ظهر نجم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حينما استطاع بقوة قليلة العدد والعدة أن يسترد الرياض في الخامس من شهر شوال 1319 ه الموافق (15 / 1 / 1902م) وكان ذلك يوما معروفَاَ في حياة الملك عبد العزيز فقد كان بداية لكفاح ومعارك امتدت عشرات السنين . ولقد تنبهت الدولة العثمانية إِلي خطورة ذلك عليها والتي كانت تسيطر على أجزاء من جزيرة العرب ، في داخل إِطار الدولة العثمانية التي كانت قد ضعفت ضعفاً شديداً . وتطل علينا سيرة الملك عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود التى امتددت ل77 عاما قضاها في بناء المملكة الثالثة ل "ال سعود " منذ أن ولد بمدينة الرياض في 19 ذى الحجة 1292 هجرية الموافق 15 يناير 1876 ميلاديا لوالدته التى تدعى الأميرة سارة بنت أحمد بن محمد بن تركي بن سليمان السديري وله من الأشقاء البنين والبنات 77 أخ وأخت. وبدأت رحلة صعوده إلى كرس الحكم منذ نعومة أظافرة عندما بلغ من العمر 10 سنوات , وعندما أشتد عوده بدأ ت قصة كفاحه عندما استكمل مسيرة والدة لقيادة آل سعود في استرداد الرياض وذلك بعد أن استرجع خصمه الأمير محمد بن عبد الله الرشيد المكلف من الدولة العثمانية آنذاك مدينة "القصيم " بأكملها لم يبق من مدن الدولة السعودية الثانية إلا الرياض. وكان عبد العزيز بن عبد الرحمن آنذاك عمره 10 أعوام عندما اقترب أمر الأمام عبد الرحمن بن فيصل أبنه عبدالعزيز الذهاب إلى الصحراء وفعلا فعلها , وبدأت الحرب بين الأمام عبد الرحمن وآل رشيد لكن فشل عبد الرحمن في هزيمتهم واحتلت الرياض , فذهب إلى قطر ثم البحرين ثم وصل الكويت فاستقر هناك وكان أميرها مبارك الصباح قد استقبل عبد العزيز ووالده عبد الرحمن . وعندما كان عبد العزيز في الكويت تعلم السياسة والمجالس وأساليب الحرب وكان انتقاله إلى الكويت عام 1310 ه وبقي فيها 8 سنوات إلى أن بدأت الحرب بينه وبين آل رشيد في عام 1318 ه واسترد الرياض. وفي عام 1900 الموافق 1318 ه وعندما بلغ عبد العزيز 25 سنة، طلب عبد العزيز من والده, الإمام عبد الرحمن, السماح له باستعادة حكم أسرته, إلا أن والده لم يسمح له بذلك, خوفا عليه من عدوه الذي يفوقه في العدد والعدة, لكن عبد العزيز نجح في إقناع والده، فقام بصحبة 60 رجلاً لاستعادة الرياض عام 1901الموافق 1319 ه بعد أن قضى زمنا في واحة يبرين على أطراف الربع الخالي جنوب الجزيرة العربية وقام بعد ذلك على جمع الأنصار من قبائل البادية لتقديم الدّعم والتأييد له بعد فترة فقد الناس آل سعود. ثم توجه إلى المقاطعات الجنوبية من نجد، وهي الخرج وحوطة بني تميم والحريق والأفلاج ووادي الدواسر، فاستردها من آل رشيد سنة 1321 ه/1903 م. ثم استرد القصيم عام 1905م/1324 ه. وفي العامين الذين تليا سقوط الرياض، استمر ابن سعود في السيطرة على باقي نجد مما استدعى ابن الرشيد التماس العون من الدولة العثمانية. فقامت بإرسال قوة لدحره، واستطاعت القوة التركية إلحاق الهزيمة بابن سعود إلاّ أنه تمكّن من إعادة تشكيل قوّاته بعد رحيل القوات التركية بسبب مشاكل في التموين في جزيرة العرب. وفي عام1334 ه/1915م دخلت بريطانيا في معاهدة القطيف أو دارين مع ابن سعود والتي تقضي على حماية