هو أحد أكبر الزعامات العربية والإسلامية فى العصر الحديث، كان بطلاً مقدامًا، وسياسيًا محنكًا، وعالمًا، إنه الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة (الدولة السعودية الثالثة)، ولد فى 26 نوفمبر عام 1976، فى الرياض لأسرة آل سعود الحاكمة فى نجد، ولما بلغ العاشرة من عمره انتقل مع عائلته إلى منفاها فى الكويت بعد انتصار آل رشيد أمراء حائل، على آل سعود، وقضى طفولته فيها إلى أن استرد الرياض سنة 1901. عندما استرجع الأمير محمد بن عبد الله الرشيد، المكلف من الدولة العثمانية آنذاك، القصيم بأكملها لم يبق من مدن الدولة السعودية الثانية إلا الرياض، وكان عبد العزيز آنذاك عمره 10 أعوام وعندما اقتربوا أمر الإمام عبد الرحمن بن فيصل ابنه عبد العزيز بالذهاب إلى الصحراء، وفعلاً فعلها وبدأت الحرب بين الإمام عبد الرحمن وآل رشيد، لكن فشل عبد الرحمن فى هزيمتهم واحتلت الرياض، فذهب إلى قطر ثم البحرين ثم وصل الكويت فاستقر بها، وعندما كان عبد العزيز فى الكويت تعلم السياسة والمجالس وأساليب الحرب. فى عام 1900، وعندما بلغ عبد العزيز 28 سنة، طلب عبد العزيز من والده الإمام عبد الرحمن, السماح له باستعادة حكم أسرته, إلا أن والده لم يسمح له بذلك, خوفًا عليه من عدوه الذى يفوقه فى العدد والعدة, لكن عبد العزيز نجح فى إقناع والده، فقام بصحبة 60 رجلاً ونجح فى استعادة الرياض عام 1901، وقام بعد ذلك بجمع الأنصار من قبائل البادية لتقديم الدعم والتأييد له، ثم توجه إلى المقاطعات الجنوبية من نجد، فاستردها من آل رشيد سنة 1903، ثم استرد القصيم سنة 1905م. استمر عبد العزيز فى السيطرة على باقى نجد مما استدعى ابن الرشيد التماس العون من الدولة العثمانية، فقامت بإرسال قوة لدحره، واستطاعت القوة التركية إلحاق الهزيمة بابن سعود، إلاّ أنه تمكّن من إعادة تشكيل قوّاته بعد رحيل القوات التركية بسبب مشاكل فى التموين فى جزيرة العرب. بحلول عام 1922م، تمكن من السيطرة على الأراضى التى كانت تحت سيطرة الشريف الحسين بن على، وتوّج عبد العزيز انتصاراته بهزيمة الشريف حسين عام 1925م، واستمر فى انتصاراته حتى أعلن قيام المملكة العربية السعودية فى شبه الجزيرة العربية والتى كانت مكونة من خمس إمارات. إنجازات الملك عبد العزيز لا تقع تحت حصر، فقد أخرج بلاد الجزيرة العربية من ظلام العصور الوسطى إلى نور الحضارة الحديثة، فأنشأ نظام حكم حديثًا، حيث تأسست فى عهده ولأول مرة فى بلاد العرب حكومة حديثة من وزراء متخصصين، وأنشأ مجلس الشورى، وأسس نظامًا قضائيًا حديثًا يرتكز على أحكام الشريعة الإسلامية، وكذا نظامًا مصرفيًا لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية، وأنشأ الغرف الصناعية والتجارية، وشق الطرق، وأقام الجسور والموانئ، وأسس نظام البريد والبرق لأول مرة فى بلاد العرب، وأنشأ المستشفيات والمراكز الطبية، وتوسع فى إنشاء المدارس والمعاهد والكليات. انتقل إلى جوار ربه فى مثل هذا اليوم عام 1953م، بعدما ترك أسس دولة عصرية حديثة، تعد الآن فى مقدمة دول المنطقة تقدمًا.