقاتل الذي تحدث إلى رويترز عبر سكايب من الرقة، لكنه رفض ذكر اسمه "بعض وحدات جيش الدولة الإسلامية تتحرك من سوريا إلى العراق والعكس."
وضربت الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة مقاتلين للدولة الإسلامية ومعدات لها خلال الانتقال من سوريا إلى العراق وضربت أهدافا أخرى في الحسكة وغيرها.
وقال الأردن، إنه أرسل عشرات المقاتلات لقصف أهداف للدولة الإسلامية في سوريا أمس الخميس وهو ما قال إنها مجرد بداية انتقام لمقتل الطيار.
ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الغارات بأنها الأعنف من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ بداية العام. لكن يعتقد على نطاق واسع أن القوات البرية ضرورية للقضاء على التنظيم.
وقال أحد قادة المعارضة المسلحة الذي عملت قواته في محافظة دير الزور التي تربط الرقة بالعراق قبل أن تطردها الدولة الإسلامية إن التنظيم شدد قبضته على المحافظة.
لكن ظهرت جيوب مقاومة في شكل مجموعات صغيرة تشن هجمات على غرار الكمائن ضد مقاتلي التنظيم. ولا تزال الحكومة تسيطر على القاعدة الجوية تدعمها ميليشيات متحالفة معها استولت على أرض من الدولة الإسلامية في الآونة ألأخيرة حول القاعدة.
تجنيد إجباري
ووصف شخص شارك في المعارك الأخيرة ضد الدولة الإسلامية في دير الزور الهجمات الانتحارية غير المبررة التي نفذها ستة على الأقل من مقاتلي التنظيم على تحصينات لا يمكن اختراقها. وقال إنهم يفتقرون إلى هيكل قيادي. وأضاف المقاتل "كنا مدهوشين ومتفاجئين مما يفعلون إذ أنه لا يمكن أن تفجر نفسك بساتر. ما الهدف؟"
في نفس الوقت قال القيادي بالمعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم شن حملة تجنيد إجباري في دير الزو. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "هذا يظهر نقصا".
سير المعركة في سوريا كما في العراق معلق على قدرة أعداء التنظيم على هزيمته في المناطق العربية السنية التي يتحصن فيها أكثر من غيرها.
تدريب المعارضة السورية
ولتحقيق ذلك تعتزم الولايات المتحدة تسليح وتدريب أعضاء المعارضة المعتدلة للرئيس بشار الأسد. لكن لا يزال يتعين عليها أن تبدأ. وهناك الكثير من الأسئلة حول كيف ستمضي قدما إذ أن جماعات المعارضة غير الجهادية هي الأضعف بين كل أطراف الصراع.
واستبعدت واشنطن التعاون مع الأسد رغم أن هناك تعاونا غير مباشر باعتبار أن الجانبين شريكان في المجال الجوي الذي يستخدم في قصف الدولة الإسلامية.
أظهرت وحدات حماية الشعب الكردية وهي شريكة للولايات المتحدة في مقاتلة الدولة الإسلامية صلابة في القتال ضد التنظيم لكن يرجح أن تكون قوتها قليلة الأثر خارج المناطق الكردية.
وقال دبلوماسي غربي كبير، إنه يجب تجنب المبالغة في الانتكاسات الأخيرة للدولة الإسلامية. لكنه أضاف "لا شك أن أيام طيش الدولة الإسلامية في العراق والشام ولت."
وقال دبلوماسي آخر، إن الدولة الإسلامية قادرة على إعادة تجميع قواتها وفق إمكانياتها في المناطق العربية السنية. وأضاف "الدولة الإسلامية في موقف دفاعي.. إنها مفككة مثل قطرات الزئبق التي انفصلت عن بعضها البعض.. لكن يمكنهم أن يتجمعوا من جديد."
تشير هزيمة الدولة الإسلامية "داعش" في كوباني وانتكاسات أخرى في سوريا إلى أن التنظيم يتعرض لضغط لكنه لا يزال بعيدا عن الانهيار في الشق السوري من أرض الخلافة التي أعلنها.
خسارة التنظيم
يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب في سوريا إن معارك عين العرب (كوباني) التي استمرت أربعة أشهر والتي حقق فيها المقاتلون الأكراد المدعومون بالغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة نصرا كبيرا كبدت التنظيم 2000 مقاتل.
