عاصم الجزار: "الجبهة الوطنية" يعكس الهوية المصرية ويدعو لتفعيل المشاركة السياسية الواعية    متحدث "مياه الجيزة": عودة المياه تدريجيًا.. وحل الأزمة خلال ساعات    رئيس حزب الجبهة: الدول التي تسقط لا تنهض مجددًا وتجربة مصر العمرانية الأنجح    ترامب : نرفض اعتراف بريطانيا بدولة فلسطين    برلماني: كان الأولى إغلاق السفارات الإسرائيلية ولكنهم ينفذون أجندة صهيونية    الأهلي يهزم إنبي 2-0 استعدادا لانطلاق مباريات الدوري    أمن أسوان يبحث لغز العثور على جثة شاب بين العمارات بمنطقة الصداقة    مدير "بروكسل للبحوث": فرنسا فقدت ثقتها في حكومة نتنياهو    خبراء ودبلوماسيون: أمريكا تعترف بالمجاعة فى القطاع بعد كلمة الرئيس بشأن فلسطين    يبدأ العمل بها 1 أكتوبر .. تعرف علي أسباب إنشاء المحاكم العمالية بالمحافظات واختصاصاتها    «شيكودى» يغيب عن بتروجت 3 أشهر للإصابة    ترامب: عقوبات جديدة على روسيا ما لم تنه الحرب في 10 أيام    المؤبد لتاجر وتغريمه مبلغ 200 ألف جنيه للاتجار في الهيروين بالقليوبية    «التعليم» تحدد موعد بداية العام الدراسي الجديد 2025-2026.. (الخريطة الزمنية)    إصابة 3 أشخاص بطلقات نارية فى مشاجرة بمدينة إدفو بأسوان    السفير المصرى لدى لبنان يعزي النجمة فيروز في وفاة نجلها زياد الرحباني    "جالي فيروس".. صبري عبد المنعم يكشف تطورات حالته الصحية    عمرو دياب vs تامر حسني.. من يفوز في سباق «التريند»؟    السياحة: وضع خطة تسويقية متكاملة لمتحف الحضارة    خالد الجندي : الذكاء الاصطناعي لا يصلح لإصدار الفتاوى ويفتقر لتقييم المواقف    أمين الفتوى : الشبكة ليست هدية بل جزء من المهر يرد فى هذه الحالة    ما الذي يُفِيدُه حديث النبي: (أفضل الأعمال الصلاة على وقتها)؟.. الإفتاء توضح    هل يُحاسب الطفل على الحسنات والسيئات قبل البلوغ؟    تحذير عالمي| سرطان الكبد يهدد جيل الشباب    لمرضى التهاب المفاصل.. 4 أطعمة يجب الابتعاد عنها    سعر ومواصفات 5 طرازات من شيرى منهم طراز كهرباء يطرح لأول مرة فى مصر    الغندور: صفقة تاريخية على وشك الانضمام للزمالك في انتقال حر    نقابة المهن التمثيلية تهنئ الفائزين بجوائز الدولة التقديرية فى الفنون والآداب    رئيس جامعة برج العرب في زيارة رسمية لوكالة الفضاء المصرية    نصائح للاستفادة من عطلات نهاية الأسبوع في أغسطس    مبابي ينتقل لرقم الأساطير في ريال مدريد    حكم الرضاعة من الخالة وما يترتب عليه من أحكام؟.. محمد علي يوضح    محافظ الدقهلية يهنئ مدير الأمن الجديد عقب توليه منصبه    بدء انتخابات التجديد النصفى على عضوية مجلس نقابة المهن الموسيقية    من أجل قيد الصفقة الجديدة.. الزمالك يستقر على إعارة محترفه (خاص)    ضخ المياه بعد انتهاء إصلاح كسر خط رئيسى فى المنصورة    تأجيل محاكمة المتهم بإنهاء حياة شاب بمقابر الزرزمون بالشرقية    38 قتيلا حصيلة ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات العارمة فى الصين    برلمانية تطالب بإصدار قرار وزاري يُلزم بلم شمل الأشقاء في مدرسة واحدة    وزارة الأوقاف تعقد (684) ندوة علمية بعنوان: "خيرُكم خيرُكم لأهله وأنا خيرُكم لأهلي"    وزير الدفاع يلتقي رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستانية - تفاصيل المناقشات    النقابات العمالية تدشن لجنة الانتقال العادل لمواجهة التحول الرقمي    وزير العمل: مدرسة السويدي للتكنولوجيا تمثل تجربة فريدة وناجحة    20% من صادرات العالم.. مصر تتصدر المركز الأول عالميًا في تصدير بودرة الخبز المُحضَّرة في 2024    أمين الفتوى: مخالفات المرور الجسيمة إثم شرعي وليست مجرد تجاوز قانوني    خاص.. الزمالك يفتح الباب أمام رحيل حارسه لنادي بيراميدز    "ياعم حرام عليك".. تعليق ناري من شوبير على زيارة صلاح للمعبد البوذي    حتى لا تسقط حكومته.. كيف استغل نتنياهو عطلة الكنيست لتمرير قرارات غزة؟    الأمراض المتوطنة.. مذكرة تفاهم بين معهد تيودور بلهارس وجامعة ووهان الصينية    بالأرقام.. رئيس هيئة الإسعاف يكشف تفاصيل نقل الأطفال المبتسرين منذ بداية 2025    مقتل وإصابة خمسة أشخاص في إطلاق نار بولاية نيفادا الأمريكية    «بيفكروا كتير بعد نصف الليل».. 5 أبراج بتحب السهر ليلًا    منال عوض: تمويل 16 مشروعا للتنمية بمصر ب500 مليون دولار    مجمع إعلام القليوبية يطلق أولى فعاليات الحملة الإعلامية «صوتك فارق»    أُسدل الستار.. حُكم نهائي في نزاع قضائي طويل بين الأهلي وعبدالله السعيد    أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025 في شمال سيناء    الكهرباء: الانتهاء من الأعمال بمحطة جزيرة الذهب مساء اليوم    السيطرة على حريق بمولد كهرباء بقرية الثمانين في الوادي الجديد وتوفير البديل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أشرف السعد: يكشف أسرار علاقته بالرئيس الأسبق مبارك
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 16 - 10 - 2014

يظل أشرف السعد لغزًا محيرًا لمن لا يعرفونه، وأيضا للبعض ممن عرفوه.
السعد، يرى نفسه بسيطًا جدًا، يتصرف و يتحدث ببساطة المصريين دون تكلف والبعض قال عنه انه منافق عندما تعاطف مع الرئيس مبارك، ونسي هؤلاء أن مبارك في السجن لا حول له ولا قوة، وليس بيده شيء يمكن أن يقدمه للسعد، وتناسوا أيضًا أن ماحدث للسعد وشركاته وكل مايمتلك من تدمير و تبديد كان في عهد مبارك!
ولكن ماذا قال اشرف السعد عن علاقته بمبارك أيام العز و بعدها، وماذا حدث بينهما في أول لقاء، وماذا فعل أشرف حين رأى الرئيس الأسبق داخل قفص المحاكمة؟!
حين تقرأ مايكتبه على فترات، ليرسم به عبارات سلسة و عذبة، لا تخلو من خفة الدم والشقاوة وأيضًا "البكش اللذيذ" الذي يتمتع به أولاد البلد، مراحل ومحطات من حياته، دون أن تقرأ اسم من كتب، لن تصدق – حتى لو أقسموا لك بأغلظ الأيمان- أن ناسج هذه الكلمات هو رجل الأعمال الشيخ أشرف السعد، الذي صنع معجزة زمانه و أسس امبراطورية السعد الاستثمارية خلال أربع سنوات، وكان عمره آنذاك 24 عامًا أو أقل، وامبراطورية السعد الاقتصادية تم تدميرها في عهد مبارك،هذا ما يعرفه الكثيرون، وهذا مايجعلك عزيزي القارئ، ربما تصاب بالذهول، حين تراه يكتب: "عندما رأيت الرئيس مبارك يُحاكم تعاطفت معه، ولم يكن بيدي، فالقلوب يقلّبها الله كيف يشاء!"، فما هي ملابسات علاقة الرجلين، أحدهما منفي باختياره في لندن، والثاني يحاكم أمام القضاء
لماذا بكى الشيخ أشرف حين سمع صوت مبارك؟!