الأراضي التي يسيطر عليها ابن سعود مقابل دحر ابن سعود آل رشيد الموالية للدولة العثمانية. وفي عام 1338 ه/1919م شنّ الإخوان الموالون للملك عبد العزيز، هجوماً على الشريف حسين شريف مكة في معركة تربة وسهل الأشراف وعلى الفور تمكن الجيش من الدخول إلى الطائف وقد انسحب الشريف عبد الله بن الحسين إلى منطقة الهدا من ضواحي الطائف. وبحلول عام 1341 ه 1922م تمكّن من السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سيطرة الشريف الحسين بن علي. وتوّج عبد العزيز انتصاراته بهزيمة الشريف حسين في عام 1344 ه/ 1925 . وفى عام 1983م تم اكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية عن طريق علماء جيولوجيا أمريكيين, حيث كانوا يعملون لشركة ستاندرد اويل في كاليفورنيا في شراكة مع مسؤولين سعوديين. و من خلال مستشاريه جون فيبلي و أمين ريهاني, قال أنه منح سلطة كبيرة على حقول النفط السعودية لصالح شركات النفط الأمريكية في عام 1944م وذلك بغرض تخويف بريطانيا التي استغلت بشكل كبير انتقال أسرة آل سعود إلى السلطة على أمل الوصول إلى النفط الاحتياطي الذي كان قد شمله الاستطلاع. وفي بداية عام 1901, وقع الملك عبدالعزيز آل سعود ميثاق " التعاون والصداقة" مع بريطانيا للحفاظ على ميليشياته (جيشه الشعبي) و وقف أي هجمات أخرى ضد المحميات الذين كانوا مسؤولين عنها. و لم تدفع بريطانيا وحدها علاوة شهرية سخية على تعاونه، بل في عام 1935 قامت بريطانيا بتسليمه الوسام. كما امتنع الملك عبد العزيز طوال الحرب العالمية الأولى عن القيام بأي عمل عسكري ضد الشريف حسين، وركز جهوده على مقارعة ابن الرشيد المنحاز للدولة العثمانية، إلا أنه وقعت مناوشات بين الطرفين في كل من تربة البقوم والخرمة حول تبعيتهما لأي إقليم، إذ يرى عبد العزيز أنهما من أراضي نجد، بينما يرى الشريف حسين أنهما من الحجاز. وفي شعبان من عام 1337 ه/1918 م زحف عبد الله ابن الشريف حسين إلى " تربة البقوم " واحتلها بعد خلوها تقريبا من أهلها وبعد مقاومة دامت يوماً كاملاً من البقوم الباقين في تربة الذين رفضوا إلا الدفاع عن تربة ضد الشريف وجيشه وهم قلة. ودامت المقاومة في قصر منيف وعدة أماكن في تربة كان آخرها في قلعة شنقل وانتهت بعد مغيب شمس ذلك اليوم, وقد إتجه معظم البقوم إلى حرة البقوم اعتزالا للحرب ولتحيزهم للإخوان ولموالاتهم للملك عبد العزيز واعتزالهم لتلك الحرب بسبب وجود فرسان من البقوم مع الشريف تحت لواء القائد عبد الله العسيس وأيضاً وجود فرسان من البقوم مع فرقة الإخوان تحت لواء القائد هزاع الصفراء. وكان الإخلاء والاعتزال بأمر من الأمير محمد بن غنام أمير البقوم. وكان ذلك في الرابع والعشرين من شعبان، وفي اليوم التالي وصلت فرقة الإخوان إلى تربة البقوم فهزموا جيش الشريف عبد الله بن الحسين في قصر منيف وما حوله في مدينة تربة وذلك بتاريخ 25/شعبان/1337 هجرية. وادي ذلك إلى انقسام البقوم إلى أربعة أقسام وكل قسم له رأي القسم الأول : وهم الأغلب وقد اعتزلوا الحرب مع الأمير محمد بن غنام والقسم الثاني : وهم من رفضوا الاعتزال وقاموا بالمقاومة والدفاع عن تربة ضد الشريف وعددهم قليل القسم الثالث : وهم من انضموا لجيش الإخوان وعلى