وبعيدا عن الأضواء خسر التنظيم أرضا أمام القوات الحكومية السورية والقوات الكردية السورية في أماكن أخرى. ويقول خصوم التنظيم إن هناك بوادر لم يسبق لها مثيل على اضطراب تنظيمي في صفوفه.
وتقول تقارير إن فرض التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة له ربما كان دليلا على نقص في الرجال في الوقت الذي يقاتل فيه التنظيم في كل من سوريا والعراق.
لكن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تتحول الدفة بحسم ضد التنظيم الذي يواجه في سوريا ضغطا عسكريا أقل من الذي يواجهه في العراق.
لا يزال التنظيم يفرض قبضة قوية على محافظة الرقة معقله في سوريا وكذلك على الأراضي الممتدة إلى الشطر العراقي من أرض الخلافة المعلنة. ولا يواجه التنظيم تحديا خطيرا لسيطرته على تلك المناطق العربية السنية بعدما استخدم العنف لسحق جميع معارضيه فيها.
وربما يرد التنظيم على هزيمة كوباني بفتح جبهات جديدة في سوريا. ولا تزال قدرته كبيرة عل شن حرب نفسية. ويؤكد ذلك الفيديو الذي نشره لحرق الطيار الأردني الذي كان يحتجزه. ومع ذلك كانت الهزيمة في كوباني أول نكسة كبيرة للدولة الإسلامية في سوريا منذ بسطت قبضتها بسرعة على الأراضي التي سيطرت عليها بعد الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية في يونيو حزيران العام الماضي.
وقال الليفتنانت كولونيل توماس جيليران، وهو ضابط في الجيش الأمريكي ومسؤول إعلامي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، إن التنظيم "دفع ثمنا كبيرا جدا في كوباني."
ومضى قائلا لرويترز "خارج كوباني هناك بالفعل مناطق كثيرة في سوريا ليس للدولة الإسلامية في العراق والشام (الاسم السابق للتنظيم) منافس فيها بقوات على الأرض. مع ذلك هناك مناطق كثيرة أيضا يتعرضون فيها في الحقيقة لضغط من قوات النظام السوري والعناصر الكردية وجماعات معارضة أخرى داخل سوريا."
ويضاف إلى هذا الضغط أن تمويلات الدولة الإسلامية يعتقد أنها تتراجع بسبب الانهيار العالمي لأسعار النفط. ويعتمد التنظيم جزئيا في التمويل على بيع النفط المنتج في المناطق الخاضعة لسيطرته.
مواقع دفاعية
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدولة الإسلامية خسرت خارج كوباني في الآونة الأخيرة أرضا أمام القوات الحكومية السورية قي معركة مهمة قرب قاعدة جوية في محافظة دير الزور.
وقال المرصد ومسؤول كردي، إن التنظيم خسر أرضا أيضا أمام القوات الحكومية والقوات الكردية في محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق البلاد وهي محافظة متاخمة للعراق.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) اليوم، إن الجيش السوري بسط سيطرته في أحدث معاركه مع الدولة الإسلامية على 16 قرية وقتل أعدادا كبيرة من مقاتلي التنظيم.
وقال ناصر حاج منصور المسؤول في هيئة الدفاع الكردية في شمال شرق سوريا، إن الجهاديين يولون الأدبار في مواقع دفاعية وإن هجماتهم في المنطقة خلال الشهر الماضي كانت غير منظمة على غير العادة.
وقال متحدثا لرويترز من المنطقة عبر سكايب "هذا لا يعني أنه فقد كل قوته.. لكنه ليس على مستوى الضراوة التي كان عليها من قبل."
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم نشر كل ترسانته في معركة كوباني ومنا مفجرون انتحاريون في عربات مدرعة. وكان دور الدعم الجوي الأمريكي ومقاتلي البشمركة الأكراد حاسما في مساعدة وحدات حماية الشعب على استعادة المدينة.
ولا توجد لكوباني أهمية إستراتيجية تذكر لكن المعركة من أجلها التي غطتها وسائل الإعلام الدولية بكثافة من داخل الحدود التركية الملاصقة للمدينة صارت نقطة مركزية في الحرب على التنظيم المتشدد في سوريا. وقال مقاتلان من الدولة الإسلامية عبر سكايب، إن انسحاب التنظيم من كوباني تكتيكي.