من المحطة الأخيرة بينهما نبدأ؛ وهي المكالمة التليفونية التي بادر بها الرئيس الأسبق؛ وفوجئ بها أشرف السعد، وكانت حديث معظم المصريين،طوال الأسبوعين الماضيين ولا تزال أصداؤها فيما يكتبه البعض من تعليقات على صفحة السعد بموقع فيسبوك أو غيره ، البعض كالعادة يكّذّب، وآخرون يتساءلون مالمناسبة ولماذا الآن؟ ولعل الجملة التي اعتبرها ربما كلمة سر سيكشف عنها التاريخ فيما بعد، هي قول مبارك للسعد " ليه ما بقتش هنا، او مرجعتش تحارب معركة بلدك؟ "
فوجئ آلاف المتابعين لرجل الأعمال أشرف السعد يكتب هذا " البوست" على صفحته بموقع فيسبوك، بعنوان " الرئيس مبارك اتصل بى اليوم، قائلاً " كنت صايم النهاردة وبعد الأفطار، اذا بجرس التليفون يقتحم الهدوء الذى كنت فيه اسبح مع ذكريات الماضى، فالتقطت الهاتف، ووجدت رقم صديق لى اسمه عصام على علاقة وثيقة بالرئيس مبارك فرديت عليه وقلت له : انت خرجتنى من أحلى، ولم يتركنى اُكمل جملتى وقاطعنى قائلاً: خُد كلم، وإذْ بصوت أعرفه جيدًا ويعرفه العالم كله، إنه صوت رجل تقابلت معه كثيرًا،وإذا بهذا الرجل يقول لى: ازيك يا أشرف أنا حسنى مبارك، فسقط التليفون من يدي، ثم التقطته سريعًا وهو مازال يكلمنى ولم أستطع أن أتمالك نفسي فبكيت بشدة وظل يكلمنى أكثر من خمس دقائق!
ويواصل السعد قائلاً: ممكن أقول المكالمة، وممكن لا أستطيع أن أكتب ماسمعت، فقد شُلّت جميع أطرافى وهو يحدثنى رغم إننى أعلم إنه مسجون، إلا أننى شعرت إنه يحدثنى من القصر الجمهورى،أكيد لم يكن حلمًا فأنا أعلم خطورة ما أكتبه ولو فيه حرف كذب سيظهر فورًا المحامي فريد الديب ويقول: لم يحدث، ولكن ماحدث حقيقى والحديث كان أغرب من الخيال نفسه، فمازلت أشعر إننى تحدثت مع الرئيس مبارك من القصر الجمهورى
الرئيس سألنى عن علاقتى بالجماعات الإرهابية.
و في محطة مهمة، يصف السعد أول لقاءاته بالرئيس الأسبق، إذ يقول" أول زيارة للرئيس مبارك لى كانت فى المعرض الدولى بأرض المعارض، وعرفت أن شركة السعد ليست من ضمن الأماكن التى سيزورها الرئيس ومع ذلك ظللت فى مكانى وكنت أشعر إننى سأقابله، .. إلى ان يقول:" ولا أستطيع وصف مشاعرى وقتها ولن يستطيع حتى المتنبى أن يصفها وشعرت بالحزن الشديد وشعرت فعلاً إننى- ولأول مرة- أحتقر نفسي بهذه الطريقة، فهذا جزاء من يطلب العزة من غير الله، وكل هذه الأحاسيس لم تأخذ ثوان ولم يقطع تفكيري إلاّ صوت ينادى ويقول يا أشرف ..يا أشرف، رفعت عينى فوجدته الرئيس حسنى مبارك يتجه نحوى وهو يهرول كأنه فى السعى بين الصفا والمروة وكأنه لم يتحقق من شخصيتى إلا بعد نصف دقيقة عندما نظر إلىّ ومشى، وأقسم بالله كدت أسقط على الأرض وهو متجه نحوى وينادي: أشرف زىْ عبدالحليم كده فى الأفلام .
وفي تعبيرات عفوية بسيطة يقول السعد؛ اقترب الرئيس جدا منى وأصبح الفاصل بينى وبينه أقل من مترين، وجميع من بالمعرض متسمرين بين متعجب وحاسد ومندهش وكان أكثر الفرحين طبعًا زوج خالتى اللواء ممدوح برعى مدير أمن القاهرة الأسبق، وعندما أصبح بينى وبين الرئيس خطوة رفع صوته وقالى ايه اللي انت عامله ده يا اشرف، ولم اكن أعرف عما يتكلم ومد يده ليصافحنى، فقلت له لا..لا..لا ورب الكعبة أقل من حضن ما اقبل فضحك ضحكة خطفت قلبى وقالى احضن ياعم واحتضنته وشعرت بدفء عجيب وانا احتضنه وقلت له الله يسترك بالراحة شوية عشان انا مش مجمع ومش مصدق انى واقف معاك، وباغتنى الرئيس سائلاً: بس ايه حكاية المزرعة بتاعة طالب مشتهى؟! دى انت اشتريتها منه ازاى، وبجد انت بتدرب فيها ارهابيين؟! فلقيت نفسي ها اقع على الأرض من الضحك وقلت له: ارهابيين ؟ ده انا بخاف من الجوافة ياريس !
