تفاصيل جولة وزيرالتعليم بمدارس البدرشين والصف بالجيزة اليوم    هيئة الرقابة المالية تُصدر «دليل خدمات متكامل» للقطاع المالي غير المصرفي    وزير الدفاع : الاستعداد الدائم لمواجهة المخاطر والتهديدات واجب لا يحتمل التهاون    الكرملين: الرئيس الروسي يلتقي المبعوث الأمريكي «ستيف ويتكوف» غدا    طلائع الجيش يستقبل السكة الحديد في مواجهة قوية بدور ال32 لكأس مصر    موقف الثنائي «الشناوي» من التواجد مع منتخب مصر    ضبط المتهمين بسرقة «كولدير» ببني سويف    طلاب ابتدائية القاهرة يؤدون امتحاني التربية الدينية والرياضيات.. وطلاب الإعدادية يبدؤون امتحانات الدراسات الاجتماعية والتربية الفنية    «السلم والتعبان 2» يكتسح.. و«ولنا في الخيال حب» يلاحقه بقوة في سباق الإيرادات    إعادة التدوير وتسويق المنتجات في ملتقى فتيات أهل مصربشرم الشيخ    وزير الأوقاف: الفائزون بمسابقة القرآن يكرمهم الرئيس السيسى في ليلة القدر    مشروع الجينوم: التخطيط لتحليل 25 ألف عينة بحلول 2027    قسم أمراض الذكورة بقصر العيني يحصد الاعتماد الأوروبي مجددا كمركز تدريبي خارج أوروبا    "معلومات الوزراء": 2 مليار دولار قيمة سوق الذكاء الاصطناعي في أفريقيا خلال عام 2025    موعد مباراة السعودية وعُمان في كأس العرب 2025.. والقنوات الناقلة    متحدث «الوزراء»: الإقبال السياحي على المتحف الكبير فرض ضرورة توفير خدمات جديدة    محامي رمضان صبحي يكشف 3 سيناريوهات أمام المحكمة ويحسم حقيقة دعم الأهلي القانوني    متى يبدأ رمضان 2026 وعيد الفطر؟ توقعات فلكية لموسم العبادة    تشيلسي ضد أرسنال.. تعرف على مدة غياب كايسيدو بعد طرده فى الديربى    محافظ أسوان يوجه بالاستعداد المبكر لموسم الأمطار والسيول    تطعيم 509 آلاف طفل ضد الحصبة بنسبة 90% في أسوان    فاكسيرا: لا يوجد فيروس خطير يهدد حياة الطلاب والترويج لذلك خطأ.. إنفوجراف    «جبران»: منظومة رقمية متكاملة لتطوير الخدمات بالوزارة    بدء تصويت المصريين بالكويت في الدوائر الملغاة بالمرحلة الأولى لانتخابات النواب    «الأرصاد» تكشف تفاصيل آخر تحديث لخرائط الطقس    محافظة الجيزة : المركبة كيوت أرخص من التوكتوك وترخص كسيارة أجرة    الداخلية تضبط مروج صواعق كهربائية وعصي صدمات عبر مواقع التواصل    بالفيديو.. أستاذ قانون: 70% من دوائر المرحلة الأولى ستعاد فيها انتخابات مجلس النواب    رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر يهنئ المجمع العام لكنائس النعمة بانتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة    ترامب يتعهد «النظر‌‌» في ضربة للجيش الأمريكي أجهزت على ناجين من قارب مستهدف بالكاريبي    مصر تعلن تصنيع أجزاء من الطائرة رافال محليا في ايديكس 2025    "يوم العلاج بالنباتات والروائح" فعالية بصيدلة حلوان    "التمثيل التجاري" يبحث مع المستشار التجاري الأمريكي تعميق الشراكة الاقتصادية    وزير الصحة يترأس اجتماع اللجنة الاستشارية العليا للتنمية البشرية    هيئة الاستثمار تستعد لإطلاق منصة تراخيص وموافقات إلكترونية موحدة    عاجل- قطر تفتتح مشوار كأس العرب 2025 بمواجهة فلسطين على ملعب "البيت"    «طلع لفظ مينفعش يتقال».. محمد رمضان يكشف كواليس ترحيل "كهربا" من الإمارات    طاهر محمد طاهر يكشف كواليس مشاجرة تريزيجيه أمام الجيش الملكي وأسباب تألقه في عدة مراكز بالأهلي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأثنين 1-12-2025 في محافظة الأقصر    الرئيس الإندونيسي يحث حكومته على التأهب لتغير المناخ في ظل أزمة الفيضانات    القاهرة تحتضن فعاليات الاجتماع الرابع والعشرين للأطراف المتعاقدة في اتفاقية برشلونة    بمناسبة الأسبوع العالمي لمقاومة البكتيريا... الثقافة الصحية بمديرية الشئون الصحية بالأقصر تكثف الجهود التوعوية    أوسينات للمزادات: بيع لوحة المسيح على الصليب مقابل 2.94 مليون يورو    "علوم رياضة" قناة السويس تعزز الوعي الصحي في المدارس بمبادرة "صحتنا حياتنا"    بدءا من اليوم.. الحجز الكترونيا فقط لزيارة المتحف المصرى الكبير    ارتفاع أسعار النفط بفعل خطة أوبك+ للإنتاج    «التضامن» تقر تعديل قيد جمعيتين في الجيزة والقليوبية    انتخابات هندوراس.. بدء فرز الأصوات وسط دعم ترامب لعصفورة    دراما بوكس| هنا الزاهد تغيب عن رمضان 2026.. واستئناف تصوير «الكينج» بعد الحريق    موعد غُرة شهر رجب فلكيا لعام 1447 هجريا.. كم مدة رؤية الهلال في مصر؟    مهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح الشبابي يختتم دورته العاشرة ويعلن جوائز مسابقاته    إخلاء سبيل المعلمة المتهمة في واقعة تلميذ لغات الألومنيوم بكفالة مالية بقنا    مصرع سيدة إثر اصطدام سيارة بها بالطريق الدائري في القليوبية    الداخلية تضبط سايسًا بدون ترخيص بعد مشاجرة ومنع مرور السيارات بالجيزة    كوكا: هذا موقفي من الانضمام ل الزمالك.. وشخص ما لا يريدني في المنتخب    القاهرة تستعد لافتتاحية كبرى بمدينة الفنون والثقافة بعرض "تأثير بيغماليون"    عواصف ثلجية تقطع الكهرباء في ويسكونسن وتلغي مئات الرحلات الجوية في شيكاغو    مواقيت الصلاه اليوم الأحد 30نوفمبر 2025 فى محافظة المنيا.... اعرف مواعيد صلاتك بدقه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الضغط السوري يؤرق داعش.. والانهيار مستبعد
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 07 - 02 - 2015

تشير هزيمة الدولة الإسلامية "داعش" في كوباني وانتكاسات أخرى في سوريا إلى أن التنظيم يتعرض لضغط لكنه لا يزال بعيدا عن الانهيار في الشق السوري من أرض الخلافة التي أعلنها.
خسارة التنظيم
يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب في سوريا إن معارك عين العرب (كوباني) التي استمرت أربعة أشهر والتي حقق فيها المقاتلون الأكراد المدعومون بالغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة نصرا كبيرا كبدت التنظيم 2000 مقاتل.
وبعيدا عن الأضواء خسر التنظيم أرضا أمام القوات الحكومية السورية والقوات الكردية السورية في أماكن أخرى. ويقول خصوم التنظيم إن هناك بوادر لم يسبق لها مثيل على اضطراب تنظيمي في صفوفه.
وتقول تقارير إن فرض التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة له ربما كان دليلا على نقص في الرجال في الوقت الذي يقاتل فيه التنظيم في كل من سوريا والعراق.
لكن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تتحول الدفة بحسم ضد التنظيم الذي يواجه في سوريا ضغطا عسكريا أقل من الذي يواجهه في العراق.
لا يزال التنظيم يفرض قبضة قوية على محافظة الرقة معقله في سوريا وكذلك على الأراضي الممتدة إلى الشطر العراقي من أرض الخلافة المعلنة. ولا يواجه التنظيم تحديا خطيرا لسيطرته على تلك المناطق العربية السنية بعدما استخدم العنف لسحق جميع معارضيه فيها.