ضغط العراق
التنظيم واقع تحت ضغط أكبر في العراق حيث لا يزال يسيطر على الموصل والكثير من محافظة الأنبار لكن قوات البشمركة كثيفة التسليح استعادت مساحات كبيرة من الأرض في أماكن أخرى.
وقال أحد المقاتلين، إن الهجمات الأخيرة في مصر أظهرت أن التنظيم يوسع نطاق وجوده. وأضاف المقاتل الذي تحدث إلى رويترز عبر سكايب من الرقة، لكنه رفض ذكر اسمه "بعض وحدات جيش الدولة الإسلامية تتحرك من سوريا إلى العراق والعكس."
وضربت الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة مقاتلين للدولة الإسلامية ومعدات لها خلال الانتقال من سوريا إلى العراق وضربت أهدافا أخرى في الحسكة وغيرها.
وقال الأردن، إنه أرسل عشرات المقاتلات لقصف أهداف للدولة الإسلامية في سوريا أمس الخميس وهو ما قال إنها مجرد بداية انتقام لمقتل الطيار.
ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الغارات بأنها الأعنف من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ بداية العام. لكن يعتقد على نطاق واسع أن القوات البرية ضرورية للقضاء على التنظيم.
وقال أحد قادة المعارضة المسلحة الذي عملت قواته في محافظة دير الزور التي تربط الرقة بالعراق قبل أن تطردها الدولة الإسلامية إن التنظيم شدد قبضته على المحافظة.
لكن ظهرت جيوب مقاومة في شكل مجموعات صغيرة تشن هجمات على غرار الكمائن ضد مقاتلي التنظيم. ولا تزال الحكومة تسيطر على القاعدة الجوية تدعمها ميليشيات متحالفة معها استولت على أرض من الدولة الإسلامية في الآونة ألأخيرة حول القاعدة.
تجنيد إجباري
ووصف شخص شارك في المعارك الأخيرة ضد الدولة الإسلامية في دير الزور الهجمات الانتحارية غير المبررة التي نفذها ستة على الأقل من مقاتلي التنظيم على تحصينات لا يمكن اختراقها. وقال إنهم يفتقرون إلى هيكل قيادي. وأضاف المقاتل "كنا مدهوشين ومتفاجئين مما يفعلون إذ أنه لا يمكن أن تفجر نفسك بساتر. ما الهدف؟"
في نفس الوقت قال القيادي بالمعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم شن حملة تجنيد إجباري في دير الزو. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "هذا يظهر نقصا".
سير المعركة في سوريا كما في العراق معلق على قدرة أعداء التنظيم على هزيمته في المناطق العربية السنية التي يتحصن فيها أكثر من غيرها.
تدريب المعارضة السورية
ولتحقيق ذلك تعتزم الولايات المتحدة تسليح وتدريب أعضاء المعارضة المعتدلة للرئيس بشار الأسد. لكن لا يزال يتعين عليها أن تبدأ. وهناك الكثير من الأسئلة حول كيف ستمضي قدما إذ أن جماعات المعارضة غير الجهادية هي الأضعف بين كل أطراف الصراع.
واستبعدت واشنطن التعاون مع الأسد رغم أن هناك تعاونا غير مباشر باعتبار أن الجانبين شريكان في المجال الجوي الذي يستخدم في قصف الدولة الإسلامية.
أظهرت وحدات حماية الشعب الكردية وهي شريكة للولايات المتحدة في مقاتلة الدولة الإسلامية صلابة في القتال ضد التنظيم لكن يرجح أن تكون قوتها قليلة الأثر خارج المناطق الكردية.
وقال دبلوماسي غربي كبير، إنه يجب تجنب المبالغة في الانتكاسات الأخيرة للدولة الإسلامية. لكنه أضاف "لا شك أن أيام طيش الدولة الإسلامية في العراق والشام ولت."
وقال دبلوماسي آخر، إن الدولة الإسلامية قادرة على إعادة تجميع قواتها وفق إمكانياتها في المناطق العربية السنية. وأضاف "الدولة الإسلامية في موقف دفاعي.. إنها مفككة مثل قطرات الزئبق التي انفصلت عن بعضها البعض.. لكن يمكنهم أن يتجمعوا من جديد."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.