كانت الأربعون دقيقة التى وقفها معى الرئيس مبارك دقائق تاريخية فى حياتى بكل ماتحمل الكلمة من معنى فما اجمل ان تقف مع حاكم وتشعر انك تقف مع صديق لك تحاوره بكل أريحية وتشعر فيه بتواضع وبساطة لايعرفها عنه معظم الشعب المصرى وكما قلت ليس هذا تبيض لتاريخ الرجل ولكن انا احكى ماحدث بالحرف وكيف كان إحساسي بكل شفافية ووضوح وقتها، ولا أخشي من لوم اللائمين، فهى الحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى، رغم انه اتى علىّ اليوم الذى كنت أتمنى فيه ان أرى النظام باكمله فى قفص الاتهام، ولكن هى الحقيقة بكل صدق ولذلك عندما رأيته فى القفص اتهزت كل مشاعرى وانقلبت رأسًا على عقب وتمنيت أن أفتديه بكل حياتى رغم ماحدث لى فى عهده!
سر قبلة الأسانسير وصورة " الأخبار" !
و يكشف الحاج أشرف السعد أسرارًا وتفاصيل أخرى من اللقاء، فيقول: المهم كنت انا والرئيس متجهين لمصنع المصاعد الكهربائية ويدى فى يده وسألنى وهو يضحك وقالى قول الحق انت اشتريت المستشفى عشان علاقتى بحسن زاهد صح؟، فقلت له: وربنا صح، فمات من الضحك وقال لى: انت صريح قوى فقلت له عايزنى اكدب ؟ فقال لا وأقسمت له إن هذه هى نيتى فى البداية ولكن الدكتور حسن اصبح من اعز اصدقائى ووصلنا عند المصعد المعروض وغمزت للمدير انه يعلق بينا المصعد! وركبنا انا والرئيس وطلعنا عشر متر والراجل خاف يعلق الأسانسير بس واحنا نازلين قالى اظن انت نفسك تصورنى وانا راكب الاسانسير وتنزلها فى الجرايد، رحت بايسه وقلت له الله يخليك خليهم يدونى الصورة فقالى آه انت عايز تعمل زى الريان وتلم فلوس بيا وضحك ، فقلت له ياريس انا لسه هالم انا لمييت خلاص بصورتك مع الريان ومتنا من الضحك فقالى طب لو انت جدع صحيح ماتلمش فلوس بيا وماتنزلش إعلانات، فقلت له عايزنى اغشك ؟ فقالى لا فقلت له خلاص الاعلان زمانه فى المطبعة فضحك من قلبه وقالى بس انا نبهت عليهم عشان محدش يبعتلك الصور.
فعندما قال لى تعرف يا أشرف حسيت انى عايز احضنه تانى بس خفت بصراحة واعتقدت ان واحد منتحل شخصيته والغريبة ان كنت مراقب معظم من حوالينا وخاصة زكريا عزمى فكنت اشعر انه عايزيقول للرئيس تعالى نروح بيوتنا.
المهم الرئيس قالى تعرف يا اشرف إن الجماعة بتوعكم فاكرين انى ضدهم، فقلت فى سرّى وربنا الراجل جاى يلبسنى تهمة ويخرب بيتى، فقلت له جماعة مين فقالى الجماعات يعنى، فقلت ياسيادة الريس المكان ملغم امن دولة وحضرتك كده هاتجبلى إعدام!، واقسم بالله انه كان هيموت من الضحك وقالى لا ماتخافش انا بكلمك جد فقلت وانا والمصحف مابهزر انا ياريس ماليش فى القصة دى، فقالى ماهو الغريب انى عارف انك مصاحب أغلب صحابى وفى نفس الوقت اعرف انك مصاحب ناس كتير من الجماعات انت والريان فقلت يعنى احلفلك بالطلاق ؟ والله العظيم كل ال اعرفهم مالهمش فى اى ارهاب وبعدين انا لو عرفت حد هابلغ عنه ارتحت؟!، فقالى يابنى افهم كلامى انا والله العظيم ماضدكم ؟ ثم قال انا عارف انكم طيبين والله بس الجماعة بتوع أمن الدولة بيخافوا حد يضحك عليهم منكم.