رأسهم هزاع الصفراء وغيره من مشائخ البقوم, القسم الرابع : وهم من كانوا مع جيش الشريف وعلى رأسهم عبد الله العسيس. وبعد انتهاء الحرب صارت تربة البقوم تحت حكم الملك عبد العزيز الذي استقر بها لمدة إسبوعين يرتب شوؤنها ويجهز اهلها للانضمام لجيش الإخوان بقيادة الأمير محمد بن غنام البقمي. بعد ذلك حرص عبد العزيز على اتّخاذ المملكة العربية السعودية موقف المحايد في الحرب العالمية الثانية. وهنا أدركت الحكومة البريطانية قوة عبد العزيز وسيطرته على معظم المملكة العربية السعودية الحالية، فدفع ذلك عبد العزيز بن سعود لعقد معاهدة جدة عام 1927 مع بريطانيا لينهى اتفاقية دارين 1915 السابق ذكرها. وفي هذه الأثناء غيّر عبد العزيز لقبه من سلطان نجد إلى ملك نجد والحجاز. ومن عام1346 ه 1927 إلى عام1351 ه 1932 استطاع عبد العزيز السيطرة على معظم جزيرة العرب. فقام بتغيير اسم المنطقة من مملكة نجد والحجاز إلى المملكة العربية السعودية، ونصّب نفسه ملكاً على المملكة حديثة النشوء. في 17 جمادى الأولى 1351 ه/1932م، أصدر الملك عبد العزيز قراراً يعلن فيه عن نظام توحيد المملكة، وتحديد يوم الخميس 21 جمادى الأولى يوماً لإعلان توحيدها تحت اسم "المملكة العربية السعودية"؛ فتوحدت جميع أجزاء المملكة العربية السعودية بشكل رسمي يوم 21–5–1351 ه /22–9–1932 م. ثم اتجه بنظره وعقد معاهدة بينه وبين اليمن لتحل المشاكل الحدودية بين اليمن والسعودية عام1353 ه 1934 ليتفرغ لرحلة البناء حيث تم توحيد معظم أقاليم الجزيرة العربية تحت اسم المملكة العربية السعودية و ظهور أول وزارة تنشأ في المملكة وزارة الخارجية السعودية وذلك بتاريخ 1349 ه/1930 م. وكانت تسمى المديرية العامة للشؤون الخارجية وأول وزير للخارجية هو الأمير فيصل بن عبد العزيز وظهور وزارة الدفاع في المملكة التي أنشئت في ربيع الثاني من عام 1365 ه الموافق 6 مارس 1946 م وكانت تسمى بوكالة الدفاع قبل ذلك. ظهور وزارة الداخلية وتعين الأمير فيصل بن عبد العزيز في عام 1350 ه/1931 م وزيرا إذ كانت الشؤون الأمنية والداخلية ضمن مهام النيابة العامة وفي عام 1370 ه الموافق 1950 م تحولت النيابة العامة إلى وزارة متكاملة للداخلية تأسيس وزارة المالية وكانت تسمى مديرية المالية العامة وتعيين عبد الله بن سليمان الحمدان وزير لها و ظهور مجلس الشورى بالمملكة وتم تشكيله من أعضاء متفرغين بناء على الأمر السامي رقم 37 بتاريخ 9/1/1346 ه/17/7/1927 م.وحفر أول حقل بترول في عام 1359 ه قرب الظهران وكانت آخر إنجاز للملك عبد العزيز هو أن يترأس الملك جلسة مجلس الشورى وقد سميت تلك الجلسة جلسة الملك عبد العزيز، لأنها آخر جلسة ترأسها في حياته. توفي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بقصره بمحافظة الطائف التابعة لمنطقة مكة في الساعة :4:36 ص.