وربما يرد التنظيم على هزيمة كوباني بفتح جبهات جديدة في سوريا. ولا تزال قدرته كبيرة عل شن حرب نفسية. ويؤكد ذلك الفيديو الذي نشره لحرق الطيار الأردني الذي كان يحتجزه. ومع ذلك كانت الهزيمة في كوباني أول نكسة كبيرة للدولة الإسلامية في سوريا منذ بسطت قبضتها بسرعة على الأراضي التي سيطرت عليها بعد الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية في يونيو حزيران العام الماضي.
وقال الليفتنانت كولونيل توماس جيليران، وهو ضابط في الجيش الأمريكي ومسؤول إعلامي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، إن التنظيم "دفع ثمنا كبيرا جدا في كوباني."
ومضى قائلا لرويترز "خارج كوباني هناك بالفعل مناطق كثيرة في سوريا ليس للدولة الإسلامية في العراق والشام (الاسم السابق للتنظيم) منافس فيها بقوات على الأرض. مع ذلك هناك مناطق كثيرة أيضا يتعرضون فيها في الحقيقة لضغط من قوات النظام السوري والعناصر الكردية وجماعات معارضة أخرى داخل سوريا."
ويضاف إلى هذا الضغط أن تمويلات الدولة الإسلامية يعتقد أنها تتراجع بسبب الانهيار العالمي لأسعار النفط. ويعتمد التنظيم جزئيا في التمويل على بيع النفط المنتج في المناطق الخاضعة لسيطرته.
مواقع دفاعية
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدولة الإسلامية خسرت خارج كوباني في الآونة الأخيرة أرضا أمام القوات الحكومية السورية قي معركة مهمة قرب قاعدة جوية في محافظة دير الزور.
وقال المرصد ومسؤول كردي، إن التنظيم خسر أرضا أيضا أمام القوات الحكومية والقوات الكردية في محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق البلاد وهي محافظة متاخمة للعراق.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) اليوم، إن الجيش السوري بسط سيطرته في أحدث معاركه مع الدولة الإسلامية على 16 قرية وقتل أعدادا كبيرة من مقاتلي التنظيم.
وقال ناصر حاج منصور المسؤول في هيئة الدفاع الكردية في شمال شرق سوريا، إن الجهاديين يولون الأدبار في مواقع دفاعية وإن هجماتهم في المنطقة خلال الشهر الماضي كانت غير منظمة على غير العادة.
وقال متحدثا لرويترز من المنطقة عبر سكايب "هذا لا يعني أنه فقد كل قوته.. لكنه ليس على مستوى الضراوة التي كان عليها من قبل."
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم نشر كل ترسانته في معركة كوباني ومنا مفجرون انتحاريون في عربات مدرعة. وكان دور الدعم الجوي الأمريكي ومقاتلي البشمركة الأكراد حاسما في مساعدة وحدات حماية الشعب على استعادة المدينة.
ولا توجد لكوباني أهمية إستراتيجية تذكر لكن المعركة من أجلها التي غطتها وسائل الإعلام الدولية بكثافة من داخل الحدود التركية الملاصقة للمدينة صارت نقطة مركزية في الحرب على التنظيم المتشدد في سوريا. وقال مقاتلان من الدولة الإسلامية عبر سكايب، إن انسحاب التنظيم من كوباني تكتيكي.
ضغط العراق
التنظيم واقع تحت ضغط أكبر في العراق حيث لا يزال يسيطر على الموصل والكثير من محافظة الأنبار لكن قوات البشمركة كثيفة التسليح استعادت مساحات كبيرة من الأرض في أماكن أخرى.
وقال أحد المقاتلين، إن الهجمات الأخيرة في مصر أظهرت أن التنظيم يوسع نطاق وجوده. وأضاف المقاتل الذي تحدث إلى رويترز عبر سكايب من الرقة، لكنه رفض ذكر اسمه "بعض وحدات جيش الدولة الإسلامية تتحرك من سوريا إلى العراق والعكس."
وضربت الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة مقاتلين للدولة الإسلامية ومعدات لها خلال الانتقال من سوريا إلى العراق وضربت أهدافا أخرى في الحسكة وغيرها.
وقال الأردن، إنه أرسل عشرات المقاتلات لقصف أهداف للدولة الإسلامية في سوريا أمس الخميس وهو ما قال إنها مجرد بداية انتقام لمقتل الطيار.
ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الغارات بأنها الأعنف من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ بداية العام. لكن يعتقد على نطاق واسع أن القوات البرية ضرورية للقضاء على التنظيم.
وقال أحد قادة المعارضة المسلحة الذي عملت قواته في محافظة دير الزور التي تربط الرقة بالعراق قبل أن تطردها الدولة الإسلامية إن التنظيم شدد قبضته على المحافظة.
لكن ظهرت جيوب مقاومة في شكل مجموعات صغيرة تشن هجمات على غرار الكمائن ضد مقاتلي التنظيم. ولا تزال الحكومة تسيطر على القاعدة الجوية تدعمها ميليشيات متحالفة معها استولت على أرض من الدولة الإسلامية في الآونة ألأخيرة حول القاعدة.
تجنيد إجباري
ووصف شخص شارك في المعارك الأخيرة ضد الدولة الإسلامية في دير الزور الهجمات الانتحارية غير المبررة التي نفذها ستة على الأقل من مقاتلي التنظيم على تحصينات لا يمكن اختراقها. وقال إنهم يفتقرون إلى هيكل قيادي. وأضاف المقاتل "كنا مدهوشين ومتفاجئين مما يفعلون إذ أنه لا يمكن أن تفجر نفسك بساتر. ما الهدف؟"
في نفس الوقت قال القيادي بالمعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم شن حملة تجنيد إجباري في دير الزو. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "هذا يظهر نقصا".
سير المعركة في سوريا كما في العراق معلق على قدرة أعداء التنظيم على هزيمته في المناطق العربية السنية التي يتحصن فيها أكثر من غيرها.
تدريب المعارضة السورية
ولتحقيق ذلك تعتزم الولايات المتحدة تسليح وتدريب أعضاء المعارضة المعتدلة للرئيس بشار الأسد. لكن لا يزال يتعين عليها أن تبدأ. وهناك الكثير من الأسئلة حول كيف ستمضي قدما إذ أن جماعات المعارضة غير الجهادية هي الأضعف بين كل أطراف الصراع.
واستبعدت واشنطن التعاون مع الأسد رغم أن هناك تعاونا غير مباشر باعتبار أن الجانبين شريكان في المجال الجوي الذي يستخدم في قصف الدولة الإسلامية.
أظهرت وحدات حماية الشعب الكردية وهي شريكة للولايات المتحدة في مقاتلة الدولة الإسلامية صلابة في القتال ضد التنظيم لكن يرجح أن تكون قوتها قليلة الأثر خارج المناطق الكردية.
وقال دبلوماسي غربي كبير، إنه يجب تجنب المبالغة في الانتكاسات الأخيرة للدولة الإسلامية. لكنه أضاف "لا شك أن أيام طيش الدولة الإسلامية في العراق والشام ولت."
وقال دبلوماسي آخر، إن الدولة الإسلامية قادرة على إعادة تجميع قواتها وفق إمكانياتها في المناطق العربية السنية. وأضاف "الدولة الإسلامية في موقف دفاعي.. إنها مفككة مثل قطرات الزئبق التي انفصلت عن بعضها البعض.. لكن يمكنهم أن يتجمعوا من جديد."
تشير هزيمة الدولة الإسلامية "داعش" في كوباني وانتكاسات أخرى في سوريا إلى أن التنظيم يتعرض لضغط لكنه لا يزال بعيدا عن الانهيار في الشق السوري من أرض الخلافة التي أعلنها.
خسارة التنظيم
يقول المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب في سوريا إن معارك عين العرب (كوباني) التي استمرت أربعة أشهر والتي حقق فيها المقاتلون الأكراد المدعومون بالغارات الجوية التي تقودها الولايات المتحدة نصرا كبيرا كبدت التنظيم 2000 مقاتل.
وبعيدا عن الأضواء خسر التنظيم أرضا أمام القوات الحكومية السورية والقوات الكردية السورية في أماكن أخرى. ويقول خصوم التنظيم إن هناك بوادر لم يسبق لها مثيل على اضطراب تنظيمي في صفوفه.