وقبل أن ينصرف الرئيس أخد مني وعد أن لا أستغل هذا اللقاء إعلامًيا، فقلت له ممكن تدينى الأمان فقال ازاى قلت يعنى اللي اقوله ماتزعلش منه فقالى موافق قول فقلت له يعنى اللقاء ده اروح احكيه لأمى وعيالى هايطلبولى مستشفى المجانين ومش هايصدقوا، وانا هانشره وفى جريدة الأخبار ويارب آخد فيها اعدام فقال لي: طب خلاص انشر بس أجّل الصور، فقلت فى بالى لا!
يظل أشرف السعد لغزًا محيرًا لمن لا يعرفونه، وأيضا للبعض ممن عرفوه.
السعد، يرى نفسه بسيطًا جدًا، يتصرف و يتحدث ببساطة المصريين دون تكلف والبعض قال عنه انه منافق عندما تعاطف مع الرئيس مبارك، ونسي هؤلاء أن مبارك في السجن لا حول له ولا قوة، وليس بيده شيء يمكن أن يقدمه للسعد، وتناسوا أيضًا أن ماحدث للسعد وشركاته وكل مايمتلك من تدمير و تبديد كان في عهد مبارك!
ولكن ماذا قال اشرف السعد عن علاقته بمبارك أيام العز و بعدها، وماذا حدث بينهما في أول لقاء، وماذا فعل أشرف حين رأى الرئيس الأسبق داخل قفص المحاكمة؟!
حين تقرأ مايكتبه على فترات، ليرسم به عبارات سلسة و عذبة، لا تخلو من خفة الدم والشقاوة وأيضًا "البكش اللذيذ" الذي يتمتع به أولاد البلد، مراحل ومحطات من حياته، دون أن تقرأ اسم من كتب، لن تصدق – حتى لو أقسموا لك بأغلظ الأيمان- أن ناسج هذه الكلمات هو رجل الأعمال الشيخ أشرف السعد، الذي صنع معجزة زمانه و أسس امبراطورية السعد الاستثمارية خلال أربع سنوات، وكان عمره آنذاك 24 عامًا أو أقل، وامبراطورية السعد الاقتصادية تم تدميرها في عهد مبارك،هذا ما يعرفه الكثيرون، وهذا مايجعلك عزيزي القارئ، ربما تصاب بالذهول، حين تراه يكتب: "عندما رأيت الرئيس مبارك يُحاكم تعاطفت معه، ولم يكن بيدي، فالقلوب يقلّبها الله كيف يشاء!"، فما هي ملابسات علاقة الرجلين، أحدهما منفي باختياره في لندن، والثاني يحاكم أمام القضاء
لماذا بكى الشيخ أشرف حين سمع صوت مبارك؟!
من المحطة الأخيرة بينهما نبدأ؛ وهي المكالمة التليفونية التي بادر بها الرئيس الأسبق؛ وفوجئ بها أشرف السعد، وكانت حديث معظم المصريين،طوال الأسبوعين الماضيين ولا تزال أصداؤها فيما يكتبه البعض من تعليقات على صفحة السعد بموقع فيسبوك أو غيره ، البعض كالعادة يكّذّب، وآخرون يتساءلون مالمناسبة ولماذا الآن؟ ولعل الجملة التي اعتبرها ربما كلمة سر سيكشف عنها التاريخ فيما بعد، هي قول مبارك للسعد " ليه ما بقتش هنا، او مرجعتش تحارب معركة بلدك؟ "
فوجئ آلاف المتابعين لرجل الأعمال أشرف السعد يكتب هذا " البوست" على صفحته بموقع فيسبوك، بعنوان " الرئيس مبارك اتصل بى اليوم، قائلاً " كنت صايم النهاردة وبعد الأفطار، اذا بجرس التليفون يقتحم الهدوء الذى كنت فيه اسبح مع ذكريات الماضى، فالتقطت الهاتف، ووجدت رقم صديق لى اسمه عصام على علاقة وثيقة بالرئيس مبارك فرديت عليه وقلت له : انت خرجتنى من أحلى، ولم يتركنى اُكمل جملتى وقاطعنى قائلاً: خُد كلم، وإذْ بصوت أعرفه جيدًا ويعرفه العالم كله، إنه صوت رجل تقابلت معه كثيرًا،وإذا بهذا الرجل يقول لى: ازيك يا أشرف أنا حسنى مبارك، فسقط التليفون من يدي، ثم التقطته سريعًا وهو مازال يكلمنى ولم أستطع أن أتمالك نفسي فبكيت بشدة وظل يكلمنى أكثر من خمس دقائق!