من يوم الاثنين 2\3\1373 ه. اثر نوبه قلبيه بعد معاناته من مرض تصلب الشرايين وصليَّ عليه في الحوية ثم نقل جثمانه من مطار الطائف إلى مطار الرياض القديم حيث نقل جثمانه إلى مصلى العيد في الرياض حيث اديت عليه صلاة الميت مرة أخرى بعد صلاة المغرب ثم نقل إلى مقابر العود حيث وري الثرى. بعد حكم دام اثنتين وخمسين سنة وبلغ من العمر 77 سنة. ظهر نجم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود حينما استطاع بقوة قليلة العدد والعدة أن يسترد الرياض في الخامس من شهر شوال 1319 ه الموافق (15 / 1 / 1902م) وكان ذلك يوما معروفَاَ في حياة الملك عبد العزيز فقد كان بداية لكفاح ومعارك امتدت عشرات السنين . ولقد تنبهت الدولة العثمانية إِلي خطورة ذلك عليها والتي كانت تسيطر على أجزاء من جزيرة العرب ، في داخل إِطار الدولة العثمانية التي كانت قد ضعفت ضعفاً شديداً . وتطل علينا سيرة الملك عبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الرحمن ال سعود التى امتددت ل77 عاما قضاها في بناء المملكة الثالثة ل "ال سعود " منذ أن ولد بمدينة الرياض في 19 ذى الحجة 1292 هجرية الموافق 15 يناير 1876 ميلاديا لوالدته التى تدعى الأميرة سارة بنت أحمد بن محمد بن تركي بن سليمان السديري وله من الأشقاء البنين والبنات 77 أخ وأخت. وبدأت رحلة صعوده إلى كرس الحكم منذ نعومة أظافرة عندما بلغ من العمر 10 سنوات , وعندما أشتد عوده بدأ ت قصة كفاحه عندما استكمل مسيرة والدة لقيادة آل سعود في استرداد الرياض وذلك بعد أن استرجع خصمه الأمير محمد بن عبد الله الرشيد المكلف من الدولة العثمانية آنذاك مدينة "القصيم " بأكملها لم يبق من مدن الدولة السعودية الثانية إلا الرياض. وكان عبد العزيز بن عبد الرحمن آنذاك عمره 10 أعوام عندما اقترب أمر الأمام عبد الرحمن بن فيصل أبنه عبدالعزيز الذهاب إلى الصحراء وفعلا فعلها , وبدأت الحرب بين الأمام عبد الرحمن وآل رشيد لكن فشل عبد الرحمن في هزيمتهم واحتلت الرياض , فذهب إلى قطر ثم البحرين ثم وصل الكويت فاستقر هناك وكان أميرها مبارك الصباح قد استقبل عبد العزيز ووالده عبد الرحمن . وعندما كان عبد العزيز في الكويت تعلم السياسة والمجالس وأساليب الحرب وكان انتقاله إلى الكويت عام 1310 ه وبقي فيها 8 سنوات إلى أن بدأت الحرب بينه وبين آل رشيد في عام 1318 ه واسترد الرياض. وفي عام 1900 الموافق 1318 ه وعندما بلغ عبد العزيز 25 سنة، طلب عبد العزيز من والده, الإمام عبد الرحمن, السماح له باستعادة حكم أسرته, إلا أن والده لم يسمح له بذلك, خوفا عليه من عدوه الذي يفوقه في العدد والعدة, لكن عبد العزيز نجح في إقناع والده، فقام بصحبة 60 رجلاً لاستعادة الرياض عام 1901الموافق 1319 ه بعد أن قضى زمنا في واحة يبرين على أطراف الربع الخالي جنوب الجزيرة العربية وقام بعد ذلك على جمع الأنصار من قبائل البادية لتقديم الدّعم والتأييد له بعد فترة فقد الناس آل سعود. ثم توجه إلى المقاطعات الجنوبية من نجد، وهي الخرج وحوطة بني تميم والحريق والأفلاج ووادي الدواسر، فاستردها من آل رشيد سنة 1321 ه/1903 م. ثم استرد القصيم عام 1905م/1324 ه. وفي العامين الذين تليا سقوط الرياض، استمر ابن سعود في السيطرة على باقي نجد مما استدعى ابن الرشيد التماس العون من الدولة العثمانية. فقامت بإرسال قوة لدحره، واستطاعت القوة التركية إلحاق الهزيمة بابن سعود إلاّ أنه تمكّن من إعادة تشكيل قوّاته بعد رحيل القوات التركية بسبب مشاكل في التموين في جزيرة العرب. وفي عام1334 ه/1915م دخلت بريطانيا في معاهدة القطيف أو دارين مع ابن سعود