وتقول تقارير إن فرض التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة له ربما كان دليلا على نقص في الرجال في الوقت الذي يقاتل فيه التنظيم في كل من سوريا والعراق.
لكن الطريق لا يزال طويلا قبل أن تتحول الدفة بحسم ضد التنظيم الذي يواجه في سوريا ضغطا عسكريا أقل من الذي يواجهه في العراق.
لا يزال التنظيم يفرض قبضة قوية على محافظة الرقة معقله في سوريا وكذلك على الأراضي الممتدة إلى الشطر العراقي من أرض الخلافة المعلنة. ولا يواجه التنظيم تحديا خطيرا لسيطرته على تلك المناطق العربية السنية بعدما استخدم العنف لسحق جميع معارضيه فيها.
وربما يرد التنظيم على هزيمة كوباني بفتح جبهات جديدة في سوريا. ولا تزال قدرته كبيرة عل شن حرب نفسية. ويؤكد ذلك الفيديو الذي نشره لحرق الطيار الأردني الذي كان يحتجزه. ومع ذلك كانت الهزيمة في كوباني أول نكسة كبيرة للدولة الإسلامية في سوريا منذ بسطت قبضتها بسرعة على الأراضي التي سيطرت عليها بعد الاستيلاء على مدينة الموصل العراقية في يونيو حزيران العام الماضي.
وقال الليفتنانت كولونيل توماس جيليران، وهو ضابط في الجيش الأمريكي ومسؤول إعلامي في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، إن التنظيم "دفع ثمنا كبيرا جدا في كوباني."
ومضى قائلا لرويترز "خارج كوباني هناك بالفعل مناطق كثيرة في سوريا ليس للدولة الإسلامية في العراق والشام (الاسم السابق للتنظيم) منافس فيها بقوات على الأرض. مع ذلك هناك مناطق كثيرة أيضا يتعرضون فيها في الحقيقة لضغط من قوات النظام السوري والعناصر الكردية وجماعات معارضة أخرى داخل سوريا."
ويضاف إلى هذا الضغط أن تمويلات الدولة الإسلامية يعتقد أنها تتراجع بسبب الانهيار العالمي لأسعار النفط. ويعتمد التنظيم جزئيا في التمويل على بيع النفط المنتج في المناطق الخاضعة لسيطرته.
مواقع دفاعية
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الدولة الإسلامية خسرت خارج كوباني في الآونة الأخيرة أرضا أمام القوات الحكومية السورية قي معركة مهمة قرب قاعدة جوية في محافظة دير الزور.
وقال المرصد ومسؤول كردي، إن التنظيم خسر أرضا أيضا أمام القوات الحكومية والقوات الكردية في محافظة الحسكة الواقعة في شمال شرق البلاد وهي محافظة متاخمة للعراق.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) اليوم، إن الجيش السوري بسط سيطرته في أحدث معاركه مع الدولة الإسلامية على 16 قرية وقتل أعدادا كبيرة من مقاتلي التنظيم.
وقال ناصر حاج منصور المسؤول في هيئة الدفاع الكردية في شمال شرق سوريا، إن الجهاديين يولون الأدبار في مواقع دفاعية وإن هجماتهم في المنطقة خلال الشهر الماضي كانت غير منظمة على غير العادة.
وقال متحدثا لرويترز من المنطقة عبر سكايب "هذا لا يعني أنه فقد كل قوته.. لكنه ليس على مستوى الضراوة التي كان عليها من قبل."
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم نشر كل ترسانته في معركة كوباني ومنا مفجرون انتحاريون في عربات مدرعة. وكان دور الدعم الجوي الأمريكي ومقاتلي البشمركة الأكراد حاسما في مساعدة وحدات حماية الشعب على استعادة المدينة.
ولا توجد لكوباني أهمية إستراتيجية تذكر لكن المعركة من أجلها التي غطتها وسائل الإعلام الدولية بكثافة من داخل الحدود التركية الملاصقة للمدينة صارت نقطة مركزية في الحرب على التنظيم المتشدد في سوريا. وقال مقاتلان من الدولة الإسلامية عبر سكايب، إن انسحاب التنظيم من كوباني تكتيكي.
ضغط العراق
التنظيم واقع تحت ضغط أكبر في العراق حيث لا يزال يسيطر على الموصل والكثير من محافظة الأنبار لكن قوات البشمركة كثيفة التسليح استعادت مساحات كبيرة من الأرض في أماكن أخرى.