ويواصل السعد قائلاً: ممكن أقول المكالمة، وممكن لا أستطيع أن أكتب ماسمعت، فقد شُلّت جميع أطرافى وهو يحدثنى رغم إننى أعلم إنه مسجون، إلا أننى شعرت إنه يحدثنى من القصر الجمهورى،أكيد لم يكن حلمًا فأنا أعلم خطورة ما أكتبه ولو فيه حرف كذب سيظهر فورًا المحامي فريد الديب ويقول: لم يحدث، ولكن ماحدث حقيقى والحديث كان أغرب من الخيال نفسه، فمازلت أشعر إننى تحدثت مع الرئيس مبارك من القصر الجمهورى
الرئيس سألنى عن علاقتى بالجماعات الإرهابية.
و في محطة مهمة، يصف السعد أول لقاءاته بالرئيس الأسبق، إذ يقول" أول زيارة للرئيس مبارك لى كانت فى المعرض الدولى بأرض المعارض، وعرفت أن شركة السعد ليست من ضمن الأماكن التى سيزورها الرئيس ومع ذلك ظللت فى مكانى وكنت أشعر إننى سأقابله، .. إلى ان يقول:" ولا أستطيع وصف مشاعرى وقتها ولن يستطيع حتى المتنبى أن يصفها وشعرت بالحزن الشديد وشعرت فعلاً إننى- ولأول مرة- أحتقر نفسي بهذه الطريقة، فهذا جزاء من يطلب العزة من غير الله، وكل هذه الأحاسيس لم تأخذ ثوان ولم يقطع تفكيري إلاّ صوت ينادى ويقول يا أشرف ..يا أشرف، رفعت عينى فوجدته الرئيس حسنى مبارك يتجه نحوى وهو يهرول كأنه فى السعى بين الصفا والمروة وكأنه لم يتحقق من شخصيتى إلا بعد نصف دقيقة عندما نظر إلىّ ومشى، وأقسم بالله كدت أسقط على الأرض وهو متجه نحوى وينادي: أشرف زىْ عبدالحليم كده فى الأفلام .
وفي تعبيرات عفوية بسيطة يقول السعد؛ اقترب الرئيس جدا منى وأصبح الفاصل بينى وبينه أقل من مترين، وجميع من بالمعرض متسمرين بين متعجب وحاسد ومندهش وكان أكثر الفرحين طبعًا زوج خالتى اللواء ممدوح برعى مدير أمن القاهرة الأسبق، وعندما أصبح بينى وبين الرئيس خطوة رفع صوته وقالى ايه اللي انت عامله ده يا اشرف، ولم اكن أعرف عما يتكلم ومد يده ليصافحنى، فقلت له لا..لا..لا ورب الكعبة أقل من حضن ما اقبل فضحك ضحكة خطفت قلبى وقالى احضن ياعم واحتضنته وشعرت بدفء عجيب وانا احتضنه وقلت له الله يسترك بالراحة شوية عشان انا مش مجمع ومش مصدق انى واقف معاك، وباغتنى الرئيس سائلاً: بس ايه حكاية المزرعة بتاعة طالب مشتهى؟! دى انت اشتريتها منه ازاى، وبجد انت بتدرب فيها ارهابيين؟! فلقيت نفسي ها اقع على الأرض من الضحك وقلت له: ارهابيين ؟ ده انا بخاف من الجوافة ياريس !