والتي تقضي على حماية الأراضي التي يسيطر عليها ابن سعود مقابل دحر ابن سعود آل رشيد الموالية للدولة العثمانية. وفي عام 1338 ه/1919م شنّ الإخوان الموالون للملك عبد العزيز، هجوماً على الشريف حسين شريف مكة في معركة تربة وسهل الأشراف وعلى الفور تمكن الجيش من الدخول إلى الطائف وقد انسحب الشريف عبد الله بن الحسين إلى منطقة الهدا من ضواحي الطائف. وبحلول عام 1341 ه 1922م تمكّن من السيطرة على الأراضي التي كانت تحت سيطرة الشريف الحسين بن علي. وتوّج عبد العزيز انتصاراته بهزيمة الشريف حسين في عام 1344 ه/ 1925 . وفى عام 1983م تم اكتشاف البترول في المملكة العربية السعودية عن طريق علماء جيولوجيا أمريكيين, حيث كانوا يعملون لشركة ستاندرد اويل في كاليفورنيا في شراكة مع مسؤولين سعوديين. و من خلال مستشاريه جون فيبلي و أمين ريهاني, قال أنه منح سلطة كبيرة على حقول النفط السعودية لصالح شركات النفط الأمريكية في عام 1944م وذلك بغرض تخويف بريطانيا التي استغلت بشكل كبير انتقال أسرة آل سعود إلى السلطة على أمل الوصول إلى النفط الاحتياطي الذي كان قد شمله الاستطلاع. وفي بداية عام 1901, وقع الملك عبدالعزيز آل سعود ميثاق " التعاون والصداقة" مع بريطانيا للحفاظ على ميليشياته (جيشه الشعبي) و وقف أي هجمات أخرى ضد المحميات الذين كانوا مسؤولين عنها. و لم تدفع بريطانيا وحدها علاوة شهرية سخية على تعاونه، بل في عام 1935 قامت بريطانيا بتسليمه الوسام. كما امتنع الملك عبد العزيز طوال الحرب العالمية الأولى عن القيام بأي عمل عسكري ضد الشريف حسين، وركز جهوده على مقارعة ابن الرشيد المنحاز للدولة العثمانية، إلا أنه وقعت مناوشات بين الطرفين في كل من تربة البقوم والخرمة حول تبعيتهما لأي إقليم، إذ يرى عبد العزيز أنهما من أراضي نجد، بينما يرى الشريف حسين أنهما من الحجاز. وفي شعبان من عام 1337 ه/1918 م زحف عبد الله ابن الشريف حسين إلى " تربة البقوم " واحتلها بعد خلوها تقريبا من أهلها وبعد مقاومة دامت يوماً كاملاً من البقوم الباقين في تربة الذين رفضوا إلا الدفاع عن تربة ضد الشريف وجيشه وهم قلة. ودامت المقاومة في قصر منيف وعدة أماكن في تربة كان آخرها في قلعة شنقل وانتهت بعد مغيب شمس ذلك اليوم, وقد إتجه معظم البقوم إلى حرة البقوم اعتزالا للحرب ولتحيزهم للإخوان ولموالاتهم للملك عبد العزيز واعتزالهم لتلك الحرب بسبب وجود فرسان من البقوم مع الشريف تحت لواء القائد عبد الله العسيس وأيضاً وجود فرسان من البقوم مع فرقة الإخوان تحت لواء القائد هزاع الصفراء. وكان الإخلاء والاعتزال بأمر من الأمير محمد بن غنام أمير البقوم. وكان ذلك في الرابع والعشرين من شعبان، وفي اليوم التالي وصلت فرقة الإخوان إلى تربة البقوم فهزموا جيش الشريف عبد الله بن الحسين في قصر منيف وما حوله في مدينة تربة وذلك بتاريخ 25/شعبان/1337 هجرية. وادي ذلك إلى انقسام البقوم إلى أربعة أقسام وكل قسم له رأي القسم الأول : وهم الأغلب وقد اعتزلوا الحرب مع الأمير محمد بن غنام والقسم الثاني : وهم من رفضوا الاعتزال وقاموا بالمقاومة والدفاع عن تربة ضد الشريف وعددهم قليل القسم الثالث : وهم من انضموا لجيش الإخوان وعلى رأسهم هزاع الصفراء