وقال أحد المقاتلين، إن الهجمات الأخيرة في مصر أظهرت أن التنظيم يوسع نطاق وجوده. وأضاف المقاتل الذي تحدث إلى رويترز عبر سكايب من الرقة، لكنه رفض ذكر اسمه "بعض وحدات جيش الدولة الإسلامية تتحرك من سوريا إلى العراق والعكس."
وضربت الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة مقاتلين للدولة الإسلامية ومعدات لها خلال الانتقال من سوريا إلى العراق وضربت أهدافا أخرى في الحسكة وغيرها.
وقال الأردن، إنه أرسل عشرات المقاتلات لقصف أهداف للدولة الإسلامية في سوريا أمس الخميس وهو ما قال إنها مجرد بداية انتقام لمقتل الطيار.
ووصف المرصد السوري لحقوق الإنسان الغارات بأنها الأعنف من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة منذ بداية العام. لكن يعتقد على نطاق واسع أن القوات البرية ضرورية للقضاء على التنظيم.
وقال أحد قادة المعارضة المسلحة الذي عملت قواته في محافظة دير الزور التي تربط الرقة بالعراق قبل أن تطردها الدولة الإسلامية إن التنظيم شدد قبضته على المحافظة.
لكن ظهرت جيوب مقاومة في شكل مجموعات صغيرة تشن هجمات على غرار الكمائن ضد مقاتلي التنظيم. ولا تزال الحكومة تسيطر على القاعدة الجوية تدعمها ميليشيات متحالفة معها استولت على أرض من الدولة الإسلامية في الآونة ألأخيرة حول القاعدة.
تجنيد إجباري
ووصف شخص شارك في المعارك الأخيرة ضد الدولة الإسلامية في دير الزور الهجمات الانتحارية غير المبررة التي نفذها ستة على الأقل من مقاتلي التنظيم على تحصينات لا يمكن اختراقها. وقال إنهم يفتقرون إلى هيكل قيادي. وأضاف المقاتل "كنا مدهوشين ومتفاجئين مما يفعلون إذ أنه لا يمكن أن تفجر نفسك بساتر. ما الهدف؟"
في نفس الوقت قال القيادي بالمعارضة المسلحة والمرصد السوري لحقوق الإنسان، إن التنظيم شن حملة تجنيد إجباري في دير الزو. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد "هذا يظهر نقصا".
سير المعركة في سوريا كما في العراق معلق على قدرة أعداء التنظيم على هزيمته في المناطق العربية السنية التي يتحصن فيها أكثر من غيرها.
تدريب المعارضة السورية
ولتحقيق ذلك تعتزم الولايات المتحدة تسليح وتدريب أعضاء المعارضة المعتدلة للرئيس بشار الأسد. لكن لا يزال يتعين عليها أن تبدأ. وهناك الكثير من الأسئلة حول كيف ستمضي قدما إذ أن جماعات المعارضة غير الجهادية هي الأضعف بين كل أطراف الصراع.
واستبعدت واشنطن التعاون مع الأسد رغم أن هناك تعاونا غير مباشر باعتبار أن الجانبين شريكان في المجال الجوي الذي يستخدم في قصف الدولة الإسلامية.
أظهرت وحدات حماية الشعب الكردية وهي شريكة للولايات المتحدة في مقاتلة الدولة الإسلامية صلابة في القتال ضد التنظيم لكن يرجح أن تكون قوتها قليلة الأثر خارج المناطق الكردية.
وقال دبلوماسي غربي كبير، إنه يجب تجنب المبالغة في الانتكاسات الأخيرة للدولة الإسلامية. لكنه أضاف "لا شك أن أيام طيش الدولة الإسلامية في العراق والشام ولت."
وقال دبلوماسي آخر، إن الدولة الإسلامية قادرة على إعادة تجميع قواتها وفق إمكانياتها في المناطق العربية السنية. وأضاف "الدولة الإسلامية في موقف دفاعي.. إنها مفككة مثل قطرات الزئبق التي انفصلت عن بعضها البعض.. لكن يمكنهم أن يتجمعوا من جديد."


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.