كانت الأربعون دقيقة التى وقفها معى الرئيس مبارك دقائق تاريخية فى حياتى بكل ماتحمل الكلمة من معنى فما اجمل ان تقف مع حاكم وتشعر انك تقف مع صديق لك تحاوره بكل أريحية وتشعر فيه بتواضع وبساطة لايعرفها عنه معظم الشعب المصرى وكما قلت ليس هذا تبيض لتاريخ الرجل ولكن انا احكى ماحدث بالحرف وكيف كان إحساسي بكل شفافية ووضوح وقتها، ولا أخشي من لوم اللائمين، فهى الحقيقة شاء من شاء وأبى من أبى، رغم انه اتى علىّ اليوم الذى كنت أتمنى فيه ان أرى النظام باكمله فى قفص الاتهام، ولكن هى الحقيقة بكل صدق ولذلك عندما رأيته فى القفص اتهزت كل مشاعرى وانقلبت رأسًا على عقب وتمنيت أن أفتديه بكل حياتى رغم ماحدث لى فى عهده!
سر قبلة الأسانسير وصورة " الأخبار" !
و يكشف الحاج أشرف السعد أسرارًا وتفاصيل أخرى من اللقاء، فيقول: المهم كنت انا والرئيس متجهين لمصنع المصاعد الكهربائية ويدى فى يده وسألنى وهو يضحك وقالى قول الحق انت اشتريت المستشفى عشان علاقتى بحسن زاهد صح؟، فقلت له: وربنا صح، فمات من الضحك وقال لى: انت صريح قوى فقلت له عايزنى اكدب ؟ فقال لا وأقسمت له إن هذه هى نيتى فى البداية ولكن الدكتور حسن اصبح من اعز اصدقائى ووصلنا عند المصعد المعروض وغمزت للمدير انه يعلق بينا المصعد! وركبنا انا والرئيس وطلعنا عشر متر والراجل خاف يعلق الأسانسير بس واحنا نازلين قالى اظن انت نفسك تصورنى وانا راكب الاسانسير وتنزلها فى الجرايد، رحت بايسه وقلت له الله يخليك خليهم يدونى الصورة فقالى آه انت عايز تعمل زى الريان وتلم فلوس بيا وضحك ، فقلت له ياريس انا لسه هالم انا لمييت خلاص بصورتك مع الريان ومتنا من الضحك فقالى طب لو انت جدع صحيح ماتلمش فلوس بيا وماتنزلش إعلانات، فقلت له عايزنى اغشك ؟ فقالى لا فقلت له خلاص الاعلان زمانه فى المطبعة فضحك من قلبه وقالى بس انا نبهت عليهم عشان محدش يبعتلك الصور.
فعندما قال لى تعرف يا أشرف حسيت انى عايز احضنه تانى بس خفت بصراحة واعتقدت ان واحد منتحل شخصيته والغريبة ان كنت مراقب معظم من حوالينا وخاصة زكريا عزمى فكنت اشعر انه عايزيقول للرئيس تعالى نروح بيوتنا.
المهم الرئيس قالى تعرف يا اشرف إن الجماعة بتوعكم فاكرين انى ضدهم، فقلت فى سرّى وربنا الراجل جاى يلبسنى تهمة ويخرب بيتى، فقلت له جماعة مين فقالى الجماعات يعنى، فقلت ياسيادة الريس المكان ملغم امن دولة وحضرتك كده هاتجبلى إعدام!، واقسم بالله انه كان هيموت من الضحك وقالى لا ماتخافش انا بكلمك جد فقلت وانا والمصحف مابهزر انا ياريس ماليش فى القصة دى، فقالى ماهو الغريب انى عارف انك مصاحب أغلب صحابى وفى نفس الوقت اعرف انك مصاحب ناس كتير من الجماعات انت والريان فقلت يعنى احلفلك بالطلاق ؟ والله العظيم كل ال اعرفهم مالهمش فى اى ارهاب وبعدين انا لو عرفت حد هابلغ عنه ارتحت؟!، فقالى يابنى افهم كلامى انا والله العظيم ماضدكم ؟ ثم قال انا عارف انكم طيبين والله بس الجماعة بتوع أمن الدولة بيخافوا حد يضحك عليهم منكم.
وقبل أن ينصرف الرئيس أخد مني وعد أن لا أستغل هذا اللقاء إعلامًيا، فقلت له ممكن تدينى الأمان فقال ازاى قلت يعنى اللي اقوله ماتزعلش منه فقالى موافق قول فقلت له يعنى اللقاء ده اروح احكيه لأمى وعيالى هايطلبولى مستشفى المجانين ومش هايصدقوا، وانا هانشره وفى جريدة الأخبار ويارب آخد فيها اعدام فقال لي: طب خلاص انشر بس أجّل الصور، فقلت فى بالى لا!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.