وغيره من مشائخ البقوم, القسم الرابع : وهم من كانوا مع جيش الشريف وعلى رأسهم عبد الله العسيس. وبعد انتهاء الحرب صارت تربة البقوم تحت حكم الملك عبد العزيز الذي استقر بها لمدة إسبوعين يرتب شوؤنها ويجهز اهلها للانضمام لجيش الإخوان بقيادة الأمير محمد بن غنام البقمي. بعد ذلك حرص عبد العزيز على اتّخاذ المملكة العربية السعودية موقف المحايد في الحرب العالمية الثانية. وهنا أدركت الحكومة البريطانية قوة عبد العزيز وسيطرته على معظم المملكة العربية السعودية الحالية، فدفع ذلك عبد العزيز بن سعود لعقد معاهدة جدة عام 1927 مع بريطانيا لينهى اتفاقية دارين 1915 السابق ذكرها. وفي هذه الأثناء غيّر عبد العزيز لقبه من سلطان نجد إلى ملك نجد والحجاز. ومن عام1346 ه 1927 إلى عام1351 ه 1932 استطاع عبد العزيز السيطرة على معظم جزيرة العرب. فقام بتغيير اسم المنطقة من مملكة نجد والحجاز إلى المملكة العربية السعودية، ونصّب نفسه ملكاً على المملكة حديثة النشوء. في 17 جمادى الأولى 1351 ه/1932م، أصدر الملك عبد العزيز قراراً يعلن فيه عن نظام توحيد المملكة، وتحديد يوم الخميس 21 جمادى الأولى يوماً لإعلان توحيدها تحت اسم "المملكة العربية السعودية"؛ فتوحدت جميع أجزاء المملكة العربية السعودية بشكل رسمي يوم 21–5–1351 ه /22–9–1932 م. ثم اتجه بنظره وعقد معاهدة بينه وبين اليمن لتحل المشاكل الحدودية بين اليمن والسعودية عام1353 ه 1934 ليتفرغ لرحلة البناء حيث تم توحيد معظم أقاليم الجزيرة العربية تحت اسم المملكة العربية السعودية و ظهور أول وزارة تنشأ في المملكة وزارة الخارجية السعودية وذلك بتاريخ 1349 ه/1930 م. وكانت تسمى المديرية العامة للشؤون الخارجية وأول وزير للخارجية هو الأمير فيصل بن عبد العزيز وظهور وزارة الدفاع في المملكة التي أنشئت في ربيع الثاني من عام 1365 ه الموافق 6 مارس 1946 م وكانت تسمى بوكالة الدفاع قبل ذلك. ظهور وزارة الداخلية وتعين الأمير فيصل بن عبد العزيز في عام 1350 ه/1931 م وزيرا إذ كانت الشؤون الأمنية والداخلية ضمن مهام النيابة العامة وفي عام 1370 ه الموافق 1950 م تحولت النيابة العامة إلى وزارة متكاملة للداخلية تأسيس وزارة المالية وكانت تسمى مديرية المالية العامة وتعيين عبد الله بن سليمان الحمدان وزير لها و ظهور مجلس الشورى بالمملكة وتم تشكيله من أعضاء متفرغين بناء على الأمر السامي رقم 37 بتاريخ 9/1/1346 ه/17/7/1927 م.وحفر أول حقل بترول في عام 1359 ه قرب الظهران وكانت آخر إنجاز للملك عبد العزيز هو أن يترأس الملك جلسة مجلس الشورى وقد سميت تلك الجلسة جلسة الملك عبد العزيز، لأنها آخر جلسة ترأسها في حياته. توفي الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود بقصره بمحافظة الطائف التابعة لمنطقة مكة في الساعة :4:36 ص.من يوم الاثنين 2\3\1373 ه. اثر نوبه قلبيه بعد معاناته من مرض تصلب الشرايين وصليَّ عليه في الحوية ثم نقل جثمانه من مطار الطائف إلى مطار الرياض القديم حيث نقل جثمانه إلى مصلى العيد في الرياض حيث اديت عليه صلاة الميت مرة أخرى بعد صلاة المغرب ثم نقل إلى مقابر العود حيث وري الثرى. بعد حكم دام اثنتين وخمسين سنة وبلغ من العمر 77 سنة.