من منا لم يذهب إلي حديقة الأسماك "الجبلاية " للاستمتاع بمشاهدة أروع الأسماك النيلية فضلا عن التصميمات المعمارية التي نفذها كبار مهندسي فرنسا؟.. لكن هذا المكان الذي يفوح منه عبق الماضي أجحفه العديد من الشباب حقه بسبب اعتباره ملتقي للعشاق . وتبدأ الحكاية مع الملكة الفرنسية أوجيني فقد بناها "مسيو ألفندو الفرنساوي" من أجلها على شكل سمكة البلطي النيلية لتكون حديقة الأسماك أو الجبلاية الموجودة بالزمالك . ففي عام 1867طلب الخديو إسماعيل من مدير الحدائق العامة بفرنسا ( مسيو ألفوندو )تصميم حديقة الأسماك و بناء قصرا فخم ( فندق الماريوت حاليا ) من اجل الملكة أوجيني ملكة فرنسا في ذلك الوقت و قام بافتتاح الحديقة و القصر خلال احتفالات افتتاح قناة السويس . وقد تم بناء الحديقة باستخدام الطين الأسوانلى والرمل الأحمر لإنشاء تكوينات معمارية على هيئة خياشيم الأسماك فأصبح تصميم الجبلاية يشبه السمكة فهناك مدخل من فتحتين تشبه فتحة خياشيم السمك وفى جانب الفتحتين توجد زعنفتان جانبيتان خلفهما ممرات الحديقة الأربعة. وكانت الحديقة مقتصرة على الملوك والأمراء وبعد ذلك تم افتتاحها للجمهور 1902 وكان الوصول لها عن طريق النيل . وتبلغ مساحة حديقة الأسماك، أو الجبلاية كما يسميها البعض بسبب تصميمها المعماري نحو تسعة أفدنة ونصف الفدان. وللحديقة موقع متميز جعل الكثير يذهب إليها في مقدمتهم الفنانين والمثقفين والمغنيين والممثلين حيث توقف عندها الكاتب الكبير أنيس منصور فكتب عنها. كما عرفت الحديقة أقدام الفنانين شادية وفاتن حمامة وأحمد رمزي وأحمد مظهر، وعبد الحليم حافظ ،وغيرهم من الفنانين لتصوير بعض المشاهد داخلها ،وحمل أحد الأفلام اسم "جنينة الأسماك". وبدأ مدير الحديقة د.وليد شعبان من سنة وأربعة شهور العمل على إعادة الحديقة التي أستلمها متهالكة البنية التحتية ، فيقول إن كل شيء كان غير فعال . فتم تنظيف الحديقة وإزالة القمامة بالتعاون مع جمعية تنمية خدمات حي الزمالك وقامت الإدارة المركزية وإدارة حديقة الأسماك وجمعيات المجتمع المدني بالتعاون على تجديد الحديقة فتم تقليم النخل والأشجار وشراء معدات جديدة وإصلاح صوب الأسماك وإنتاج اسماك زينة جديدة مثل (الملك الأمريكي والفنتيل واللوبي والكوي والبلطي). و يقول د.وليد إن الإدارة قامت بمشروع يحمل اسم "خمسة خمسة" الهدف منه زرع كل يوم خمسة أحواض نباتية لإعادة الزراعة في الحديقة وتم زراعة الصبار المتدلي على الجبلاية وتجديد ملعب الأطفال وتم إنشاء نافورة . ويقول مدير حديقة الأسماك إن تبعية الحديقة للعديد من الهيئات يؤثر على تطويرها، كما أن انضمام الجبلاية والحديقة بالكامل لوزارة الآثار في عام 2010 بعد مرور 145 عاما على إنشائها زاد المسألة تعقيدا، حيث أصبحت عمليات التطوير تستلزم أيضا موافقة وزارة الآثار. وأشار إلى أن تطوير "الأكواريوم" الخاص بعرض الأسماك يحتاج تعاون بين وزارتي الآثار والزراعة، وهو ما يعيق عمليات التطوير. وأضاف أن هناك الكثير من عمليات التطوير التي تحتاجها الحديقة، كما أن هناك خطة لضم مجموعة من الأحياء البحرية والأسماك النيلية للأحواض الموجودة داخل الحديقة، ولكن هذا التطوير يحتاج إلى مزيد من التعاون بين وزارتي الزراعة والآثار أو إيجاد حل يمكن من خلاله الإسراع في عمليات التطوير. ولم تعد حديقة الأسماك مكانا لتجمع العشاق والحبيبية فبعد تطوريها وإضافة ملعب الأطفال والمطعم أصبحت مكانا يجتمع فيه الأسرة ، وحرصت إدارة الحديقة على ذلك فسعت لإقامة بعض المناسبات التي كان الهدف منها لم شمل الأسرة المصرية إقامة حفلات الهدف منها خدمة المجتمع المدني وأطفال الشوارع و للترفية مثل أقامة حفلات لبض فرق الأندرجروند . وأضافت سامية التي تواجدت في الحديقة بصحبة أطفالها وزوجها ان سمعة الحديقة لم تؤثر عليها لأنها تأتي مع زوجها من اجل أطفالها . بينما أشار محمد زوجها أن المكان قريب من المنزل ونأتي بالأطفال للتنزه واللعب في الحديقة . وأوضحت شيماء التي كانت تواجدت بصحبه طفلتها أن فرض تذكرة على الطفل أمر غير مبرر بالمرة ويجب السماح للأطفال للدخول بالمجان ،ولكنها وصفت الحديقة بالمكان الرائع والأمن ودعت الناس لترك الشائعات التي تحاصر الحديقة والذهاب للاستمتاع .